الاثنين، 17 أكتوبر 2022

  المشكلة الشيعيّة (6):

مَصادرُ النقدِ عند الشيعة الإماميّة!؟

بِسمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَحيمِ

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

قال لي صاحبي الإماميُّ: «لا يخفى على شيخنا السيد عداب؛ أنّ مباني نقد الروايات عند الشيعة الإماميّة مختلفةٌ عن مباني أهل السنّة، فإذا أنت رحتَ تنقد رواياتنا بناءاً على منهج أهل السنة النقدي؛ تكون قد ظلمتَ كتبنا وعلماءنا ورواياتنا، وحاشاك ...»!؟

أقول وبالله التوفيق:

كثيراً ما كتبت إليكم على صفحتي هنا في المدونة، وعلى الفيسبوك: أنا لا أتوقّع بأنني أعلم عن كتب الشيعة الإماميّة شيئاً، يجهله علماء الإماميّة، بيد أنّ أكثرَ علماءِ الإماميّة؛ مثل أكثر محدّثي أهل السنة المعاصرين، يجيدون التنظير، وإتقان «المصطلح» ولا يحسنون تطبيقه النقديّ في واقع الروايات، أو على الأقلِّ لا يقومون بذلك!

وعندما اقتنيت كتابَ «معجم رجال الحديث» للسيد أبي القاسم الخوئيّ، واطّلعت عليه في عديدٍ من الأيّام، قبل ثلاثين سنة تقريباً؛ قلت لتلامذتي في العراق، وفيهم عددٌ من الإماميّة: «لو علم الإماميّة ما علمتُ أنا من هذا الكتاب؛ لرجموا قبرَ السيّد الخوئيّ بالحجارة؛ إنّه لم يبق لهم شيئاً»!؟

وحتى أختصر عليك الوقتَ، أُعلمُك - أخي القارئ الكريم - أنّ لديّ من كتب الدراية وأصول علم الرجال؛ عددٌ لا بأس به:

الموسوعة الشيعيّة الشاملة، وفيها مئاتُ كتب الشيعة الحديثيّة والعقدية والفقهية وغيرها.

لكنّ الاعتماد عليها يضلّل المُراجعَ فيها؛ فإخراجها في غاية السوء!

ولو كان رفعُ الكتب عليها جيّداً، والنصّ فيها صحيحاً؛ لاستغنيت بها عن ألوف الدولاراتِ التي دفعتها في شراء الكتب الحديثية الشيعية الضرورية!

ولتعلم صعوبةَ تأسيس مكتبةٍ شيعية في بيتك؛ فإنّ قيمةَ كتاب مرآةِ العقول (250) دولاراً، وأنّ قيمة كتاب أسانيد كتاب الكافي (100) دولار!

وفي مكتبتي الشيعيّة البيتيّة؛ كتب مهمّة ضروريّة، استطعت جمعها من معرض استانبول، على مدى سنواتٍ، وغرضي من جمعها خدمةُ كتب الحديث الشيعيّة، في ضوء معرفتي الحديثيّة، وتجربتي، التي اقتربت من خمسين عاماً، في علوم الحديث.

وإنّ أبرز كتب الدرايةِ وكتب كليّات علم الرجالِ لديّ؛ هي الكتب الآتية:

(1) إثبات صدور الحديث، للسيد علي حسن الهاشميّ، مجلّد (381) صفحة.

(2) أسباب اختلاف الحديث، للشيخ محمد إحسان اللنكرودي، مجلد (610) صفحات.

(3) أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية، للشيخ جعفر السبحانيّ، مجلّد (240) صفحة.

(4) أصول نقد الحديث؛ للشيخ محمد حسن الربانيّ، مجلّد (656) صفحة.

(5) أضواء على علمي الدراية والرجال، للسيد هاشم الهاشميّ، مجلّد (606) صفحات.

(6) دراسات في مشيخة الفقيه، للشيخ إبراهيم الشبّوط، مجلّد (639) صفحة.

(7) رسائل في درايةِ الحديث، للشيخ أبي الفضل حافظيان البابلي، مجلّدان (1134) صفحة.

(8) قبسات من علم الرجال، للسيّد محمد رضا السيستاني، مجلّدان (1254) صفحة.

(9) كليات في علم الرجال، للشيخ جعفر السبحانيّ، مجلد (510) صفحات.

(10) مرآة المراد في تحقيق مشتبهات رجال الإسناد، للشيخ أحمد بن مصطفى الخميسيّ، مجلّد ضخم (704) صفحات.

(11) المعين على معجم رجال الحديث، للسيد محمد جواد الحسيني البغدادي، مجلّد ضخم (1083) صفحة.

(12) مناهج الفقهاء في علم الرجال، ودورها في الفقه، للشيخ محمد حسن الربّاني، مجلّدان (1100) صفحة.

هذه اثنا عشر كتاباً في (7100) صفحة في علم الرجال والدراية، لا أظنها تركت من أصول هذا العلم شيئاً، من دون دراسة، يضاف إليها ما طَرَحَتْه كتب أصول الفقه في باب «السنّة» من مباحث دقيقةٍ جيّدة.

ولدي قرابةُ (100) مجلّد من كتب الشيعة الإمامية في الحديث والأصول والفقه والعقائد والخلاف.

فإن وجدتُ حاجةً إلى شيءٍ آخر؛ فأستعين بالموسوعة الشيعية الشاملة.

وإنّ من الكتبِ التي قرأتُها بإمعانٍ؛ كتاب السيّد محمد رضا السيستانيّ «قبسات من علم الرجال» وأفدتُ منه فوائدَ لا تكادُ تحصى، وقد كان الرجلُ عِلميّاً موضوعيّاً، سواءٌ في تقويم مصادر الإماميّة الحديثيّة، أو في تقويم عددٍ كبيرٍ من رواةِ كتبهم الروائيّة.

بيد أنّني تساءلتُ بعد قراءتي الدقيقةِ لهذا الكتاب، على مدى أشهرٍ:

- ماذا تركَ من قيمةٍ علميّة لكتب الشيعة الإماميّة؟

- ولماذا يبقى متمسّكاً بهذا المذهبِ، الذي ليس فيه كتابٌ واحدٌ، ذو قيمة علميّة عالية؟

وفي منشوراتٍ تاليةٍ؛ سأعرّفكم بهذه الكتب كلّها تباعاً، إن شاء الله تعالى.

والله المستعان!

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق