مَسائل حديثية (17):
أخطاءُ الإمامِ عَليٍّ عليه السلام (3)!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا،
وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ،
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
الحديث الثالث: خطوبة بنت أبي جهل!؟
أخرج البخاريّ في المناقب، باب ذِكر أصهار النبيّ e (3729) من حديث الزهريّ عن عليّ بن حسين
«السجّاد» أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ
أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ:
يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا
عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ!؟
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ
بنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي!
وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ
يَسُوءَهَا!
وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ.
فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ».
وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ: عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مِسْوَرٍ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ
شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ، فَأَحْسَنَ، قَالَ:
(حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي).
ويبدو أنّ البخاريَّ سرّه جدّاً أن يكون رجلٌ من بني أميّة
وفيّاً صادقَ الوعد، على ذمّة الزهريّ الناصب، فكرّر تخريج الحديث ستّ مراتٍ
أُخَرِ (926، 3110، 3714، 3767، 5230، 5278) وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2449)
أيضاً.
ولا يخفى على أحدٍ من المسلمين، كم يعظّمُ أهل السنة من شأنِ
عمرَ بن عبدالعزيز، الذي أمضى حياته ظالماً متنعّماً لاهياً، يبطش بخصومِ طغاة بني
أميّة، حتى ختم مظالمَه بقتلِه خُبيبَ بن عبدالله بن الزبير تعذيباً، فصحا بعد ذلك
وتاب، وأحسن فيما بعد!
نسوا جميع مظالمه، وصفحوا عن جريمة قتله الشابّ الزاهد، وراحوا
يعظمونه ويشيدون بعدله وورعه وعلمه، حتى عدّوه واحداً من المجتهدين، بل من
المجدّدين!
هكذا هم أهل السنّة، عداء صارخٌ مع كلّ ما يتّصل بآل البيت، تحت
دعوى عداء التشيّع، وتسامحٌ وتصالحٌ مع أعدائهم على أعدائهم لعنة الله!
انظر إلى تقريب التقريب مثلاً، وتتبع المواضع التي رَمَوا فيها
الرواة بالتشيع أو الرفض؛ فستجدها عشرةَ أضعاف الرواة الذين رموهم بالنصب، مع أنّ
غالبية المجتمع الشامي والبصري من النواصب!
ولم يكن عدد الشيعة والروافض؛ يساوي عُشْرَ عدد أهل السنّة
والنواصب في المجتمع المسلم، كما هو شأنهم اليوم !
في ترجمة ثور بن يزيد الكلاعي الحمصيّ، من تهذيب ابن حجر (2:
33) ما نصّه:
«قال
عبّاس الدوريّ عن يحيى بن معين: ثور بن يزيد ثقة.
وقال في موضع آخر: أزهر الحرازي وأسد بن وداعة؛ كانوا يجلسون ويسبون
عليَّ بن أبي طالبٍ، وكان ثورٌ لا يَسُبّه، فإذا لم يَسُبَّ؛ جَرّوا بِرِجْلِه»
يعني حتى أخرجوه من المسجد!
رحم الله تعالى ثورَ بن يزيد، ولعنَ الله أزهر الحرازي وابنَ وداعة،
وكلّ ساقط لعن أو سبّ الإمام عليّاً، أو أمر بسبّه، أو رضي بسبّه أو لم ينكر سبّه
من الجبناء الأنذال!
وبعد:
في تخريجي الوجيز هذا؛ لن أعرّج على اختلاف ألفاظ الرواة في
سياقَتِهم للحديث، ولا على تقطيع البخاريّ له، واستفادته منه؛ لأنّ الحديث عندنا
كذبٌ محض، فلا يُهمّنا من اختلاف ألفاظه أو اتّفاقها شيء !
أقول: أمّا الزهريّ شرطيّ بني أميّة؛ فقد تحدّثنا عنه فيما سبق،
وقد توبع على حديثِه هذا، فلا يُحتَمل أنّه هو الذي افترى هذا الحديثَ على
المِسْوَر بن مخرمةَ الزهريّ الناصبيّ، إنما الذي افتراه هو المسور نفسه، وهماً،
أو عمداً.
فمَن المِسْوَرُ الصحابيّ الجليل هذا؟
ترجمه
الذهبيّ في النبلاء (3: 390) وقال:
لَهُ:
صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةٌ، وَعِدَادُهُ فِي صِغَارِ الصَّحَابَةِ، كَالنُّعْمَانِ بنِ
بَشِيْرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
قَدِمَ
دِمَشْقَ بَرِيْداً مِنْ عُثْمَانَ، يَسْتَصْرِخُ بِمُعَاوِيَةَ.
عن
ابنته أمّ بكر قالت: «وُلِدَ المِسْوَرُ بِمَكَّةَ، بَعْدَ الهِجْرَةِ
بِعَامَيْنِ، وَبِهَا تُوُفِّيَ لِهِلاَلِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَسِتِّيْنَ، وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيْهَا جَمَاعَةٌ».
وقال
ابن حبّان في المشاهير (87): «المسور بن مخرمة بن نوفل بن أخت عبد الرحمن بن عوف
كنيته أبو عبد الرحمن.
كان
مولده بمكةَ، السنة الثانيةَ من الهجرة، وقُدِم به المدينةَ في النصف من ذي
الحجّة، سنة ثمان عام الفتح.
وقد
حجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّةً، وحفظ جوامعَ أحكام الحج واستوطن المدينة،
ومات بمكة ...» [حفظ جوامع أحكام الحجّ، وهو ابن سبع أو ثمان سنين].
وقال
ابن سعد في طبقاته (2: 140): «قُبِضَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم،
والمسور بن مخرمة ابن ثماني سنين، وقد حفظ عنه أحاديث».
نحن
لا نريد أن نطعنَ بعدالة المِسوَر، لكننا ننقل كلامَ ابن حجر الذي يحبّ النواصب
ويوثّقهم.
قال
في فتح الباري (7: 86): «وَغَفَلَ الشَّرِيفُ الْمُرْتَضَى عَنْ هَذِهِ
النُّكْتَةِ، فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مَوْضُوعٌ؛ لِأَنَّهُ مِنْ
رِوَايَةِ الْمِسْوَرِ، وَكَانَ فِيهِ انْحِرَافٌ عَنْ عَلِيٍّ، وَجَاء من
رِوَايَة ابن الزُّبَيْرِ وَهُوَ أَشَدُّ فِي ذَلِكَ!
وَرُدَّ
كَلَامُ المرتضى بِإطْبَاقِ أَصْحَابِ الصَّحِيحِ عَلَى تَخْرِيجِه».
قال
الفقير عداب: المِسْوَرُ ناصبيٌّ فيه انحراف عن عليّ، وابن الزبير ناصبيّ أشدّ،
وكذلك آلُ الزبيرِ جميعُهم.
خلاصة
نقد هذا الحديث:
أوّلاً:
من جهة الإسناد؛ فنحن نحمّل المسور مسؤوليّةَ وَضْع هذا الحديث عمداً أو وهماً، إذ
كان في حياة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم طفلاً غيرَ مكلّفٍ، غيرَ مأمونِ
الرضا، فكيف إذا كان متشرّباً بعداوة الإمام، ومستشاراً لابن الزبير الناصبيّ
القحّ، الذي ترك الصلاة والسلام على
الرسولِ في خطبة الجمعة (حتى لا تشمخ أنوف بني هاشم) كما قال!
فالمسوَر
بن مخرمة، كان منحرفاً عن الإمام عليّ، فهو من جملة المنافقين، بنصّ الحديث الصحيحِ،
الذي أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (78) عن عليّ عليه السلام قال:
(وَالَّذِي
فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ:
(
أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ).
ونحن
لا ندّعي أنّه نفاق اعتقاد، إنما هو نفاقُ عمل، ومن صفات المنافق أنّه يكذب!
يُضاف
إلى هذا؛ أنّ المسوَر عندما توفي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ كان ابنَ
ثماني سنين!
فهل
نقبل منه معارضةَ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أحكاماً قرآنية وسنناً نبويّة
طبّقها رسول الله ذاته، من أجلِ السيّدة فاطمة عليه السلام؟
لو
حصلت هذه الحادثة حقّاً؛ لكان أولى الناس بروايتها وإشاعتها أمّ المؤمنين عائشة؛
لأنّها من بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهي لا تألوا جهداً في الإساءةِ
لعليّ، وتنتهز أدنى فرصةٍ للتقليل من شأنِ فاطمة عليها السلام!
فقد
أخرج البخاريّ (3624) من حديث عائشة أمّ المؤمنين قالت: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ
تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَرْحَبًا بِابْنَتِي).
ثُمَّ
أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا
حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: « لِمَ تَبْكِينَ»؟
ثُمَّ
أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ «عائشة»: (مَا
رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ) يعني استخفافاً من تبدّل حال
فاطمة السريع عليها السلام !
وفي
إحدى روايات الحديثِ، عند الإمام الترمذيّ (3872) (فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ
فَقَبَّلَتْهُ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ!
ثُمَّ
أَكَبَّتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ!
فَقُلْتُ:
«إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا، فَإِذَا هِيَ مِنْ
النِّسَاءِ» يعني: ليست من أعقل النساء، بل هي مثل أيّ امرأة!
فما
بال الطفلِ المخزوميّ، الذي كان أهله يعادون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
حتى السنة الثامنة من الهجرة «الحادية والعشرين من البعثة» ينفرد بمسألة على هذه
الدرجة من الخطورة، دون أسرتِه وأهل بيته، ودون آلاف الصحابة المتواجدين حول
الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم يومئذٍ ؟!
أمّا
قول ابن حجر: «وَرُدَّ كَلَامُهُ – الشريف
المرتضى - بِإطْبَاقِ أَصْحَابِ الصَّحِيحِ عَلَى تَخْرِيجِه» فكلام
متهافتٌ، ليس له أدنى قيمة؛ لأنّ جميعَ أصحاب الصحاح خرّجوا عن النواصب، رغم رواية
كثيرين منهم بأنّ مبغضي عليّ منافقون!
بل
كانت سنة شائعة لدى المحدثين، فهم يوثّقون أوغاد النواصب ويضعّفون أفاضل شيعة عليّ
كالحارث الهمدانيّ، أو يُعرِضون عن رواياتهم بصمت!
قال
ابن حجر في التهذيب (8: 458): «وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالباً، وتوهينهم
الشيعة مطلقاً، ولا سيما أن عليّاً ورد في حقه: (لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى
منافق)...
فهذا
شأنكم إذاً يا ابن حجر، توثّقون الناصبيّ غالباً، وتقبلون منه ما يرويه، خصوصاً
إذا كان من طبقة صغار الصحابة، وكبار التابعين!
ثانياً:
رَدّ هذا الحديث من جهة المتن، وفيه مسائل:
الأولى:
فيه ثناء بالغٌ على صهرِ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم الأمويّ، بينما فيه
تكدير كبير من عليّ عليه السلام لخاطر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاطمة
عليها السلام.
وأثرُ
النصبِ في هذا ظاهر تماماً، لا بأس برفع مقام كلّ أحد، سوى الإمام عليّ عليه
السلام!
الثانية:
لم يرد في حقّ أيّ من بنات النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل هذه الغيرة
المزعومة!
الثالثة:
كان الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم قد تزوّج نساءً كثيراتٍ، فهل يجاهر الرسول
الأكرم على المنبر هكذا بأنّ مشاعر فاطمة عليه السلام هي التي يجب تراعى، دون
مشاعر بقية النساء؟
الرابعة:
ما ورد في متن الحديث (لا تجتمع بنت رسول الله، وبنت عدوّ الله عند رجل واحد) يَرِد
عليه الإشكال نفسه، وهو المجاهرة بمراعاة مشاعر السيدة فاطمة، دون بقية النساء!
والواقع
العمليّ من الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم أنه هو نفسه تزوج بنات أعداء الله.
فالحارث
الخيبريّ، والد أمّ المؤمنين جويريّة؛ كان عدوّاً لله تعالى، وقد قتله المسلمون
وقتلوا زوجها في معركة خيبر، وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وأمّ
المؤمنين أمّ حبيبة بنت عدوّ الله أبي سفيان، تزوّجها الرسول، وكان أبو سفيان زعيمَ
أعداء الله حينئذٍ!
بل
حتى بعد إشهار أبي سفيانَ إسلامَه؛ لم يكن المسلمون واثقون من دعواه الإسلامَ
أصلاً!
فقد
أخرج مسلم في فضائل الصحابة (2504) من حديث عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو المُزنيّ؛ أَنَّ
أَبَا سُفْيَانَ «بن حرب» أَتَى « مَرَّ » عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ
فِي نَفَرٍ!
فَقَالُوا:
وَاللهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا!
فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟
فَأَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ «يعني مستنكراً عليهم».
فَقَالَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يَا
أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ؟
لَئِنْ
كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ؛ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ)!
فَأَتَاهُمْ
أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهْ، أَغْضَبْتُكُمْ؟
قَالُوا:
لَا، يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أَخِي».
فهذا
إقرارٌ من الرسولِ، ثمّ من أبي بكرٍ؛ بأنّ أبا سفيانَ حتى تاريخ هذه الحادثة؛ هو عدوٌّ
لله تعالى.
ثمّ
انظر أخي القارئ إلى تلك الحميّة القرشيّة لدى أبي بكر؟
مع
أنّ أبا بكرٍ عايش قيام الدولة الإسلامية من أولى لحظاتها، ويعلم أنّه ما من
قبيلةٍ في العرب آذت رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، كما فعلت
قريش!
وأبو
سفيان عدوّ الله وعدوّ رسوله، أحدُ أكبر قادةِ أعداء الله، يدعوه أبو بكر: «شَيْخَ
قُرَيْشٍ وَسَيِّدَهُمْ»؟
لما
سبق كلّه؛ نردّ قصّة خطوبة عليٍّ عليه السلام بنتَ أبي جهلٍ من أساسها!
ونحن لسنا مكلفين شرعاً بأن نأخذ ديننا عن طفلٍ، يوم قُبض
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان ابنَ ثماني سنين!
والله تعالى أعلم
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه
وسلّم تسليماً
والحَمْدُ للهِ على كلِّ حالٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق