الخميس، 31 يناير 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة صياغة العقل المسلم
في المرجعيات، والمصطلحات، والمصادر، والتاريخ
أولاً: المرجعيات الحاكمة:
مصادر التشريع عند أهل السنة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، وما صدر عن الصحابي، والمصلحة، والاستحسان، على خلاف في بعض ذلك. ومن مصادر التشريع عند الإمامية حجية قول المعصوم (الإئمة الاثني عشر).
فضوابط حجية الكتاب تحتاج إلى مراجعة، فلا تكاد تجد قاعدة أو ضابطاً متفقاً عليه، وثبوت السنّة مشكلة تحتاج إلى حلّ، والأحكام المترتبة على تفاوت مراتب ثبوت الحديث تحتاج إلى حل، والإجماع .. هل هو إجماع أهل السنة، وهل إجماع الظاهرية ضروريّ، وهل خلاف الوهابية له اعتبار؟ وهل يشترط إجماع الفرق الأخرى؟ وهل هناك سوى الإجماع السكوتي في أي دائرة زعمنا فيها الإجماع؟
ثم أي قياس هذا الذي يُعتد به؟ هل هو الجلي، أو هو قياس ظاهر العلة، أو قياس الطرد والعكس والشبه؟ وما درجة الحكم الشرعي المنبثق عن قياس غير متفق على صلاحية مرجعيةً حاكمة، هل هو الواجب والحرام، أو المكروه والمندوب، أو الأولى وخلاف الأولى؟
وما صدر عن الصحابي؟ أي صحابي؟ فالحنفية يسمّون فقهاء الصحابة فلا يبلغون عندهم عشرة، وأحمد يقول: كل الصحابة فقهاء، ولا أحب مخالفة واحد منهم، وأنا أقول فقهاء الصحابة ثلاثة فقط: علي وابن عباس مطلقاً، وعائشة في أمور النساء، والباقون علماء ونقلة، وجماهيرهم عامّة، وليس بين أيدينا من علومهم شيء، فننظر فيه، رضي الله عنهم.
والأئمة المعصومون عند الشيعة: ما دليل عصمتهم أولاً، وما دليل تعيينهم أئمة للأمة، ليس في ذلك دليل ديني ظاهر، وهل كان عليّ معصوماً يوم أخطأ تلك الأخطاء القاتلة؟ وهل الحسن كان معصوماً يوم تنازل لمعاوية المحارب، وترك الأمة في دوامة القهر والتغلب؛ ليذهب فيواسي نساء الشهداء، يتزوج الواحدة يوماً، أو شهراً، فيغنيها لتتزوج بعد ذلك؟ وهل كان الحسين معصوماً يوم قدّم أطفال وشباب بني هاشم على منحر الطغاة؟ وهل كان معصوماً يوم حمل نساءه معه إلى معركة مجهولة؟ وهل كان معصوماً عندما صدّق أن خلافةً يمكن أن تقام بالمراسلة، من دون جهد تنظيمي وتعبويّ وإعداد طويل؟
الحقيقة أن أئمة أهل البيت لهم من نور النبوة، وطهارة الأصل، ونباهة الذكر؛ مزايا تؤهلهم ليكونوا منافسين كباراً في ساحة الشورى الإسلامية، التي لم تعمل بها الأمة مرة واحدة في تاريخها الطويل!
والحقّ أن عمر أول من تيقّن ذلك، فحرم آل البيت من الخُمس، حتى لا تنحصر السيادة في آل البيت وإلا فما معنى أن يشرع الله لهم حقّاً في الخمس، كما هو إجماع أهل السنة والشيعة؟
فالمرجعيات الحاكمة بدءاً من منهج الاستنباط من القرآن الكريم، وإلى نهايتها بحاجة إلى مراجعة محايدة جادّة!
ثانياً: المصطلحات:
إن كثيراً من المصطلحات حاكمة آسرة، لها أثرها البعيد في تشكيل العقل وتوجيه السلوك، فالشيعي، والإباضي، والمعتزلي؛ مصطلحات منبوذة مرفوضة في ساحة أهل السنة، وكل واحد من هؤلاء مصدر قلق عاطفي وفكري وديني للسنّي لكن أهل السنة أنفسهم لا يتفقون على دلالة مصطلح (شيعي) مثلاً، كما لا يتفقون على درجة انتمائه للإسلام، ولا يتفقون على الموقف منه.
ومصطلح شيعي: ليس مصطلحاً واضحاً في كتب أهل الحديث، وأحكامه ليست منضبطة عند الفقهاء، وكذلك الخارجي، والقدري، والجهمي، و آلاف المصطلحات العائمة الدلالات، كلها تحتاج إلى ضبط وحدود واضحة.
ثالثاً: المصادر التراثية:
لكل فرقة من فرق المسلمين كتبها التي تعدّ مصادر تشريعية وفكرية لها، فعند أهل السنة، مثلاً، صحيحا البخاري ومسلم، وعند الزيدية: مسند زيدٍ، وأمالي أبي طالب، وعند الإمامية: الكتب الأربعة الأصول: الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار للطوسي، وعند الإباضية: مسند الربيع بن حبيب، والمدونة الكبرى لأبي غانم الخراساني.
وكل فرقة من هذه الفرق تتعصب لمصنفاتها، وتهتك ستر مصنفات الفرق الأخرى.
ولو عقل علماء الأمة؛ لسلّطوا الحاقدين من كل فرقة على كتب الفرق الأخرى لنقدها وتزييف ما فيها، ثم محاكمة ناتج النقد هذا بموضوعية، لأن عين البغيض ترى مالا تراه عين الحبيب!
المهم أنني درست هذه الكتب كلها دراساتٍ أوّلية تعريفية، وكتبت على كل واحد منها بحثاً علمياً موضوعياً، فلم أر شيئاً منها يستحق العصمة، ودعوى الإجماع على صحة كتابٍ منها؛ دعوى تهويلية!
ولو صدقت دعوى الإجماع؛ لدلّت على جهل المجمعين، وعلى تهافت حجيّة الإجماع من أصله!
ويكفينا في التدليل على بطلان هذه الدعوى أن صحيح البخاري الذي لا يدعى الإجماع على صحة كتاب؛ كما يدعى له؛ أخرج في صحيحه (160) حديثاً معلقاً، وجميعها ليست على شرطه في الصحة كما يقول ابن حجر، وأخرج في صحيحه (93) حديثاً مرسلاً، والحديث المرسل من قسم الضعيف، وأخرج في صحيحه (26) حديثاً منقطعاً، والمنقطع من الحديث الضعيف، والبخاري بكل تأكيد يعلم هذه الأحاديث في صحيحه، ويعلمها العلماء.
فالمطلوب إذاً: نقد هذه المصادر المؤسسة للفكر الطائفيّ؛ ضرورة حتمية، وتبني الحكومات الإسلامية، إن كان فيها خير؛ لتغيير هذه المعتقدات في قدسية تلك المصادر التي ألفها بشر غير معصومين.
رابعاً: كتب التاريخ وأحداثه:
إن الإمام أحمد قال: إن كتب المغازي والسير لا أصول لها، ولكن الإمام الشافعي قال: إذا اتفق أهل المغازي على واقعة؛ فهي أوثق عندي من أخبار الخاصة (خبر الواحد). وكتب التاريخ تأثرت إلى حد بعيد بالوسط الطائفي الذي كتبت فيه، وتصرّف كتّاب التاريخ بالنصوص كثيراً أو قليلاً، حتى لا يصادم المألوف.
وأصاب روايات التاريخ أسوأ مما أصاب روايات الحديث من تأخر التدوين؛ لأن سلطان الحكام الظلمة هيمن على منع تدوين التاريخ إخماداً لأسباب الفتن، حتى تتناسى مع الزمن، ومع هذا الخطّ العام، فلكل فرقة تاريخها الخاص الذي تورد فيه الوقائع على حسب تصورها هي، حتى لو كان مخالفاً للواقع مخالفة تامة.
والمطلوب أولاً: استخلاص وقائع التاريخ، وعبره الدموية من كتب السنن وتراجم الرجال، فهي أقرب إلى الحقيقة بوجه عام.
والمطلوب ثانياً: مقارنة روايات الواقعة الواحدة لدى جميع طوائف المسلمين للوقوف على توجهاتهم وتطلعاتهم.
والمطلوب ثالثاً: الاعتبار بوقائع التاريخ ومصائبه، وليس توظيفها للفتنة، وشتات الأمة.

فمن يعيد كتابةَ صياغةَ العقلِ المسلم، ولماذا؟
إن إعادة صياغة العقل المسلم تعني في أيسر ما تعنيه إعادةَ كتابة منهج التفكير الإسلامي؛ كتابةً يستشعر القائمُ بها مخافة الله عزّ وجلّ، ويعتقد في نفسه الحيادَ المطلق تجاه الطائفية والمذهبية والحزبية والإقليمية والقومية، إلى جانب امتلاكه أدوات الاجتهاد الأساسية من علوم العربية والأصول والقواعد والمقاصد، وإتقان تحرير النصوص والروايات المنقولة في جانب الاعتقاد والتشريع والسلوك، وفي جانب التاريخ الذي يدوّن حركة تعامل الناس مع الجانب الأول.
ذلك أنّ التحيز العاطفي، فضلاً عن الفكريّ؛ يجعل الكاتب قريباً من الخطأ، بعيداً عن الصواب، عرضةً لترجيح الهوى على المبدأ.
لقد أخطأ الناس يوم بويع أبو بكر؛ لأن بيعته كانت فلتةً، يعني اضطراراً، وعلى غير السنة؛ فتكرس ببيعته تلك مبدأ التغلّب الجماهيري القبليّ. وأخطأوا يوم بويع عمر بن الخطاب؛ لأنه تكرّس مبدأ ولاية العهد، وتوريث السلطة. وأخطأوا يوم كانت الشورى؛ لأنهم ضربوا مبدأ ولايةَ الأعلم والأفضل، فصار العالم والتاجر والفلاح والسقّا صالحين للخلافة، وأخطأوا يوم بويع علي للخلافة بعد مقتل عثمان؛ لأنه تكرست مشروعية انتزاعِ الحكم بالقوّة، وقتلِ السلطان من دون عقاب حقيقيّ للقتلة؛ تحت ذريعة درء الفتنة!
والجواب على كل ما سبق؛ أنهم اضطروا إلى هذا كله اضطراراً، فما الحيلة؟
وأقول: هذا كلّه كرّس سياسة الاضطرار، والأمر الواقع، وترك الأمة إلى هذا اليوم من غير منهاج سياسيّ إسلاميّ، إلا المنهج القائم على التغلب والاضطرار، فأمسى منهاجُ العرب في الجاهلية في انتقال السلطة؛ خيراً من المنهج الاسلامي، أو مثله!
إن كاتب صياغة العقل المسلم ينبغي أن لا يكون مذهبياً ولا سلفياً لأن السلفية تبعيةً ساذجةً لقومٍ كرامٍ، كانوا في بدايات العلم والحضارة، وينبغي أن يقرأ الاعتزال والتشيع بشقيه، والديانات القديمة واليهودية والنصرانية، ويعي أن جماهير الشعوب رعاع، وأن أصحاب السلطان الجهال الأقوياء؛ هم الذين يشكلون ديانات الناس وتوجهاتهم، يساعدهم في ذلك بعض رجال الدين رغباً ورهباً!
وينبغي أن يكون فكره الإسلامي مستقلاً ينظر إلى جميع أفكار الفرقاء بإشفاقٍ، وليس باحترام، فالتقليد لا يستحق الاحترام أبداً، وينبغي أن يختلف مع كل فرقة ببعض ما تذهب إليه بقيدين اثنين:
الأول: إعذار المجتهدين في اجتهادهم، مع الحب والتقدير.
الثاني: الإشفاق على المقلدين، والحزن على تعصبهم، وثورتهم مع الجهل.
وينبغي أن يمتلك من أدوات العلم والمعرفة ما يؤهّله للكتابة في منهج التفكير الإسلامي، إلى جانب الحياد الفكري المطلق!


الجمعة، 25 يناير 2013

الصحوة الإسلامية بين الحقيقة والوهم


في رحلة الحياة الإنسانيةِ؛ تصطرعُ حوافزُ الخير، ونوازعُ الشّر، وتتطامى نوازع الشّر وتشرئِبُّ، وقد تغمرُ حوافزَ الخير في الإنسان، وتتباهى بتغلّبها الموقوت!
إن انتصار حوافزِ الخير في الحياة الإنسانية؛ رَهنٌ بإيمان أهل الخير بخيرهم، واعتصامهم به، واستبسالهم في الذود عنه، بعد معرفتهم به المعرفةَ الصحيحة التي تجعلهم عن صراطه لا يحيدون، وعن سبيله لا ينحرفون.
وفي «عصر الصَّحْوة الإسلاميّة» التي نستروح إلى ذكرها، ونخدّر أعصابنا بتردادها، ونعقد المجالس المتكاثرة للمناظرة حول مظاهرها وظواهرها، ونشرب على شرفها المضيَّع أنخابَ الوهم والخيال، ونتجرّع غُصَص الحسرة والحرقة التي نباعد بينها وبين عقولنا وأحاسيسنا ما استطعنا.
أعتقد أن عصر «الصحوة الإسلامية» هذا؛ هو من أعنف عصورِ الصراع بين الحقّ
والباطل، وأخطرها على العقيدة الإسلاميّة، والصحوة الإسلامية بآن!
ذلك أن شراسة الباطل وقوّته، وتعدد أشكال الكيد وأدواته؛ كانت متساوقةً مع التطوّر الصناعي، وتقدّم الآلة، وبلوغ الإنسان مراتب سامِقة في مجال التقنين والاختراع.
كما كانت قدرةُ خصوم الإسلام هائلةً في جوانب التنظيم والتخطيط والدعاية والإعلان، والإعلام!
أما نحن أبناءَ الصحوة الإسلاميّة، فإننا قد سكرنا من كثرة ترداد هذا القول فقط!
واقتنعنا، أو كدنا؛ أن عزّ الإسلام منّا؛ قاب قوسين أو أدنى، ولم يعد بيننا وبين العيش في ظلّ الإسلام، وتحت رايته؛ إلا أن يقوم المتنفّذون في ديار الإسلام بإعلان «تطبيق الشريعة الإسلامية!» يعقبه إعلان آخر يعيش في خيال السكارى، ويحسونه على جدران عقولهم المغفّلة «الوحدة الإسلامية الكبرى» إن ما بين «مليار ونصف المليار» مسلم يعيشون في عصر الصحوة، وبين حقيقة الصحوة؛ مفاوزَ تُقطع دونها الأعناق! ولكنهم يعيشون عصر «الغربة الإسلاميّة!».
إن الإسلام بخير، وفي المسلمين خيرٌ كبير، وسيظلّ فيهم هذا الخير؛ ما بقي الدهر!
(إذا قال الرجل: هلك الناس؛ فهو أهلكَهم)([1]).
بيد أن الخير متباين المظاهر، شتيت المناحي، مبعثر الإمكانات، لا يستطيع أهله أن ينتفعوا به، ولا يقدروا على تنميته وتثميره.
ولو ذهب امرؤ ينظر في أحوال أولي الحَول والطول في العالم الإسلامي؛ لوجدهم منازعَ شتّى، وهياكلَ تستثيرُ الشكوى، وتجلبُ الأسى، وتبعثُ على القنوطِ، إلا من رَوح الله تعالى.
بين لاهٍ، وأبلَهٍ، وظلومٍ             وتَبيع، أما لهذا انتهاء!؟
ولو التفَتَ إلى قادةِ الصحوة الإسلاميّة، من علماء ومفكّرين وأدباء؛ لهاله ما يجد بينهم من فساد ذات البين (الحالقة!) وذَهُل لما يسمعه ويراه من خصومات لا تخدم إلا الشيطانَ وأعوانَه من الكبار والصغار!
مهاتراتٍ سخيفة، ومناوراتٍ صغيرة، ومؤامراتٍ رخيصة، ونفاقٍ ظاهر، وسذاجةٍ قَميئة، وغفلةٍ لا تجلب إلا الخرابَ والدّمار.
وما النجاة من هذا الأمر؟
الجواب حاضر عند الجميع، من غير مثنوية:
الإسلام هو الحلّ لمشاكل العالم كلّه.
العودة إلى صفاء الدّين ونقائه.
العودة بالمسلمين إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
العودة إلى اقتفاء أثر السلف الصالحِ، الذين لا يضلّ من تبعهم، ولا يهتدي من خالفهم!
العودة، الأوبة، الرجوع...!؟
أجل! هذا صحيح، ولكن كيف؟!
هل تكون العودة إلى الدين الصحيح بالخطبِ، والمحاضرات، وأشرطة التسجيل؟
هل تكون العودةُ إلى كتاب الله وسنّة رسوله بإطلاق أيدي وألسنةِ الجهلة والعابثين؟
هل يكون اتبّاع السّلف الصالح بتمجيدِ الحاكم الجاهلِ الظالم، ومباركةِ آثامه وإعطائه الولاء والبيعة، وتسميته إمام المسلمين، أو أمير المؤمنين؟
هل الطريق الصحيح أن نوقع بعضَ المسلمين في شراك أحلافٍ وخيمة مع الطغاة؟
هل تطبيق شريعة الله تعالى؛ مرهون برضا الشرق أو الغرب الذي يسترضيه الدعاةُ المسلمون، ويستخذي بين يديه حكامُهم؟!
قامت في التاريخ المعاصر ندوات ومؤتمرات إسلاميّة كثيرة، ودوائر للفتوى عديدة، وقد بحثَتْ جميعُها في موضوعات جيّدة نافعة، بيد أن كثيراً مما كانت تنعقد المؤتمرات لأجله؛ لا يعدو مناقشة وقائع عاديّة بسيطة، لا تحتاج إلى كبير عناء.
أما كيف الخلاص؟ وطريقة النجاة، ووضع الخطط المرحليّة لذلك، فهذا وذاك لا يقترب منه كثيرٌ من علماء المسلمين.
وإن وافقَ أن اقتربوا؛ فلا يكون اقترابهم في كثير من الأحيان إلا في مباحث نظريّة تعقِبُها توصياتٌ ومقترحاتٌ يتلهّون بها، وليس الطغاة منها بسبيل؟!
فما الصحوة الإسلامية هذه، وما أبعادها؟
إن كان المعنيُّ بالصحوة الإسلامية كثرةَ عدد المصلّين، والصائمين، والحجاج والمزكيّن، والممتنعين عن الزنا، وعن معاقرة الخمرة، وعن أكل مال الربّا؛ فهذا صحيح!
ففي المسلمين، اليومَ؛ مئاتُ الملايين ممن ينطبق عليهم مصطلح «الصحوة الإسلاميّة» بهذا المعيار! ولكنّهم (غثاء كغثاء السّيل) تأثيراً في وجهة الحياة الإسلامية.
وإن عُني بالصحّوة الإسلامية أنّ المسلمين اليومَ أقربُ إلى تحكيم شرع الله في مجتمعاتهم، وأنهم ينطلقون في قوانينهم ونظمهم وأحكامهم من شرع الله وأحكامه؛ فهذا جدّ بعيد! والتخدير الذي يتولاّه الإعلامُ يحاول الخلطَ بين هذا وذاك.
فبهذا المعيار الثاني؛ أننا على مقربةٍ من الحياةِ الكريمةِ في ظلّ الإسلام! فغير صحيح!
سواءٌ على مستوى الحكومات، وغير صحيح على مستوى الجماعات، وغير صحيح على مستوى المفكرين والعلماء والأدباء، ولا حاجة بنا إلى الخوض في التفاصيل.


([1]) من حديث أبي هريرةt أخرجه مسلم في البر والصلة (2623).