الأحد، 23 أكتوبر 2022

 مِنْ شِعْرِ الحِكْمةِ (5):

أوّاهُ مِن حالِ العِراقِ!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أوّاهُ أوّاهُ، بل أوّاه أوّاه

واحزنَ قلبي، إذ ناجاه غوثاه!

يا ويحَ قلبي ممّا باتَ مُطّرَحاً

هذا العراقُ الذي أمسٍ فقدناه!

هذا العراق، الذي قد كان ساريةً

للبأسِ والنبلِ، وافانا بلاياه!

هذا العراقُ، وكَهفُ العزِّ موئلُه

أضحى ذليلاً، ذيول الفُرْس تَنعاه!

إنّ العراقَ الذي تأبى كرامتُه

إلّا السماءَ، خَشاشُ الأرضِ حِنّاهُ

أينَ القبائلُ من عدنانَ، من يمنٍ

هل أنهكتها خياناتٌ تراماه!

يا ويحَ قلبي، بل يا ويلَه حَزَناً

ما أصعبَ الذلَّ، والأحرارُ تأباه

ما أصعبَ الذلَّ، والأنذالُ قد صعدوا

متنَ العمالةِ، والأشرافُ جُوّاه!

يا لهفَ روحي على شطِّ الفُرات غدا

وحلاً ضئيلاً، دسيسٌ في حناياهُ

يا ويحَ دجلةَ، قد وافاه آجِلُه

لا الماء عذبٌ، ولا الحيتان ترضاه!

أمسى الكُماةُ الأولى يُزْهون شاطئه

تحت الترابِ، وباتَ الوَغْد يرعاه!

يا ثلّةً قدِمَتْ، تحتَ الدُجى نبتت

تبّاً لدهرٍ، عميلُ الفرسِ لاحاه!

صدّامُ كانَ كَميّاً، إنْ يُنازلُه

عِلْجٌ تنمّر؛ إنْ بالسيف داواه!

صدّامُ كان منيعاً في مرابعِه

والألأمون ضباعٌ، دون مَسراه!

لكنّ صدّامَ مِن نَخلِ العراقِ أتى

فيه الشموخُ الذي - واللهِ - أرداهُ

أرداه حُبُّ عراقٍ، لا يبادلُه

بالكون طرّاً، ويَحمي من عطاياه!

قد كنتُ قلتُ له، والحزن يأكلني

الطائفيّةُ - يا صدّامُ - بلواه!

يا فارسَ الغُرّةِ الشقراءِ، مرجِعُهم

يُحييهم، ويميتُ الكلَّ نَعلاه!

فاحرص على «الصدر» هم يَبغون مقتلَه

هم حدّثوني بهذا، وهذا ما خسرناه!

قد كنت قلتُ له: يا سيّدي أسِفاً

تحسينُك الظنَّ؛ تردينا عَماياه

لا تُحسنِ الظنَّ يا صدّام مُعتمداً

صَوَّ القرابةِ والأرحامِ، تَرجاه

ما هؤلاء ذوي دينٍ، فيعصمهم

يومَ الوغى دينُهم، وانظر بقاياه!

لكنّه قال لي قولاً يدين به

إنّ العراقيّ بالأوطان تيّاه

إنّ العراقيَّ، لا عِلجٌ يخبّبُه

كلّا، ولا مَرجِعٌ يُغوي خباياه!

آهٍ عليك أخا الشهباء، كم عصفت

هوجُ الخيانةِ، بل طمّت ركاياه!

هذا العراق الذي نبكي مآسيَه

ما زال كهفَ العنا والذلِّ شطّاهُ

حرائرُ العُربِ يا صدّامُ قابعةٌ

ضِمنَ السجون، فهلْ في العُربِ ننخاه؟

الرفضُ تحتَ هلالِ الشامِ منتفخاً

حتى العراقين، يا صدّام ضرعاه

يا ويلَ قلبيَ ممّا هالني جزعاً

وليس في العُرب مَنْ يرضيك مسعاه

يا قومِ هُبّوا، فما في الموتِ من ضَعَةٍ

إنْ كان صونُك يا أختاه نجواهُ

الموتُ أهونُ يا أختاه من حَزنٍ

يَغشى فؤادَك، وا يلاه ويلاه!

يا قوم ثوروا، وموتوا لا أبا لكم

فكلّ عزٍّ وفخرٍ قد أضعناه!

ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق