اجتماعيات (29):
قِيَمُ الحُريّةِ الغَربيّة !؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
في اللقاءاتِ التي تديرُها الإعلاميّاتُ التابعاتُ
الرخيصات، وفي المقابلاتِ التي تُجرَى مع بعض قادةِ الغرب؛ يرددون دوماً جملة
«ضرورة المحافظة على الحريّة، وقِيَم الحضارة الغربيّة المكتسبة»!
فما القَيَمُ الجليلةُ المميّزةُ، التي تستحقُّ
إشعالَ الحروبِ من أجلِها، وغزو البلدان وتدميرها؟
- إباحةُ الربا.
- إباحةُ الزنى.
- إباحة اللواط (المثليّة الذكوريّة).
- إباحةُ السحاق (المثليّة الأنثويّة).
- إباحةُ اتّخاذ الزوج صديقاتٍ.
- إباحة اتّخاذ الزوجة أصدقاء (أخذان).
- انعدامُ سلطة الوالدين على الأولاد، تخرج البنت
من البيت متى شاءت، وتعود متى شاءت، وتصاحب من تشاء، وتزاني من تشاء، والويل
للوالدِ إذا عارض!
شاهدتُ شابّاً ظننته يجري استطلاع رأيٍ في شوارع
أمريكا، فسأل مجموعة من البنات عن أعمارهنّ؟
قالت إحداهنّ (18) سنة!
وقالت الثانية (19) سنة!
وقالت الثالثة (21) سنة!
وقالت الرابعة (23) سنة!
وكانت الصغرى أجملَهنّ وجهاً وقواماً، فسألها ذاك
الحقيرُ التافه: «مع كم من الرجال، ما رست العلاقة الجنسية حتى اليوم»؟
ضحكت، ثمّ قالت: مع ثلاثين شاباً، أو أكثر قليلاً!
قال لها: أتحبين أن تمارسي الجنس معي؟
هزّت برأسها وقالت: على نهاية الأسبوع أفضل!
استطلاع آخر قام به فاسق آخر، سأل عدداً من
الفتيات:
- تُفضلن قضيب الرجل المختون، أم القضيبَ ذا
القلفة؟
- تفضلن قضيب الرجل الأبيض، أم الأسود؟
- تفضلن قضيب الرجل الغليظ أم الطويل؟
- ما أطول قضيب أدخلتيه في مهبلك؟
يا أيها المسلمون، يا أيها المعجبون بالغرب، يا
أيها المقيمون في الغرب، ربما تصبح بناتُكم قريباً أمثالَ هذه العاهرات، وربما
حفيداتكم، وربما حفيدات أبنائكم وبناتكم، على أقصى تقدير!
هذه هي الحريّة التي يُمارسونها علناً، وبحماية
القوانين القذرة، فهل تنتبهون؟
هذه هي الحريّة التي زادت على ما كان يمارسه قوم
لوطٍ أضعافاً مضاعفة، فماذا تنتظرون؟
لوطٌ عليه السلام قال لقومه الأوغاد: (لَوْ أَنَّ
لِي بِكُمْ قُوَّةً، أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) إذنْ يستحقون المحاربة!
الملائكةُ الكرام (قَالُوا: يَالُوطُ: إِنَّا
رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ
اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ
مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) إذن يستحقون عذابَ الله تعالى (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)؟
ماذا صنع بهم الله تعالى في ذلك الصباح؟
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا؛ جَعَلْنَا عَالِيَهَا
سَافِلَهَا، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) [هود].
إذنْ عقوبة الله تعالى لأولئك المجرمين المعاندين؛
مَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ المعاصرين بِبَعِيدٍ!؟
يقول الأساتذة الشرعيون المعاصرون: الزلازل لا شأنَ
لله تعالى بها، والله لا يتدخل بعقاب البشر في الدنيا، إنما يعاقبهم في الآخرة
فحسب!
جاهلين أو متجاهلين أنّ الله يفعل ما يريد في أمسٍ
بالنسبة لنا، واليوم، وغداً، وفي المستقبل القريب والبعيد!
(وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ
جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا
سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ
خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) [العنكبوت].
أمّا لماذا تقع الزلازل في بلاد المسلمين، وليس في
بلاد الكافرين؟!
فأنا لا أدري بالضبط لماذا، لكنّ الذي أفهمه هو أنّ
الله تعالى أنعم علينا، فوُلدنا في بيئةٍ إسلاميّة:
- تقام فيها الصلاة، و(90%) من المسلمين لا يصلّون.
- تؤدّى فيها الزكاة، و(95%) من المسلمين لا يخرجون
زكواتِ أموالهم!
- يصام فيها رمضان، و(80%) من المسلمين لا يصومون!
- وتقام فيها شعائر الحجّ والعمرة، و(95%) من
المسلمين لا يحجّون ولا يعتمرون، ويفضّلون قضاء عطلة الصيف في بلاد أوربا المنتنة!
- الله تعالى يحرّم الربا، وكثيرون منهم يرابون!
- الله تعالى حرّم الزنا، وكثير منهم يزانون، بل
بعضهم يتبجّح بكثرة عدد النساء المسلمات التي زنى بهنّ!
الله تعالى حرّم اللواط، وقد سمعت أحدَ اللوطيين في
مقهىً كنت ألتقي فيه ببعض التجّار، في مدينتنا حماة المتديّنة يقول: «إنّه لاط
بثمانين ولداً»!
سيقولون لك: هؤلاء يستحقّون العقوبة، لكن ما شأنُ
بقيّة الأمّة؟
الجواب: بقيّة الأمة جبانةٌ خانعةٌ، تؤثر الدنيا
على الآخرة، وتخاف من أصحاب النفوذ أكثر من خوفها من الله تعالى، ولا تأخذ على
أيدي مجرميها!
لهؤلاء وأمثالهم قال الله تعالى: «لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78).
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) [المائدة].
إذن لعنوا لأنهم كما قال الرسول صلّى الله عليه
وآله وسلّم (أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ كَانَ
الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، وَدَعْ مَا
تَصْنَعُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ!
ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنْ الْغَدِ، فَلَا يَمْنَعُهُ
ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ!
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ
بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ تَلا الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: (لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ إِلَى قَوْلِهِ فَاسِقُونَ). ثُمَّ قَالَ: كَلَّا وَاللهِ لَتَأْمُرُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيْ
الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى
الْحَقِّ قَصْرا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ،
ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ) أخرجه أبو داود في الملاحم (4336) وهذا
لفظه، وابن ماجه في الفتن (4006) والترمذيّ في تفسير سورة المائدة (3047، 3048)
وقال: حديثٌ حسن غريب.
ختاماً: قال الله تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (25) [الأنفال].
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق