الأحد، 30 يناير 2022

قطوف من الآلام (10):

جودةُ سَعيدٍ في ذِمّة الله تعالى!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

بقلوبٍ مُؤمنةٍ صابرةٍ محتسبةٍ؛ تلقّينا نبأ وفاة شيخنا وأستاذنا المفكّر المربّي جودةَ بنِ سعيدِ بن محمّدٍ الشركسيّ، الذي وافته المنيّة صباحَ اليوم الأحد بتاريخ (30) كانون الثاني، من شهور عام (2022م) في مدينة استانبول التركيّة، عن عمرٍ مبارك جاوز تسعين عاماً.

ليس من عادتي في كلمة النعيِ أن أكيلَ الثناءَ على المتوفّى ولا إطراؤه؛ لأنّه في أمسّ الحاجة إلى رحمة الله تعالى وعفوه وغفرانِه، وسبيل هذا في نظري؛ هو الابتهال إلى الله تعالى بالدعاء الصادق؛ أن يرحمه الله تعالى رحمةً واسعةً، وأن يشملَه بعفوه ورضوانه، وأن يُعلي مقامَه لديه.

قد كان شيخنا رحمه الله تعالى، بعيداً عن الأضواء والبروز، فعلى مَن يرغب بالتعرّف عليه؛ أن يرجع إلى كتاب (جودة سعيد بين حديث الأفكار وصمت العلوم) للباحث منير أحمد الزعبي، وأن يطالعَ ترجمته الحديثةَ المنشورةَ على صفحة (ويكيبيديا) فهي ترجمة وجيزة ممتازة.

أمّا أنا: فأسأل الله تعالى لشيخنا أن يجزيه أجر الدعاة المتّقين، وأجر العلماء العاملين، وأجر المجتهدين المحتسبين، وأن يجعله بفضله، وواسعِ رحمته (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً).

وأسأل الله تعالى لأسرته الطيّبةِ، وأولادِه المهذّبين، إخواني: الأستاذ بشر، والأستاذ سعد، والأستاذة كوثر؛ الرضا التامّ عن الله تبارك وتعالى، ووالاحتسابَ والصبر الجميل.

وأسألكم أنتم إخواني القرّاء الأكارم؛ الدعاءَ لشيخنا ووالدنا، بما تجود به أرواحكم الزكيّة من صالح الدعاء، وجميل الثناء.

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

الأربعاء، 26 يناير 2022

 قَريباً من السياسة (21):

شِرْذِمَةُ الحوثيّين !؟

بسم اللهِ الرحمن الرحيم

(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.

رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

قال لي: الحوثيّون قومٌ متخلّفون!

وقال لي: الحوثيون جماعة عنصريّون!

وقال لي: الحوثيّون روافض!

وقال أيضاً: الحوثيّون عملاءُ إيران!

قلت له: أنتَ أدرى بالحوثيّين، وأنا أدرى بالأعراب!

هَبْ أنّ الحوثيين كانوا متخلّفين وغجَراً، ولديهم عُقد نقصِ البدائيّ المتخلّف، وأنهم روافضُ، وعملاء إيران وروسيا والصين والموساد والماسونيّة «وماذا بعد؟» وعملاء فرسان المعبد، وفرسان الهيكل!

أليس أعرابُ الخليجِ وغيرهم أذيالاً متعفّنة لأمريكا والغرب ودولة صهيون؟

أنتم لا تتهمون سوى إيرانَ بتزويد الحوثيين بالسلاح، بينما أنتم تقرّون بأنّ أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، تزوّدكم  بالسلاح، وأنتم تنفقون مليارات الدولارات على التسليح، فهل من فارق موضوعيّ؟!

وأنتم لو أنفقتم على فقراء أهل اليمن ملياراً واحداً، من مليارات السلاح؛ لشكروا لكم!

الحوثيون من الغجر والنَوَر والصلُبَة، وأنتم أبناء الله وأحبّاؤه!

الحوثيون شرذمة قليلون، وأنتم ملايين من البشر!

الحوثيّون نميريّون، وأنتم بنو تميم!

الحوثيون فقراء متخلفون، وأنتم أغنياء مترفون منعمون، تلقون طعامكم المُفتَخر في حاويات القمامة، بطراً أعرابيّاً، بعدَ قِلٍّ وذُلٍّ!

فلماذا تصرخون؟ ولمِ تولولون كالنساء، ولمِ تستغيثون بالغرب والشرق، وبسكان القطب المتجمّد الشمالي والجنوبي؛ لينصروكم على أولئك المتخلّفين!

ألأنّكم حُثالةُ الأعراب!

أم لأنكم حُفالةُ لا يبالي بكم الله تعالى بالة؟!

أم لأنّكم ضعفاء جبناء؟!

ألا يكفي الحوثيين رفعةً وعزّةً وشموخاً واستعلاءً إيمانيّاً أن يقولوا: قرارات مجلس الأمن تحت أقدامنا!

وأن يقولوا: طُزْ بكم وبالأمم المتّحدة، وبمجلس الأمن، وطز بأمريكا وإسرائيل والاتّحاد الأوربيّ!

هكذا يكون الرجال!

هكذا يكون الأبطال!

هكذا يكون الشجعان!

وهكذا هم أهل اليمن، من قحطان وعدنان !

أنا والله لا أعرف الحوثيين، ولا أؤمن بمنهجهم في الوصول إلى السلطة، ولا أرى لدى زعيمِهم وكبيرِهم، كبيرَ علم، ولا هيبةَ الزعماء!

لكنّهم رجالٌ، يفرضون على كلّ ذي عقلٍ أن يحترمهم، ويُشيد بشجاعتهم ورجولتهم وعزّتهم العربيّة النبيلة،  واستعلائهم الإيمانيّ على الكافرين والظالمين والمنافقين!

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى اللهُ على سيّدنا محمّد بن عبداللهِ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كل حال.

الثلاثاء، 25 يناير 2022

       مِنْ عِبَرِ التاريخِ (8):

مَنْ أَحَبُّ قادةِ المُسلمين المعاصرينَ إليكَ؟!

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

كأنّ صاحبَ هذا السؤال «مَنْ أَحَبُّ قادةِ المسلمين المعاصرينَ إليك؟!» أراد إحراجي، لكنّه مسكين، ربما لا يعرف تاريخَ الفقير عداب، الذي لا يُحرجُه، سوى ذنوبه، فيما بينه وبين الله تعالى!

أقول وبالله التوفيق:

يقول شيخنا العلّامة سعيد بن محمد حوّى في كتابه «فصول في الإمرة والأمير» ما معناه:

يجب أن يكون لنا إلى كلّ نظامٍ نظرتان:

الأولى: جانب الالتزام الدينيّ.

والثانية: جانب النجاح الاجتماعيّ.

ويتعيّن علينا عند تقويم الشخصيّات؛ التَخصيصُ دون التعميم، فقد يكون رأس النظام مؤمناً مسلماً، ويكون النظام الذي يقوده علمانياً، وقد يكون الشعبُ غيرَ مُسلمٍ أصلاً، فقد كان النجاشيّ مؤمناً مسلماً، وكان الشعبُ الخاضع لسلطانه على دين النصرانيّة، وهكذا.

إذا وضح هذا؛ فأقول: إنّ أحبّ حكامِ المسلمين إلى قلبي هو: أجمل حاكم مسلمٍ، وأعلم حاكم مسلم، وأشرف حاكم مسلم، وأعلى حاكم مسلم ثقافةً إسلاميّةً، وأكثرهم هيبةً؛ هو رئيس جمهوريّة إيران الإسلاميّة، الدكتور الفقيه القاضي الشريف إبراهيم رئيس الساداتيّ، حفظه الله تعالى، ووفّقه وسدّده إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين.

انظر إلى وجهه الهاشميّ الجميل الشريف!

انظر إلى لحيته الأنيقة اللطيفة!

انظر إلى العمّة السوداء النبويّة، كأنها تاجٌ من هيبةٍ ونور!

انظر إلى جُبّته الشرعيّة، دِثار القضاة والمُفتين والعلماء !

زاده الله تعالى بسطةً في العلم والجسم!

فأنا لا أرى في رؤساء العالم كلّه جميلاً غيرَه أصلاً، فضلاً عن أن يكون ثمّة من هو جميل!

وأنا أسأل الله تعالى أن يقيّض لنا حكّاماً علماء ومثقفين وأشرافاً وجميلين، مِن مثل طلّته الهاشميّة البهية!

وأسأله تبارك اسمه وتقدّست ذاته أن يهديه إلى مثلِ طريقي في الاجتهاد والتجرّد، والابتعاد عن الطائفيّة العَفنة، والمذهبيّة الضيقة، والتعالي عن تسخير الشرفِ والدين، من أجل هذه الدنيا الدنيّة، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

 أحبّك سوريّا !؟

أحبّك سوريا، وقد جئت حانيا

أجاهر بالحبّ التليدِ علانيا

أحبّ الفيافي والقِفارَ وساحلاً

وفي غوطَة الأخيار دمتُ مباهيا

أحبّ الصحارى والبوادي وأنهراً

سَقَتْ أهلَ سوريّا الإباءَ يمانيا

أحبُّ ديار القدس، من قبل غزّةٍ

أحبّ بلاد الأرز مثلَ دياريا

أحبّ عَمونَ، الشامخاتُ جبالُها

وكم كنت أهوى في حَماةَ حُماتِيا

أحبّك سوريّا الشآمِ جميعِه

ولا أرتضي تلك الحدودَ ثوانيا

حدودٌ دعتني أجنبيّاً بأردنٍ

وضيفاً على لبنان لست مُواتيا

ويأبى بنو كنعان أني منهم

بنابُلْسَ، لكني أخوهم ثمانيا

ثماني بطون في فِلَسطينَ وُطّنوا

ومن قَبلُ داري كان كنعانُ ثاويا

أيرضى بنو عمي، وترضى عشيرتي

بهذا الشتاتِ المرّ رَبعاً مساويا؟

حَماةُ الهدى والشامُ مَدْرَجُ نشأتي

وفي حَلَبَ الشَهباءِ  دمْت مؤاخيا

وفي الرقّة الرقراقِ، رقّت مشاعري

فقلت جميل الشعر عذباً فُراتيا

وفي سوح دير الزور أهل وصحبةٌ

وفيها تطامى الجود صيفاً وشاتيا

وفي حمص دار الخيّرين شيوخنا

بها واحدُ الركنين، ركناً يمانيا

دعوني من التسييس، ضاءت وجوهكم

فمِن «ساس» حبّرنا الضياعَ مراثيا

ومن «ساس» لا عزّت، ولا سادَ أهلُها

غَدَونا رِخاصاً، والعُلوجُ غَواليا

بني الشامِ، لا ترضَوا بقهرٍ وذلّة

فأنتم كبار الناسِ قولاً وصاغيا

ولا تؤثروا الدنيا على الدين إنّها

وربِّ الحطيم الغُرّ، باتَتْ زُبانَيا

سلامٌ عليكم بيّض اللهُ نَشْرَكُم

فدوموا كراماً مؤمنين عواليا

والحمد لله على كل حال.

 قطوف من الآلام (10):

رَضْوَى في بَقيعِ الغَرْقَد!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَذْكُرُ كَمَا تَذْكُرُونَ) وأحبُّ كما تحبّون، وأكره كما تكرهون!

وقد زعموا أنّني أنسى كما تَنْسَون، لكنّها رَضْوَى!

رَضوَى التي لا يزيدني عددُ الأعوام  عن بعدها، إلّا قُربا، وعن نسيانها إلّا ذكرى!

قَرنان مَرّا من عُمُر الزمانِ، وما فَرِحَ قلبي، ولا أشرقَ وجهي، ولا تلألأت عيناي!

أتدري ما قَرْنان؟! هل يحتمل الإنسان قرنين مِن قهرِ الزمان؟ هذا ما كنتُ وكان!

رَضْوَى!!؟

قرنانِ قد عَبَرا، وطيفُكِ قَبرُه

كَهْفُ الفُؤادِ، وما جَفوتُ من الإبا

وتَركتِني جَسداً، كئيباً وَهْمُه

لا حامِلاً أملاً، ولا متأهّبا !؟

رَضوَى!

تمر الليالي والشهور، ولوعتي

تزيد مع الذكرى صباحاً ومغرباً

وما غاب طيفٌ من رؤاك هُنيهةً

وكم بت ليلي في هواك مُعذّبا

وقد كنت يا بنت الكرام مصونةً

ولا يبتغي الباغون عندك مَثلبا

نهاري وليلي بالتوجّعِ والأسى

أراقب موتي دون سُهْدي مهربا

فإن كنت يا رضوى بسَرْمَد راحةٍ

كما أرتجي، ما ضرّ كوني مُذنبا

سألتك بالزهراء طُهراً وعِفّةً

تزورينني غِبّاً، فقلبي تَربّبا

رحمَ الله رضوى!

رحم الله أمّ مرادٍ سلوى!

رحم الله أمواتَ المسلمين أجمعين!

رُحماكَ يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.