المُشْكِلَةُ
الشيعيّة [2023] (1):
تَسميةُ
مَنْ رأى المهديَّ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا:
افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
نَشرُ أحدُ كُتّاب الرافضةِ منشوراً، يعيب عليّ فيه
أخطاءَ قاتلةً، وقعت مني في تخريج روايةٍ رافضيّةٍ، هي من الفردِ الغريب المطلق،
لا تساوي بصلة!!
ولن أذكر الانتقاصَ الذي وجّهه إليّ، فذاك أحتسبه
عند الله تعالى، لكنني أذكّره وأذكّر سائرَ الرافضةِ بقول الرسولِ صلّى الله عليه
وآله وسلّم: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى:
إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) أخرجه البخاريّ في الأدب (6120)
وغيره.
وأذكّرهم بالحكمة التي تقول: «إذا كان بيتُك من
زجاجٍ؛ فلا ترم الناس بالحجارة»!
أقول وبالله التوفيق:
أنت عندما تعتقد عقيدةً دينيّة؛ فلا يسعُك أن
تعتقدها، إلّا إذا كانت يقينيّة (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ
شَيْئاً) ولذلك ذهب الشريف المرتضى رحمه الله تعالى، في كتابه الانتصار لمفاريد
الرافضة إلى أنّ الأحكام الشرعيّة لا تؤخذ من الروايات الظنيّة، إنما كان يعتمد
على إجماع الطائفة المحقّة، كما قال!
فإذا كان الفقه لا يؤخذ من الرواياتِ الصحيحيةِ
الإسناد الظنيّة الصدور عن المعصوم؛ فكيف تعتقد عقيدةً لم تصحَّ فيها روايةٌ ظنيّة
واحدة؟
ثمّ كيف تعظّم مصادرَ سخيفةً لا تبلغ نسبة الصحيح
فيها (30%) على حسب مناهجكم الحديثيّة الضعيفة؟
وفي هذا المنشور؛ سأعرض لكم باباً من الأبواب التي
تتعلّق بالمهديّ المنتظر، وتأمّلوا بقلوبكم وهاءَ هذه العقيدةِ القائمة على
رواياتٍ واهيةٍ، واحكموا بأنفسكم على أولئك المصنّفين ضعاف العلم، الذين ليس بين
أيديهم سوى رواياتٍ هزيلةٍ يسندونها، فينخدع العوامّ بأنّ كلَّ مسندٍ صحيح!
قال أبو جعفر الكليني: في كتاب الكافي «الذي لم
يصنّف مثلُه كما يقول الرافضة» (1: 489): باب في تسمية من رآه عليه السلام
1
- محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعا، عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت
أنا والشيخ أبوعمرو رحمه الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن
الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني اريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاكٍّ فيما اريد أن أسألك
عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة
بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة واغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا إيمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، فاولئك أشرار من خلق الله عز و جل
وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكني أحببت أن أزداد يقينا وإن إبراهيم عليه السلام
سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى، قال: أو لم تؤمن قال: بلى ولكن ليطمئن
قلبي، وقد أخبرني أبوعلي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته
وقلت: من اعامل أو عمن آخذ، وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما ادى إليك عني
فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني
أبوعلي أنه سأل ابا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان،
فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعمها
فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
قال:
فخر أبوعمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل حاجتك فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد
عليه السلام؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده - فقلت له: فبقيت واحدة فقال
لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي،
فليس لي أن احلل ولا احرم، ولكن عنه عليه السلام، فإن الامر عند السلطان، أن أبا
محمد مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لا حق له فيه وهوذا، عياله يجولون
ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا
الله وأمسكوا عن ذلك.
قال
الكليني رحمه الله: وحدثني شيخ من أصحابنا - ذهب عني اسمه - أن أبا عمرو سأل عن
أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.
قال
المجلسيّ في مرآة العقول، طبعة شركة الأعلمي للمطبوعات الأولى ببيروت (2012م) ما
نصّه: «صحيح، وسنده الآتي مرسل» قال عداب: كأنّه يقصد بأنّ رؤية المهدي صحيحة، وإن
كانت الرواية مرسلةً ضعيفة.
2
- علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله
صلى الله عليه وآله بالعراق فقال: رأيته بين المسجدين وهو غلام عليه السلام» قال
المجلسيّ في المرآة (3: 256): مَجهولٌ .
3
- محمد بن يحيى، عن الحسين بن رزق الله أبوعبدالله(2) قال: حدثني موسى بن محمد بن
القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال: حدثتني حكيمة ابنة محمد بن علي - وهي عمة
أبيه - أنها رأته ليلة مولده وبعد ذلك».
قال المجلسيّ في المرآة (3: 257): مَجهولٌ .
4
- علي بن محمد، عن حمدان القلانسيّ قال: قلت للعمري: قد مضى أبومحمد عليه السلام؟
فقال: قد مضى ولكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذا، وأشار بيده».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 259): مختلفٌ فيه، وقد مضى بعينه في الباب السابق!
وفي
الباب السابق (3: 251) علّق على قول الكلينيّ: «علي بن محمد، عن حمدان القلانسيّ»
بقوله: ضعيف على المشهور، مختلفٌ فيه؛ لأنّ حمدان القلانسيّ ذمّه النجاشيّ، ورى
الكشيّ توثيقه عن العيّاشيّ».
5
- علي بن محمد، عن فتح مولى الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه
ووصف له قده» قال المجلسيّ في المرآة (3: 259): مَجهولٌ .
6
- علي بن محمد، عن محمد بن شاذان بن نعيم، عن خادم لابراهيم بن عبده النيسابوريّ
أنها قالت كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء عليه السلام حتى وقف على إبراهيم
وقبض على كتاب مناسكه وحدثه بأشياء».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 259): مَجهولٌ .
7
- على بن محمد، عن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبي عبدالله بن صالح أنه رآه عند
الحجر الاسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول: ما بهذا أُمروا».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 259): «صحيح على الظاهر؛ لأنّ محمد بن عليّ هو ابن إبراهيم
بن محمد الهمدانيّ، وأبو عبدالله لعلّه هارون بن عمران»... إلى أن قال: «وفي كثير
من أخبار الغيبة، مكان أبي عبدالله بن صالح؛ محمد بن صالح بن محمّد... ويُحتمل أن
يكون هذا هو القنبريّ الذي سيأتي، ولو كان أبو عبدالله غيرُ الأوّلَين؛ فالحديث مَجهولٌ
» قال عداب: فإذا كان المجلسيّ لم يستطع البتَّ بمن أبو عبدالله هذا؛ فنحن لن
نبتَّ أيضاً !
8
- علي، عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه أنه قال: رأيته عليه السلام
بعد مضي أبي محمد حين أيفع وقبلت يديه ورأسه».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 260): مَجهولٌ .
9
- علي، عن أبي عبدالله بن صالح وأحمد بن النضر، عن القنبري - رجل من ولد قنبر
الكبير - مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، جرى حديث جعفر بن على فذمه، فقلت
له: فليس غيره فهل رأيته؟ فقال: لم أره ولكن رآه غيري، قلت: ومن رآه؟ قال: قد رآه
جعفر مرتين وله حديث.
قال المجلسيّ في المرآة (3: 260): مَجهولٌ .
10
- علي بن محمد، عن أبي محمد الوجناني أنه أخبرني عمن رآه: أنه خرج من الدار قبل
الحادث بعشرة أيام وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنها من أحب البقاع لولا الطرد، أو
كلام هذا نحوه» قال المجلسيّ في المرآة (3: 262): مَجهولٌ .
11
- علي بن محمد، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد قال: شاهدت سيماء آنفا بسر من
رأى وقد كسر باب الدار، فخرج عليه وبيده طبرزين فقال له: ما تصنع في داري؟ فقال
سيماء: إن جعفرا زعم أن أباك مضى ولا ولد له، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك، فخرج
عن الدار قال: علي بن قيس: فخرج علينا خادم من خدم الدار فسألته عن هذا الخبر،
فقال لي: من حدثك بهذا؟ فقلت له: حدثني بعض جلاوزة السواد، فقال لي: لا يكاد يخفى
على الناس شئ».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 262): مَجهولٌ أيضاً.
12
- علي بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن جعفر بن محمد المكفوف، عن عمرو
الاهوازي قال: أرانيه أبومحمد عليه السلام وقال: هذا صاحبكم».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 263): ضعيفٌ وقد مرّ في الباب السابق.
13
- محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد ابن عبدالله بن
موسى بن جعفر، عن ابي نصر ظريف الخادم أنه رآه».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 263): مَجهولٌ .
14
- علي بن محمد، عن محمد والحسن ابني علي بن إبراهيم أنهما حدثاه في سنة تسع وسبعين
ومائتين، عن محمد بن عبدالرحمن العبدي عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس
سماه أن أبا محمد أراه إياه».
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 263): مَجهولٌ وقد
مرّ مفصّلاً في الباب السابق.
15
- علي بن محمد، عن أبي أحمد بن راشد عن بعض أهل المدائن قال: كنت حاجا مع رفيق لي،
فوافينا إلى الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار ورداء، وفي رجليه نعل صفراء، قومت
الازار والرداء بمائة وخمسين دينارا وليس عليه أثر السفر، فدنا منا سائل فرددنا،
فدنا من الشاب فسأله، فحمل شيئا من الارض وناوله، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء
وأطال، فقام الشاب وغاب عنا، فدنونا من السائل فقلنا له ويحك ما أعطاك؟ فأرانا
حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا، فقلت لصاحبي: مولانا عندنا ونحن لا ندري، ثم
ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله، فلم نقدر عليه، فسألنا كل من كان حوله من أهل مكة
والمدينة، فقالوا شاب علوي يحج، في كل سنة ماشياً» انتهى الباب.
قال
المجلسيّ في المرآة (3: 263): مَجهولٌ أيضاً.
قال
الفقير عداب: أيها الأخ الشيعيّ، وأيها الرافضيّ: لست والله الذي لا إله غيره ممّن
يضمر الحقدَ لأحدٍ، ولا يحبّ التحامل على أحد، ولست متعصّباً لأهل السنّة، بل لا
تعجبني أمورٌ كثيرة لديهم، وقد مرّ معنا عشرات المنشورات في انتقادهم، لكنني أشفق
عليك والله، من كتبٍ سخيفةٍ لا تحتوي إلّا الروايات الضعيفة والمَجهولٌ ة؛ أن تبني
عليها دينك!
سيقول
لك متعصّبو الرافضة: لدينا أحاديث أخرى سوى هذه الأحاديث!
فأقول
لهم: استحيوا على أنفسكم، فهذا كتابكم الكافي الذي تقدّمونه على صحيح البخاريّ
ومسلم؛ ليس فيه حديثٌ واحدٌ صحيحٌ يدلّ على رؤية هذا المهديّ المزعوم؛ فالكتب التي
دون الكافي؛ لا قيمةَ لها إذن!؟
أما
الحديث الذي انتقده عليّ الكاتبُ الرافضيّ هذا؛ فهو في الكافي (1: 486)
قال
الكلينيّ: محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال:
قلت
لابي محمد عليه السلام: جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: سل،
قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ فقال: نعم، فقلت: فإن بك حدث فأين أسأل عنه؟ فقال:
بالمدينة» فسأعدّ له منشوراً خاصّاً به؛ ليتّضح لكلّ شيعيٍّ مثلي، ولكلّ رافضيٍّ
مثله مَن أقلّ ديناً وأدباً وحياءً من الآخر؟
واللهُ تَعالى أعْلمُ.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله،
وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق