اجتماعيات (34)
التَهنئةُ بِيومِ النيروز !؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا:
عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا
تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
سألني أحد الإخوة عن
احتفال المسلمين الفرس والأكراد، وربما غيرهم بيوم النيروز، فما تقولون أنتم بذلك؟
أقول وبالله التوفيق: الكلام
في يوم النيروز طويل الذيل، ولا اختلافَ بين علماءِ أهل السنّة بأنه لم يثبت عن
الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا عن الإمام عليّ، أو غيره من علماءِ
الصحابة، إشارةٌ إلى اعتبار هذا اليوم، ولذلك عدّه فقهاءُ أهل السنّة من أعياد
الكفّار، التي لا يجوز مشاركتهم بها، خاصّةً وأنّ أصوله مرتبطةٌ بالمجوسية وعبادةِ
النار.
واحتفال المسلمون الفرس
والأكراد بيومِ النيروز، من باب الاحتفال بالأعياد القوميّة العنصريّة، إذ لا يخفى
على مسلمٍ أنّ كثيراً من تقاليد الجاهليّات - العربية وغيرها - ما نزال نزاولها،
وللأسف!
لكنْ يحسن نقلُ كلامِ إمام
الشيعة في عصره الشيخ محمد باقر المجلسيّ، فقد قال في بحار الأنوار (56: 100): «حكي
أن المنصور «العبّاسيّ» تقدم إلى موسى بن جعفر
عليهما السلام بالجلوس للتهنئة في يوم النيروزِ، وقبضِ ما يحمل إليه؟
فقال: إني قد فتشت الأخبار
عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أجد لهذ العيد خبراً، وإنه سنة الفرس،
ومحاها الإسلام، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الاسلام».
فعلّق محقّق البحار شيخنا
الجليل السيّد محمد مهدي بن حسن الموسويّ الخرسان، عافاه الله تعالى وشفاه بقوله:
«ورد روايتان متخالفتان في
النيروز:
إحداهما: عن مُعلّى بن خُنيس
عن الصادق عليه السلام، تدل على عظمته وشرافته.
والأخرى عن الكاظم عليه
السلام، تدل على كونه من سنن الفرس التي محاها الاسلام.
وليس شيءٌ منهما صحيحاً،
أو معتبراً، بحيث يثبت بهما حكم شرعي.
وفي رواية مُعَلّى إشكالاتٌ
أخرى من جهة تطبيق النيروز على كثير من أيام الشهور العربية، وإن أتعب المؤلّف -
المجلسيّ - كغيره نفسَه في توجيهها، بما لا يخلو عن تَكلُّفٍ، لا يكاد يخفى على
المتأمل!
والظاهرُ من هذه الرواية؛
حرمةُ تعظيم اليومِ «يوم النيروز» لكونه تعظيماً لشعارِ الكفّار، وإحياءاً للسُنّة
التي مَحاها الإسلام».
والله تعالى أعلم
(رَبَّنا:
ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق