الاثنين، 12 يوليو 2021

 اجتماعيات (17):

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

يحزنني كثيراً أن يقوم بعضُ الأوشابِ، النُغلُ، مَرْبَى حميلِ السيلِ؛ فيتّهمونني وغيري بأنني مرتبطٌ بإحدى الدولِ العدوّةِ لهم، أو إحدى الجماعات البغيضة لديهم، «مِن أجلِ المال».

وقد أعرضتُ طويلاً عن الردّ على أولئك النتنى، ثمّ بدا لي أن أخاطبَ دافِعيهم الذين يبطنونَ الحقدَ والضغينةَ، ويظهرون الدفاع عن السنّة والحديث!

قال الله تبارك وتعالى:

(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ؛ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) [الإسراء].

(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) [النساء].

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) [الزمر].

أقول وبالله التوفيق:

مِنْ أينَ عرفتَ أيّها البغاثُ السَنِخُ بأنني أُشترَى بالمال؟

ألديك معلومةٌ موثوقة بذلك؟

كلّا والله، لأَنْ ليس لدى ربّ العالمين مثلُ هذه المعلومة قطعاً!

هل أخبرك أحدٌ من إيران، أو من دولِ الخليج، أو من تركيّا، أو من أيّ بلدٍ في العالم، أو حتى من بلدي سوريا؛ بأنّ جهةً منهم تصرف لي مرتّباً، أو مكافأةً، أو ترسل إليّ هدايا مثلاً؟

كلّا وألف كلّا، لأنّ هذه الدول تعلمُ علماً يقينيّاً بأنني لست ممّن يُشترَى، وتوقن يقيناً كوجود الشمس؛ بأنّ أيّ جهة منها لم ترسل إليّ ليرة سورية، أو تركية، أو دولاراً، أو أيّ عملة أخرى!

ولو ادّعت أيّ جهة مثلَ هذه الدعوى؛ يكون قَفا حذائي أشرفَ منها وأطهرَ!

أيها الجروُ بنَ الهجرس:

لو ادّعت إحدى الجماعاتِ الوهابية السلفيّة، أو إحدى الجماعات الصوفيّة، أو إحدى جماعات الإخوان المسلمين؛ أنّ جهةً منها زوّدتني في غضون (74) سنةً هجريةً بليرة سوريةٍ، فما فوق؛ فهي جماعةٌ أوطأُ منكَ وأدوَنُ وأحطُّ.

فمن أين أتيتَ بهذه الفريةِ، أيها الزَبَدُ الذي يتتايع ليغدو جفاء خواءً؟ !

يا ابنَ الرَخْصَة النتنى!

إنّ لي ستةٌ من الأبناءِ، أحدهم في سجن الظالمين، من دون ذنب!

وخمسةٌ من أولي القوّة والعزيمة، يحصّلون آلاف الدولارات في كلّ شهر!

ومصروفي في تركيا بتمامه وكماله (600) دولار، ليس غير!

إنّ لديّ (137) تلميذا مجازاً مني، بعضهم مدراء جامعات، وبعضهم وكلاء وزارات، وأكثرهم أساتذة جامعيون ومهندسون وأطبّاء.

فلو فَرضتُ على كلّ واحد منهم (10) دولارات في الشهر؛ لوصلني منهم ضعف ما أحتاجه من مصروف!

ثمّ إنني ابنُ الحمشِ، ولم يمرّ على آل الحمش، مذ خلق الله تعالى أجدادهم، وأقامهم في مدينة حماة، قبل (400) عام؛ فقير واحد!

لا منذ (400) عام، ولا منذ (300) ولا منذ (200) ولا (100) ولا منذ عشر سنوات، ولا الآن، ونسأل الله تعالى أن يتمّ علينا نِعَمَه ظاهرةُ وباطنة، مادامت هذه الدنيا!

نحن آل الحمش حمويّون كابراً عن كابرٍ، وملّاك أراضٍ وعقاراتٍ وأبقارٍ وأغنام وخيول، ومن المهن التي امتهنها أجدادنا؛ تجارةُ الأنعام والمواشي، حتى كانت وظيفة جدّنا الشيخ خضر الكنعان في الدولة العثمانية «شيخ الهبطة».

وأنا أتحدّى أهلَ مدينة حماة الكرام بسوقها وحاضرها، إذا ادّعى واحدٌ منهم أنّ له دالّةً أو منّةٍ ماليةً على أصغر فردٍ في آل الحمش، في أيّ حقبة من الزمان!

وأنا الآن ورثت مما خلّف لي والدي رحمه الله تعالى مَنزلين وثلاثَ قِطَعٍ من الأراضي، سعر متر بعض هذه القطع (500) دولارٍ أمريكيّ، فما حاجتي لأنْ أبيعَ شرفي أيها الصلف الجلف الجوّاظ؟

رحم الله تعالى جدّي الفارس النبيلَ الشريف إبراهيم الحمش، كان يكرّر على مسامعنا دوماً «أَعِزّ نفسَكَ؛ تَجِدْها».

أيها الوالغون الحمَئيّون:

لو كنّا في زمان الرقّ والموالي؛ فأنا وحدي أشتريكم أجمعين، ثم أعتِقُكم، حتى لا يُسبّب لي قربُكم قَرَفاً، يعكّر مزاجي الشريف!

أقول وأتحدّى:

أتحدّى دولَ العالم العربيّ، ودولَ العالم الإسلاميّ، ودول العالم غير الإسلاميّ، إن كانت جهة من جهاتها في يومٍ من الأيام قدّمت إليّ أدنى مبلغٍ ماليٍّ، أو غير ماليٍّ.

ومِنّةُ جميعِ دولِ العالمِ، ومؤسساتها، وأجهزتها؛ تحتّ حذاء الفقير عداب الحمش!

فاربَعْ على ظَلْعِك أيّها الأفّاق الأفّاك، فأصغرُ واحدٍ من عشيرتي لسان حاله يقول:

أنا ابن جلا وطلّاعِ الثنايا

مَتى أضعِ العِمامةَ تعرفوني!

نحن لا نُشترَى، ولا نَشتري، نحن أشرافٌ أطهارٌ ظاهراً وباطناً، لا نُبادئ أحداً بظلم، فإذا قصدنا أحدٌ بظلمٍ؛ فنحن كما قال عميّ الشهيد الشريف عبدالرزّاق بن إبراهيم رحمهما الله تعالى:

«حِنّا سباعُ الفلا، وعند السما بازات.

ونعيش عمرَ النسر، نَسري مع البازات» ... إلخ.   

وأستغفر الله العظيم أوّلاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
 
]رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[.

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق