مَسائِلُ عَقَديّةٌ (3):
عَجْزُ أمريكا والعالم!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
استمعت إلى مقطع «فيديو» لرئيس
الولايات المتحدة «جو بايدن» يقول فيه:
«هذه الصورة - من ناسا - ستذكّر العالم أنّ أمريكا
يمكنها القيام بإنجازات كبيرة، وستذكّر الشعبَ الأمريكيَّ، وخاصة أبناءنا الشباب؛
أنْ لا شيء يفوق قدراتنا، لا شيء يفوق قدراتنا [كذا].
يمكننا رؤية الاحتمالات التي لم يرها أحدٌ من قبل،
يمكننا الذهاب إلى أماكن، لم يسبق الذهاب إليها من قبل» انتهى المراد!
أقول وبالله التوفيق:
قال الله تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَقَالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ
هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً، وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا
فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ؛ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16).
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا
الْعَمَى عَلَى الْهُدَى، فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
(18).
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ
فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ
وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20).
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ
عَلَيْنَا؟ قَالُوا: أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ
خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21).
وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ، وَلَكِنْ
ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22).
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ
بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23).
فَإِنْ يَصْبِرُوا؛ فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ،
وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا؛ فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) [سورة فصّلت].
يا فخامةَ الرئيس بايدن:
فخامتك وأمريكا والعالم كلّه وقف عاجزاً أمام
فيروسٍ صغير «كورونا» لا يرى بالعين المجرّدة!
يا فخامةَ الرئيس: أنت وأمريكا والعالم تقفون عاجزين
أمام الثلوج!
تقفون عاجزين أمام السيول، عندما تفيض عليكم مجاريَ
الصرف الصحيّ!
تفقون عاجزين أمام العواصف التي تقتلع بيوتكم
وأشجاركم وأمنكم وأمانكم!
تقفون عاجزين أمام الفيضانات، التي تدمّر بدقائق
معدودةٍ ما لا تدمّره قنابلكم النووية!
أحذّرك يا فخامة الرئيس أن يأتي يومٌ وأنت على قيد
الحياة، يبتلع المحيط أمريكا برمّتها، بقدرة الله تعالى، ويبتلعك حوتٌ من حيتان
المحيط!
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ كَمَاءٍ
أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ، مِمَّا
يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ.
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا،
وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْها؛ أَتَاهَا
أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَاراً، فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ
بِالْأَمْسِ.
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ (24) [سورة يونس].
أيها الحكّام المسلمون .. أيها الحكّام العرب: لا
يعنيني أمر بايدن، وأمر أمريكا بشيءٍ، فنهايتهم عند الله معلومة، ومصيرهم محتوم!
إنّما يعنيني الشعوبُ المسلمةُ التي ابتليتم بحكمها
ورعاية شؤونها، وابتليت بكم أيضاً!
اتّقوا الله تعالى بأنفسكم، وبهذه الشعوب الجاهلة
التي سيسألكم الله عن حياتها ودينها وتقواها وثقافتها الإسلامية.
اتّقوا الله من تشريعاتٍ تقرّونها، وهي مصادمةٌ
لأوامر الله تعالى أو نواهيه!
اتّقوا الله تعالى، فلا تظلموا رعيتكم، ولا
تجهّلوهم، وعلّموهم كيف يعبدون الله تعالى، لا كيف يعبدونكم، فمن يأكل الطعام؛
أحقر من أن يُعبَد!
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ
الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) [سورة إبراهيم].
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ (83) [سورة القصص].
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق