الأحد، 3 أبريل 2022

مَسائِلُ مِنْ عُلومِ القرآنِ والتَفسيرِ (11):

(رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)!؟

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحيمِ

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

في حوارٍ مع أحدِ الإخوةِ الأفاضلِ؛ لفتَ نظري إلى خطورةِ قول الله تعالى (رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) علينا نحن أهلَ العلم.

وسألني عمّا إذا كنت انتبهتُ إلى أنّنا - نحن علماءَ الأمة ومفكّريها - يمكن أن نكون سبباً في صدّ الكافرين عن دين الله تبارك وتعالى.

والحقيقةُ أنني تنبّهتُ إلى هذا الأمر، منذ صدّرت مقالاتي ومنشوراتي كلّها تقريباً بهذه الآية الكريمة.

قال الإمام أبو منصور الماتريدي في تفسيره «تأويلات أهل السنة» (9: 612):

« قوله عَزَّ وَجَلَّ: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)

ذكر أهلُ التفسير أنّ تأويلَ هذه الآية يُخَرَّجُ على ثلاثةِ أوجه:

أحدها: أي: لا تُسلّط علينا أعداءَنا؛ فيظنوا أنّهم على حَقٍّ، ونحن على باطل.

والثاني: لا تُنَزِّلْ علينا العذابَ دونهم؛ فيظنوا أنّهم على حقٍّ، ونحن على باطل.

والثالث: لا تُوسّعْ عليهم الدنيا، وتضيّق علينا؛ فيظنوا أنهم على حق، ونحن على باطل.

قال: ولو كان التأويل هو الثاني؛ لكان يجيء على هذا أن يكون الواجب على العدول من هذه الأمة أن يسألوا اللَّه تعالى العافية؛ لئلا يتوهم فُسّاقهم أنّهم على الحق.

ولكن الجواب عن هذا؛ أنّ الفُسّاق من هذه الأمةِ، قد علموا أنّ الذي هم فيه من الفسق محظور.

وأمّا الكفرةُ، فإنّ عندهم أنّ ما يدينون به من الكفر؛ حَقٌّ!

فإذا سُلّطوا على المؤمنين؛ توهموا أنّ الذي حسبوه حقّاً؛ هو حَقٌّ» فعلاً!

ثمّ قال، وهذا مقصودي من نقل كلامه:

«ويحتمل أنْ يكونَ المعنى من قوله: (لَا تَجْعَلْنَا) يعني: عذاباً.

أي: لا تجعلنا سبباً يُعذَّبُ به الكَفَرةُ».

قال الفقير عداب:

كلّ مَن يعرِض الإسلامَ بصورةٍ منفّرةٍ، كيفما كان هذا التنفير؛ فهو سببٌ في صدّ غير المسلمين عن الدخول في دين الله تعالى.

والله تعالى أعلم

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق