اجْتِماعِيّاتٌ (116):
فقه الاحتفال بالمولد
النبويّ الشريف (1):
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
مع إطلالة شهر ربيع الأوّل من كلّ عام؛ يزدادُ
جهّال الوهابيّة شراسةً تجاه الاحتفاء والاحتفال بذكرى مولد الرسولِ والنبيّ
الأكرم صلى الله تعالى عليه وآله وسلّم.
وممّا يغفل عنه، أو يتغافل عنه كثيرون، بل
الأكثرون؛ أنّ دولةَ بني أميّة الناصبيّة المجرمةَ قامت على عداء آل البيت وحربهم
وقتل رجالهم، ثمّ بعد ذلك المداومةِ على لعنهم وسبّهم على المنابر!
وأنّ دولة «آل سعود» العميلةَ مثلها، قامت على قتل
آل البيت بالتآمر مع سيّدتهم ومؤسسة ملكهم «بريطانيا العظمى» لأنّ الشريف الحسين
بن عليّ رفض الموافقة على إقامة دولة بني صهيون في فلسطين.
وعقب تولّي فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في
المملكة العربية السعودية، عام (1402 هـ) زار المدينة المنوّرةَ، وفي أثنائها زار
الجامعة الإسلامية، فأُجريَ معه لقاء صحفيّ مطوّل، نشرته مجلّة الجامعة الإسلامية
في العدد (52) في غالب ظني، من العام نفسه.
وكان أحد الأسئلة التي سألوه إيّاها: جلالةَ الملك:
مَن مثلك الأعلى في الحياة؟
قال: «مثلي الأعلى
سيّدنا معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه».
ولا يَظنَّ أحدٌ أنّ هذا السؤالَ جاءَ ارتجاليّاً، فوردَ
هكذا على دماغِ الذي أجرى المقابلة مع الملك!
إنما هو
سؤال مقصودٌ أُعدّ سابقاً، وحُضّر جوابُه مسبقاً أيضاً!
فهدفُ آل سعود الدائم: إغفالُ ذكر آل البيت، أو
التذكير بوجودهم!
ففي قمّة الرياض المنعقدة في عام (2017م) افتتح
الملك عبدالله الثاني بن الحسين خطابه بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله
ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبيّ العربيّ الهاشميّ الأمين».
فعقّب الملك الحاليّ سلمان عليه علانيةً بقوله: إنّ
الصيغة الصحيحة للصلاة على النبيّ هي «صلّى الله عليه وسلّم».
انتبهوا أيّها الإخوة القرّاء، إلى ردّة الفعل
الوهابية القميئة هذه!
وإلّا ما الفرق بين (صلّى الله عليه وسلم) وبين (الصلاة
والسلام على محمّد)؟
هو ينكر كلمة سيّدنا، وينكر التذكيرَ بالهاشميين،
في بلدٍ ساده الهاشميون، أكثر من ألف عام!
أقول: إذ إنّ مجدّد القومِ الوحيدَ الذي يقدّمون
كلامَه على جميعِ خلق الله تعالى؛ رأينا من المناسب أن نصدّر منشورنا هذا بقول ابن
تيمية في هذه المسألة.
قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى، في اقتضاء
الصراط المستقيم (ص: 161) فما بعد: وفي (2: 123) من الطبعة المحققة من قبل الدكتور
ناصر العقل:
(1) «وكذلك ما يُحدثه بعض الناس - إما مضاهاة
للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم،
وتعظيمًا.
والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على
البدع - من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، مع اختلاف الناس في مولده.
(2) فإن
هذا؛ لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، لو كان خيرًا.
ولو كان هذا خيرًا محضاً، أو راجحًا؛ لكان السلفُ
رضي الله عنهم أحقَّ به منا، فإنهم كانوا أشدَّ محبةً لرسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلّم وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص.
وإنما كمال محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم؛
تتجلى في متابعته وطاعته واتّباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بُعث
به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين
والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان».
قال عداب: هذا تحكّم تامٌّ، ففي التابعين ومن بعدهم
إلى يومنا هذا؛ من هو أعلم من جميع الصحابةِ، باستثناء أقلّ من عشرة من علمائهم.
وفي الأجيال التالية مَن يحبّ الرسول صلّى الله
عليه وآله وسلّم أكثرَ من كثيرٍ من الصحابة.
ولو سلّمنا لكلام ابن تيمية؛ فأقوال الصحابة
وأفعالهم ومشاعرهم؛ ليست حججاً شرعيّة، إلّا إذا أجمعوا على شيءٍ إجماعاً
أصوليّاً، لا دعوى إجماع من قبل السكوت؛ لأنه «لا ينسب إلى ساكتٍ قول ولا عمل» كما
يقول الإمام الشافعيّ.
قال الشيخ ابن تيمية:
«وأكثر
هؤلاء الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع - يعني الاحتفال بالمولد - مع ما
لهم من حسن القصد والاجتهاد اللذَين يرجى لهم بهما المثوبة؛ تجدهم فاترين في أمر
الرسول صلّى الله عليه وسلم، عما أمروا بالنشاط فيه.
وإنما هم بمنزلة من يُحلّي المصحف، ولا يقرأ فيه،
أو يقرأ فيه، ولا يتبعه!
وبمنزلة من يزخرف المسجد، ولا يصلي فيه، أو يصلي
فيه قليلاً.
وبمنزلة من يتخذ المسابيحَ والسجاداتِ المزخرفة،
وأمثالَ هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع، ويصحبها من الرياء والكبر، والاشتغال
عن المشروع؛ ما يفسد حال صاحبها، كما جاء في الحديث: (ما ساء عمل أمة قطُّ؛ إلا زخرفوا
مساجدهم).
قال عداب: وهذا الكلام غير دقيقٍ أيضاً، ففي
الصوفيّة الذين يُعنونَ بإحياء ذكرى مولدِ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ أناس
يؤدّون الفرائض والرواتب والمندوبات، ويصومون النهار، ويقيمون الليل، ويديمون
تلاوة القرآن العظيم، ويحافظون على ذكر الله تعالى، أكثر من بقيّة مدارسِ الأمة!
ولو لم يكن لديهم من النوافل، إلّا كثرةُ صلاتهم
على الرسول؛ لكان خيراً عظيماً.
ولو صحّ كلام ابن تيمية واقعاً؛ فهو خارجٌ عن محلّ
النزاع، وهو (الاحتفال بالمولد) من حيث هو!
أمّا قوله: « كما جاء في الحديث: (ما ساء عمل أمة قطُّ؛
إلا زخرفوا مساجدهم).
فلو صحّ أنّه حديثٌ فعلاً؛ لكان يخصّ مسألة زخرفةِ
المساجد، ولا علاقةَ له بالمولد النبويّ، ولا بكلّ مُحْدَث!
وإنّ مما يحزنني أنّ الشيخ ابن تيمية يقوّي
الأحاديثَ الضعيفةَ التي تؤيّد دعواه أحياناً، ويضعّف الأحاديثَ الصحيحةَ للأمر
نفسه في كثيرٍ من الأحايين!
وحديثُ الباب هذا:
من حديث عمر بن الخطّاب مرفوعاً أخرجه ابن ماجه في
المساجد والجماعات، باب تشييد المساجد (741) قال: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ
الْمُغَلِّسِ: حَدَّثَنَا عَبْدُالْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ «البجليّ» عَنْ أَبِي
إِسْحَقَ «السبيعيّ» عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا سَاءَ عَمَلُ قَوْمٍ قَطُّ، إِلَّا زَخْرَفُوا
مَسَاجِدَهُمْ).
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (2: 145) من طريق الحسن
بن سفيان عن جُبارة، وقال: «غريب من حديث عَمرو وأبي إسحاق، تفرد به عبدالكريم
البجلي».
وأخرجه
الرافعي في أخبار قزوين (1: 342) من طريق أحمد بن علي بن المثنى عن جُبارة، به،
وأخرجه ابن العَديم في تاريخ حلب (4: 259) من طريق محمد بن الليث الجوهري عن
جبارة، به. وقال ابن حجر في الفتح (2: 175): «رواه ابن ماجه، ورواته ثقات، إلا شيخه
جبارة بن المغلّس، ففيه مقال».
قال الفقير عداب: كلام ابن حجر خطأٌ محض، كلمة فيه
مقال: تُشعر بضعفٍ يسير، بينما جُبارةُ بن المغلّس ضعيفٌ واهٍ!
قال أبو زرعة في ضعفائه (2: 462): «أما إنّه كان لا
يتعمد الكذب، ولكن كان يُوضع له الحديث فيقرؤه».
وترجمه العقيلي في ضعفائه (1: 206) وروى من طريقه
حديثاً، ثمّ قال: قال عبدالله بن أحمد ابن حنبل: «عَرَضْتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيثَ
سَمِعْتُهَا مِنْ جُبَارَةَ الْكُوفِيِّ، فأنكرها فَأَنْكَرَهَا، وَقَالَ فِي
بَعْضِها: مَوْضُوعَةٌ أَوْ هِيَ كَذِبٌ».
وترجمه ابن حبّان في المجروحين (1: 221)
وقال:«حَدثنَا عَنْهُ شُيُوخنَا، كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل،
أفْسدهُ يَحْيَى الحِمّانِي حَتَّى بَطل الِاحْتِجَاج بأحاديثه المستقيمةِ، لما
شابها من الْأَشْيَاء المستفيضة عَنْهُ الَّتِي لَا أصُول لَهَا، فَخرج بِهَا عَن
حدّ التَّعْدِيل إِلَى الْجرْح».
وترجمه ابن عديّ في الكامل (2: 443) ونقل عن
البخاريّ قوله فيه: حديثه مضطرب.
وختم ترجمته بقوله « ولجبارة أحاديث يرويها عَن قوم
ثقات وفي بعض حديثه ما لا يتابعه أحد عَلَيْهِ غير أنه كان لا يعتمد الكذب
إِنَّمَا كانت غفلة فيه وحديثه مضطرب كما ذكره البُخارِيّ، وعندي أنه لا بأس به».
قال عداب: إقرار ابن عديّ بقول البخاريّ حديثه
مضطرب؛ يفيدُ أنّ قوله «لا بأس به» حيث يُتابع.
وترجمه ابن الجوزي في ضعفائه (1: 165) ونقل عن يحيى
بن معين قوله: كذّاب!
وابن حجر الذي قال فيه في الفتح: فيه مقال؛ قال في
التقريب (890): ضعيف.
وأورد البوصيري هذا الحديث في مصباح الزجاجة في
زوائد سنن ابن ماجه (1: 94) ثمّ قال: «هَذَا إِسْنَاد فِيهِ جبارَة بن الْمُغلس،
وَقد اتُّهِمَ».
ومعنى اتُّهِمَ: رموه بالكذب أو وضع الحديث.
وفي إسنادِ الحديثِ شيخُ جُبارةَ عبدالكريم بن
عبدالرحمن البجليّ الكوفيّ، لم يرد فيه جرح أو تعديل، ولم أقف له إلا على هذا
الحديث، وحديث آخر أخرجه ابن ماجه أيضاً (740) في زخرفة المساجد، من طريق جبارة
عنه.
والرواة الذين رووا عنه، سوى جُبارة؛ لا نعرف عن
رواياتهم عنه شيئاً.
والحديثان ضعيفان جدّاً.
نتابع كلام الشيخ ابن تيمية:
قال: «واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير؛
لاشتماله على أنواع من المشروع.
وفيه أيضًا شر، من بدعة وغيرها.
فيكون ذلك
العمل خيراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من أنواع المشروع.
وشراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من بدعةٍ وغيرها.
[انتبه -أخي القارئ - إلى هذا الكلام السابق
الدقيق].
وليس هذا من الإعراض عن الدين بالكلية كحال
المنافقين والفاسقين.
وهذا [يعني اشتمال الأعمال على خيرٍ وشرٍّ] قد
ابتُلي به أكثرُ الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين :
أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطنًا وظاهرًا،
في خاصتك وخاصة من يطيعك، واعرِف المعروفَ، وأنكر المنكر.
الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان!
فإذا رأيت من يعمل هذا [يعني العمل المختلط بالخير
والشرّ] ولا يتركه إلا إلى شَرٍّ منه؛ فلا تدعوه إلى ترك مُنكرٍ، بفعلِ ما هو أنكر
منه، أو بترك واجبٍ، أو مندوبٍ؛ تركه أضرُّ من فعل ذلك المكروه.
ولكن إذا كان في البدعة من الخير؛ فعّوض عنه من
الخير المشروع بحسب الإمكان، إذ النفوس لا تترك شيئًا إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن
يترك خيرًا إلا إلى مثله، أو إلى خير منه.
فإنه كما أنّ الفاعلين لهذه البدع مَعيبون، قد أتوا
مكروهًا؛ فالتاركون أيضًا للسنن مذمومون!
فإنّ منها ما يكون واجبًا على الإطلاق، ومنها ما
يكون واجبًا على التقييد.
كما أن الصلاة النافلة لا تجب، ولكن من أراد أن
يصليها؛ يجب عليه أن يأتي بأركانها.
وكما يجب على من أتى الذنوب؛ الكفاراتُ والقضاءُ
والتوبةُ والحسناتُ الماحية.
وعامتُها يجبُ تعليمها، والحض عليها، والدعاء إليها
.
فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً، قد يفعله بعضُ
الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلّى الله عليه وسلم،
كما قدمته لك: إنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدَّد.
ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء : إنه أنفق
على مصحف ألف دينار، أو نحو ذلك؟!
فقال : دَعهم، فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب، أو
كما قال.
مع أن مذهبه بأنّ زخرفة المصاحف مكروهة!
وقد تأوّل بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق
والخط!
وليس مقصود أحمد هذا، إنما قصده أن هذا العمل فيه
مصلحة، وفيه أيضًا مفسدة كره لأجلها.
فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا اعتاضوا بفسادٍ لا
صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور، من كتب الأسمار، أو الأشعار، أو
حكمة فارس والروم .
فتفطّن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال
من المصالح الشرعية، والمفاسد بحيث تعرف مراتبَ المعروف، ومراتبَ المنكر، حتى
تُقدِّم أهمَّها عند الازدحام.
فإن هذا؛ حقيقة العلم؛ بما جاءت به الرسل، فإنّ
التمييز بين جنس المعروف، وجنس المنكر، أو جنس الدليل، وغير الدليل، يتيسرُ كثيراً،
والله أعلم).
قال الفقير عداب: نقلتُ لك
هذا النصَّ الطويلَ - أخي القارئ - لا لأنني أقرّ بأنّ عمل المولد بدعةٌ مكروهة
أبداً، فهو مندوبٌ إليه في أضيق الأحوال، وإنما لتعرف أنّ هؤلاء الذين يؤذون
المؤمنين في كلّ عام، ويعكّرون عليهم فرحَهم برسولِ الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم؛ جُهّال مساكين، لا يفهمون من مصالحِ الشريعةِ وضوابطها عُشر معشار ما يعلمه
الشيخ ابن تيميةَ رحمه الله تعالى «ربما».
وإلى منشور تالٍ يتّصل
بالمولد النبويّ إن شاء الله تعالى.
والله حسبنا ونعم الوكيل.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ(.
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق