الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

 قَريباً مِن السياسةِ (43):

إبادةُ العدوّ شريعةُ التوراة!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كان كلّ قومٍ ينطلقون من شريعةِ دينِهم، في تعامل بعضهم مع بعض، وفيما بينهم وبين أعدائهم؛ فيجب أنْ لا تلوموا الصهاينةَ الأشرار بما يقومون به في غزّة الإسلام!

جاء في سفر يشوع - الإصحاح السادس (وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى المَدِينَةِ، كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا المَدِينَةَ (21) وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي المَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى البَقَرَ وَالغَنَمَ وَالحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ (22)!!؟

أخذوا المدينة: دخلوها واحتلّوها.

حرّموا: اقتلوا.

وجاء في سفر التثنية - الإصحاح الثالث عشر (ضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا، بِحَدِّ السَّيْفِ (16) تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا، كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلّاً إِلَى الأَبَدِ، لاَ تُبْنَى بَعْدُ (17).

وجاء في سفر القضاة - الإصحاح الحادي والعشرين (اذْهَبُوا وَاضْرِبُوا سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ (11).

لا ريبَ في أنّ في غزّةَ علماءَ ومفكّرين ومثقّفين وأدباء، وهم يعرفون عقيدة الصهاينة الحربيّة هذه!

ويعلمون أنّ الصهاينةَ لا يُعاقَبونَ مهما فعلوا، وقد قيل قديماً (مَنْ أَمِنَ العقابَ؛ أساءَ الأدبَ).

كيفَ إذا انضافَ إلى ما تقدّمَ؛ أنّ بعضَ حكّام العرب صهاينةٌ أكثرُ من الصهاينة؟

كيف إذا كان جميع حكّام العرب؛ يرفضون فكر المقاومة الفلسطينية الإسلاميّ؟

إذْ إنهم لا يحبون الإسلام، ولا أظنهم يدينون به، إنما يزعمون ذلك خداعاً لشعوبهم ذات العاطفة الإسلاميّة!

إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

والحمد لله على كلّ حال.

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

 قَريباً مِن السياسةِ (42):

(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اقليم (غزّةَ العزّةِ) يكوّن (2%) من مساحة فلسطين المقدّسة، وعد سكانه مليونان وثلاث مائة ألف نسمة!

وتسيطر دولة الصهاينة عمليّاً على (98%) من مساحة فلسطين!

وعدد الصهاينة ومَن يخضع لحكمهم، داخل الخطّ الأخضر؛ يقرب من عشرة ملايين نسمة!

وبحسب التقديرات الخاضعة للواقع؛ لا يصل عددُ أبطال (حماس) إلى عشرين ألف مقاتل بحالٍ، لا لعدم وجود شبابٍ راغبين بالجهاد في سبيل الله، إنما بسبب محدوديّةِ إمكانات حماس الماليّة لاستيعاب أعدادٍ كثيرةٍ من الشباب!ّ

حشدت دولة الصهاينة حتى الآن قُرابةَ نصف مليون جنديٍّ عامل، ومجنّد احتياط!

ولم تكتفِ بذلك، بل هي ترى هذا العددَ غيرَ كافٍ لمنازلة أبطالِ حماس!!

فقامت بتوزيع السلاح على المدنيين ليقوموا بحماية أنفسهم، بعد أن عجز الجيش الذي لا يُقهَر عن حمايتهم (ههههههههه)!

بمعنى أنّ خمسةً وعشرين صهيونيّاً متفوّقاً متبجّحاً؛ لا يقوَوْنَ على مجابهةِ فلسطينيٍّ مسلمٍ واحد!

هذه هي العزّة والله!

هذا هو التأييد الربانيّ لعباده المتطهّرين المصلّين!

يذكّرني هذا بروايةٍ تحكي أنّ الزبيرَ بن العوّام - رضي الله عنه - ضلّ الطريقَ في إحدى البلاد، وفيم هو يسير؛ شاهد حصناً كبيراً، فقصده، وصرخ عليهم قائلاً: إني أدعوكم إلى إحدى ثلاثٍ: الإسلام، أو الجزية، أو القتالِ، وها أنذا بانتظاركم!

إنّه الرُعْبُ - يا أحفاد القردة والخنازير - الرعبُ الذي زلزل كيانكم، وأصابكم بعمى البصيرة!

قال الله تعالى:

(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ؛ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ، وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) [آ ل عمران].

(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ، فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا!

سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ، وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) [الأنفال].

(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ، وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26).

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤوهَا!

وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) [الأحزاب].

(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ!

مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ، فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا، وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ!

يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ، فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (2) [الحشر].

أيها الصهاينة الجبناء:

هذه الآياتُ القرآنية الشريفةُ نزلت في أجدادكم اللؤماءِ، الذين سلّط الله عليهم عبادَه المؤمنين، ففريقاً قتلوا في المنازلة، وفريقاً كانوا يأسرون!

تماماً كما فعل أحفادهم بكم في فجر السابع من تشرين، في عملية طوفان الأقصى!

ولو كان حكّامنا مؤمنين أتقياء؛ لقضينا على سلطانكم وسلطان أمريكا وأوربّا في عامٍ واحدٍ، بإذن الله تعالى!

على الرغم من امتلاككم القنابل النووية والهيدروجينية والجرثوميّة؛ لأننا نصرنا بالرُعْبِ، مثلما نُصر رسولنا صلّى الله عليه وآله وسلم بذلك، فقال: (نُصرتُ بالرعب مسيرةَ شهر) أخرجه البخاريّ (335) ومسلم (521)!

أجل يا أحفادَ القردة والخنازير:

سَنُديل دولتكم عاجلاً أم آجلاً، وسنأسركم ونذلّكم، حتى تتعلّموا وأنتم في الأسر آدابَ الإسلام وأخلاق الإسلام وتسامحَ الإسلام، إذْ إنّ من أهداف الأسر عندنا؛ أن يطّلع الأسير على ما لدينا من طهارةٍ ونظافةٍ وعبادةٍ وسلوك قويمٍ وأخلاق، لا تعرفونها أنتم، ولا يعرفها الغربُ الذي ما يزال مُتعفّنا، لا يحسن النظافةَ والطهارةَ، على الرغم من دعواه المدنية والحضارة!

الإسلام هو الحضارة!

الإسلام هو الأخلاق!

الإسلام هو الرحمة!

الإسلام هو الأمان!

الإسلام هو الوفاء بالعهودِ والمواثيق، أيها الأوغاد اللئام!

والله تعالى أعلم

والحمد لله على كلّ حال.

 قريبا من السياسة (41):

القنوتُ في النوازل !؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
روى عبدالرزاق وابن أبي شيبةَ والطحاوي وغيرهم عن عددٍ من علماء الصحابة والتابعين، رضوان الله عليهم؛ أنهم كانوا يقنتون في النوازل وغيرها.
وقد كان اختيارُ الحسن البصريّ من ألفاظِهم قولَه:
(«اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ، وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ.
اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخْشَى عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ.
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْكَفَرَةَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ.
اللَّهُمَّ عَذِّبِ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَالْحِكْمَةَ، وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يُوَفُّوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَتَوَّفَهُمْ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِكَ.
وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، إِلَهَ الْحَقِّ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ) آمين آمين.
وقد صحّ عن جماعةٍ من الصحابةِ والتابعين؛ أنّ القنوت في صلاة الفجر!
وصحّ عن جماعة من الصحابة والتابعين؛ أنّ القنوتَ في صلاة الوِترِ بعد العشاء!
وهذا يعني أنك لو قنتَّ في الصبح والوِتر معاً؛ فلا حرج عليك، في نظري.
أمّا القنوت في النوازل؛ فالصحيح استحباب القنوتُ في جميع الصلوات المكتوبة.
والإماميّة يستحبّون القنوت في سائر الصلوات المفروضة والنافلة، بنازلةٍ وبغير نازلةٍ ظاهرة!
وربما لأنّ النوازل والمصائب أدركتنا من ساعة انتقالِ الرسولِ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإلى يوم الناس هذا.
وهذا اجتهادٌ حسنٌ في تقديري.
والله تعالى أعلم
والحمد لله على كلّ حال.

الأحد، 29 أكتوبر 2023

 قَريباً مِن السياسةِ (40):

مَوسِمُ الرياضِ ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

بمناسبةِ افتتاحِ موسم الرياضِ الترفيهيّ، الذي لا يختلط فيه الحابلُ بالنابل - كما يحصل في المظاهرات !!

 إنما يختلط فيه الغوغائيون بالغوغائيّات، والفاسقون بالفاسقات، والمثليون والمثليّات؛ أقول لأعراب الخليجِ أجمعينَ أكتعين:

قال الله تبارك وتعالى:

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقاً، وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97).

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ !! عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ، وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) [التوبة].

(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) [التوبة].

هؤلاء أنتم يا أهلَ الخليج!َ

(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ؛ تَسُؤْهُمْ، وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ؛ يَفْرَحُوا بِهَا!!

وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا؛ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا!!

إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) [آل عمران].

وهؤلاء أنتم أيها المحتفلون بموسم الرياض «العاهر!».

وفيكم حفنةٌ مؤمنةٌ صالحةٌ، في كلّ قطر من أقطار بلاد الأعراب، ضعفاء لا يقدرون على شيء في محيطٍ من التوحّش والجهل والجفاء!

(وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ، وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ.

أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ، سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) [التوبة].

أمّا أنتم يا أعراب ساحلِ عُمان، فهذه صفتكم في القرآن الكريم!؟

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ !!

بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ.

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ؛ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ!

إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51).

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ؛ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ، يَقُولُونَ: نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ!!

فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ، أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) [المائدة].

أيُّ موالاةٍ أكبرُ من قتالكم في صفوف الصهاينةِ، أعداء الله تعالى، وأعداء المسلمين؟

ليست الأعرابيّة سُكنى البادية، فقد ذكر الله تعالى أولئك باسم (البَدْوِ) [يوسف: 100].

إنّما الأعرابيّةُ - فوق ذلك - صفاتٌ حقيرةٌ من الجفاءِ والغلظةِ والجهل المركّبِ والخيانةِ والغدر والخسّة، وقلّة الدين!

وليست الحضارةُ؛ سُكنى المباني في مدن مكتظّةٍ، أو أبراجٍ عالية!

إنما الحضارة دينٌ وفهم وعلمٌ وأدب ولُطفٌ ونظافةٌ وأخلاقٌ وسلوكٌ قويم!

يا أعرابَ نجدٍ من غير الصالحين:

كان الصالحون والفاسقون والغوغاء في بلدنا «حماة» يمتنعون عن إظهار فرحهم الحاضرِ - بل ويؤجّلونه - أربعين يوماً، إذا توفّي في الحيّ أحدُ رجالِه، أو إحدى نسائه أو أطفاله «هذا طرفٌ من الدين والحضارة»!

أكثر من عشرةِ آلاف قتيلٍ  من المدنيين في غزّةَ، نصفهم من النساء والأطفال، ثمّ تقوى قلوبكم الأعرابيّة القاحلةُ على الفرَح؟

وتستطيع مشاعركم مشاهدةَ رقص الساقطين والساقطات؟

وترتاح آذانكم المترهّلة بسماع الغناء والموسيقى؟

ألا (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة].

ألا (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [الأعراف - هود].

ألا وإنّ الله (لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة].

و(إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال].

و(إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص].

ويكفيكم خِزياً وعاراً وذلّاً وسفهاً؛ أنكم ممن لا يحبّهم الله تعالى.

(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا. وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ.

وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) [القصص].

 حسبنا الله ونعم الوكيل

ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم

والحمد لله على كلّ حال.