الخميس، 29 يوليو 2021

اجتماعيات (٢٢):

القَرْعاءُ تَتباهَى بشعْرِ جارتِها !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
كان شيخنا يلقب الشافعي الصغير !

كان عمنا يلقب مالكا الأوسط !

وكان جد أبي أمي يلقب أبا حنيفة زمانه!

أيها الكبراء المترعون من عقد النقص حتى التقيؤ !

ليكن شيوخكم ما كانوا !

وليكن أعمامكم وأجدادكم أعظم العظماء!

أنتم من !

من أنتم بين العلماء والمفكرين والدعاة إلى الله تعالى ؟!

أنتم لا شيء أبدا !

أنتم عدم !

ألسنة رعاع، وأدمغة أطفال !

قال أحدهم: كان جدي فلان يلقب بأبي حنيفة زمانه !!

أين تراثه !؟

أين مصنفاته التي تدل على هذه الدعوى!

أين تلامذته العلماء الذين نشروا علومه في الخافقين، كأبي حنيفة !؟

لا شيء أبدا !؟

سوى الدعوى !

لقد عشت في مدينة حماة خمسا وعشرين سنة، منها عشرون في طلب العلوم الشرعية.

ولا يكاد يوجد شيخ في حماة لم أحضر عليه، في السوق والحاضر والحي الغربي!

وقد ذكر ذلك الشيخ أمامي كثيرا.

ذكروه بالفضل والتقوى والصلاح.

لكنني لم أقرأ ولم أسمع من أحد، حتى من شيوخي القريبين من ذاك الشيخ:

الشيخ عارف النوشي.

الشيخ نايف النوشي.

الشيخ محمد الحامد

الشيخ محمد علي المراد.

الشيخ أحمد المراد

الشيخ سعد المراد

الشيخ عبدالودود المراد.

رحمه ورحمهم الله تعالى أجمعين.

لم أسمع من أحد منهم؛ أن هذا الشيخ بهذه المنزلة العلمية الهائلة، ولا ذكر أحد أمامي أنه كان يلقب بأبي حنيفة زمانه.

من الذي لقبه؟

وما مستند هذه الدعوى؟

وما قيمتها؟

وما شواهدها على الأرض؟

لا أظن مدينة حماة في نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، كان عدد سكانها يتجاوز عشرين ألف نسمة !

أعني نحن أبناء قرية صغيرة، يعرف بعضنا بعضا، فعلى من تهولون، ولأجل ماذا تخادعون، وليس في مدينة حماة كلها اليوم عالم واحد، لا من ذرية أبي حنيفة زمانه، ولا من غيرهم؟ !

ولنفترض أن جدكم الرجل الصالح هذا؛ كان مجتهدا مطلقا، وليس حافظا لمذهب أبي حنيفة فحسب؟

أليس هذا سبة عليكم، وتهوينا من شأنكم؟

أين مكانكم في دين الله عز وجل؟

أين عطاؤكم العلمي؟

أين مؤلفاتكم؟

أين محاضراتكم؟

أين حتى مشاركاتكم الهزيلة على شبكة التواصل الاجتماعي؟

كان سيدي وجدي الحمش المعمَّر شيخ طريقة صغيرة (الخلوتية) ثم انتقل فتتلمذ على جدكم الكبير الصالح هذا، وغدا نقشبنديّاً.

وإن جدي إبراهيم كان مستمعا عند الشيخ سعيد الجابي، وناصرا له.

وكان والدي كذلك، وكان أميّاً تماماً !؟

أفليق بذاك العالم الكبير، الملقب بأبي حنيفة زمانه؛ أن تكونوا أنتم معشر المنافخة أبناءَه وأحفاده؟

ألا تسيؤون بهذا الإطراء إليه، حتى يقول الناس: لماذا لم يكن أحد من ذرية أبي حنيفة عصره عالما أو مفكرا أو كاتبا!؟

أرجوكم غاية الرجاء أن لا تضللوا الناس بهذا الغرر الرخيص، فهو لن يجلبَ لكم حسنةً واحدةً، ولن يرفع من مقامكم مرقاةً واحدةً، عمّا أنتم عليه!

ليس الفتى من يقول: كان أبي

إن الفتى من يقول: ها أنذا !؟

تعلموا الأمانة والصدق والشجاعة، فإن هذه الخصال أليقُ بأبناء أبي حنيفة عصره؛ أكثر من أبناء الفلاحين والعاملين !؟

والله تعالى أعلم

]رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[.

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً  

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق