بَعيداً عن السياسةِ (8):
ما رَأْيُكَ بحِزبِ الله اللبنانيّ؟!
بسم اللهِ الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
ممّا لا يخفى على نبيهٍ؛ أنّ التصنيفَ ثمّ الحكم؛
يجب أن يكون طائفيّاً، وإلّا فأنتَ مُصنَّفٌ في ضُوء حُكمك الأخير!
يُلاحَظُ أنّ لإيرانَ منهجاً ظاهراً في كلّ بلدٍ
يكون لها نفوذٌ فيه، حتى لو كان حكّام البلدِ من شيعتها!
ففي لبنان ميليشيا «حزبِ الله» الذي
يجاهر ويصرّح بأنّ مرجعيته الفكرية والسياسية إيران!
وفي سوريّا فصائل شتّى ربما هي أكثرُ من عشرين
فصيلاً، مورزّعةً على المحافظاتِ السورية، وَفق خطّة إيران المرسومة!
وفي العراق فصائل «الحشد الشعبيّ المقدّس!!»
التي تمارس ضغوطها على الجهاتِ المعارضةِ لنفوذ إيران في العراق، وتعطّل انتخابَ
رئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء!
وفي اليمن ميليشيا «أنصار الله الحوثيون»
يخوضون حرباً مع المعسكر اليمنيّ العربيّ الانتماء، منذ سنواتٍ.
ومنهجُ أهل السنّة في سوريّا؛ لا يختلف عن منهج
إيران الطائفيّ أيضاً، فلدينا في سوريا أكثرُ من ثلاثِ مائةِ فصيلٍ، بين سلفيٍّ متشدّدٍ،
ومتصوّفٍ، وعلمانيّ.
جميعها تناهض النظامَ الحاكمَ في سوريّا، بدعمٍ
وتوجيهٍ من دولٍ عربيّة خليجيّة، تقدّم لهم الماءَ والغذاءَ والدواءَ والسلاح!
غاية ما بين الفريقين في سوريّا؛ أنّ هذه فصائل
سنيّة معارضة للنظام، وتلك فصائل شيعيّة موالية لإيران، ومؤيّدة للنظام!
ولكلٍّ من الفريقين - السنيّ والشيعيّ -
مشروعُه السياسيّ المرتبط بموجّهين من خارج سوريّا، وكلٌّ من الفريقين يستحلّ دماء
الفريق الآخر، سواءٌ صرّحو بتكفيرِ بعضهم، أم لم يصرّحوا، وجميعهم يقتتلون على
السلطة والنفوذ والثروات، وجميعهم كاذبون عندما يدخلون الدين في أسباب اقتتالهم!
هذه هي الصورةُ الواضحةُ الظاهرةُ عندي!
أمّا ما يقوله أهل السنّة عن الفصائل الشيعيّة،
من أنها عميلةٌ لإيران؛ فصحيح، وهم لا يَرونه عمالةً؛ لأنّ المذهب واحدٌ، والشيعةُ
في كلّ مكان؛ هم الشيعة، لا فرق بين شيعيّ سوريٍّ، وشيعيٍّ عراقي.
وما يقوله الشيعةُ عن الفصائل السنيّة، من أنها
عميلةٌ للسعودية وتركيا وقطر؛ فصحيح أيضاً، وأهل السنة لا يرونه عمالةً؛ لأنّ
المذهب واحدٌ، والسنّة في كلّ مكان؛ هم السنّة، لا فرق بين سنيّ سوريٍّ، وسوريٍّ
عراقي.
أمّا عن عمالة النظام السوريّ لإسرائيل وأمريكا
والغرب؛ كما يقول أهل السنّة؛ فكلام مُرسَل، لا يوجد شيءٌ من الشواهد يدلّ عليه.
و أمّا عن عمالة المعارضةِ السوريّة لإسرائيل
وأمريكا والغرب؛ كما يقول النظامُ السوريّ والشيعة؛ فقد يكون هذا صحيحاً في بعض
الفصائل، وبعض الشخصيّات؛ لأنّ تركيا والسعودية وقطر ضِمنَ المعسكر الغربيّ
عامّةً، والأمريكيّ خاصّة!
وأنا شخصيّاً لا أتردد أبداً بأنّ المعارضةَ
السوريةَ بجميع أطيافها تتطلّعُ إلى ما تتخذه أمريكا من قراراتٍ بشأن سوريّا، ربما
ليس بدافع العمالة، إنما رضوخٌ لإرادةِ القويّ المتحكّم القادر.
ختاماً: أنا تبت عن السياسة توبةً نصوحاً منذ
شهر، ولا يعنيني النظام السوريّ، ولا النظام الإيرانيّ، ولا الفصائل السنيّة، ولا
الفصائل الشيعيّة، في شيءٍ البتة، وأبرأ إلى الله تعالى مِن سياساتِ الجميع!
وأنا الفقير بعيدٌ عن الجميع، ولا يهمّني أبداً
أن ينتصر المعسكرُ الأمريكيّ، أو ينتصر المعسكر الروسيّ، ومن ضمنه إيران.
وأنظمةُ إيران وتركيا والسعودية وقطر وسوريا؛
جميعها أنظمة علمانيّة، تتوجّه سياساتها حسبَ ما تراه السلطة الحاكمة من مصلحةٍ
لكلّ بلدٍ، وليس للدين أيّ تدخّلٍ في سياساتها!
أظنّ هذا كافياً لبيان موقفي من جميع العالَم
العربي والإسلامي وغير الإسلاميّ!
وأرجو من الإخوة الكرامِ أن يُعفوني من الأسئلة
والمواقف السياسيّة تماماً.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا،
وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى اللهُ على
سيّدنا محمّد بن عبداللهِ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق