إلى سوريا من جديد:
لماذا أهلُ السنّة؟!بسم الله الرحمن الرحيم
(الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى).
أمّا بعد: جميعُ قرّائي القُدامى والجُددِ؛ يعلمون أنّ مصطلح (أهل السنة) لا ينطبق على فكر عداب؛ لأنّ كثيراً من مسلّماتهم لا أعتقدُ بها، بل لا أجيزُ اعتقادها.
ومن ذلك تكفير الذي يقول بخلق القرآن.
ومن ذلك وجوبُ طاعة وليّ الأمر الفاسق الجائر المتغلّب.
ومن ذلك القول بعدالة جميع الصحابة (نظريّاً) وعصمتهم عمليّا، خاصّةً الساسةَ منهم.
فالذين شتموني أنذال حقراء سفلة!
أمّا لماذا وجّهتُ خطابي إلى أهلِ السنّةِ؛ لأنّ أصواتَ الأقليّات الكافرة والعلمانية؛ هي الأعلى في سوريا اليوم!
ولولا تفرّق أهل السنّة السياسيّ؛ ما حكمنا المجرمون (آل الأسد) وأعوانهم ستين سنة، لم يبقوا في سوريا حجراً على حجر، وأذلّوا الأكثرية السنيّة وأهانوهم وقتلوهم جهاراً نهاراً بلا رادع!
لقد قتل آل الأسد النصيريّون الكفرة أكثر من مليوني سنّيٍ!
كم مسيحيّاً قتلوا؟
كم نصيريّاً قتلوا؟
كم دُرزيّاً قتلوا؟
هل هدموا مدينة السويداء وجرمانا والأشرفيّة (الدرزية)؟
هل هدموا مدنَ النصيريّة في اللاذقيّة وطرطوس وبانياس؟
هل هدموا محردة والسقيلبية وكفربهم (المسيحية)؟
على الأوغاد الأنذال الذين يشتمونني، وينتقدون توجيه خطابي إلى أهل السنّة؛ أن يفهموا جيّداً؛ أنّني رجلٌ عالمٌ معتقدٌ بكلّ حرفٍ في هذا القرآن العظيم
النصيريّة والدروز والمسيحيّون اليوم؛ مجرمون في نظر القرآن الكريم (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) [القلم].
على هذه الأقليّاتِ التي تكفرُ بالله، وتُشركُ بالله صباحَ مساءَ؛ أن تحترمَ هي أهلَ الحقِّ، وأنْ تلتمسَ رضاهم، لا أنْ نلتمس نحن رضا كفرةٍ مجرمين سفهاءَ، يستقوون علينا بكفّارٍ مثلهم.
إنّ الذين يقولون: (نحترم جميع عقائد الناس) إنْ كانوا مسلمين؛ فهم جهّال، وإنْ كانوا علمانيين؛ فالعلماني هو والدرزيّ والنصيريّ سواء!
عندما يهدأ هؤلاء الكفّارُ ويسكنون، ولا يلتمسون النصرةَ من أعداء المسلمين الكفّار؛ نخاطبهم بالخطابِ الدعويّ، ونحسن إليهم، أمّا أن يكون الكافرُ مثلي؛ فهذا مخالف للقرآن الكريم جهاراً!
فهؤلاء عندما يقتلون شبابنا، ويعلنون العصيانَ، ويستقوون بالكفّأر؛ فلا بدّ أن نُبرز الخطاب العقديّ (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ.
وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ، غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ.
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ؛ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ، أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) [الحجّ].
فالذي يقول: عليّ إله، أو تجسّد به الإله؛ فهو مشركٌ ملعون.
والذي يقول: إنّ الحاكم الفاطميَّ إله، أو إنّه هو مظهر ناسوت الله تعالى؛ فهو مشركٌ ملعون.
والذي يقول: المسيح هو الله، أو هو ابن الله؛ فهو مشرك ملعون!
(قَالَ الْمَسِيحُ: يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ؛ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ؛ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَمَأْوَاهُ النَّارُ، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) [المائدة].
وأنا الفقير لم أدعُ، ولن أدعوَ فيما تبقّى من حياتي إلى قتلِ أيّ إنسانٍ بسبب معتقدِه، حتى لو كان يعبد البقرة، أو الفأر، أو الحجر!
لأنّ اطّلاعي على جميع ثقافاتِ الأمم؛ وجدتَ (الإنسان) سخيفاً حقّاً، ضالّاً حقّا جاهلاً حقّاً، وينطبق على جميع بني الإنسان ما عابه عليهم القرآن العظيم:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ؛ قَالُوا: حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ؟(104) [المائدة].
(تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ، فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ، فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) [النحل].
أنتَ أيها الإنسانُ غيرَ المسلم: هذا مكانك في عين الله تعالى، وأنا عندما أواجهك بالحقيقةِ؛ لأنها ديني ومعتقدي، ولن أترك ديني ومعتقدي من أجل مراعاة مشاعرك الكافرة القميئة، فأنا أبغضك في الله تعالى، وهذا واجب دينيّ شرعيّ! (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4) [الممتحنة].
ومع بغضي لك، واحتقاري الشديد لمعتقداتك وأفكارك ومشاعرك الكافرة؛ فقد أمرني الله تعالى بالعدلِ معكَ، والإحسان إليك، إذا لم تكن جاسوساً للكفرة، ولم تتمرّد عليّ!
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ، شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَاتَّقُوا اللَّهَ؛ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) [المائدة].
نحن - المسلمين - مطالبون بالعدل حتى مع الحيوان والشجر والحجر!
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ، أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8).
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ، وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ، وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ؛ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ!
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) [الممتحنة].
أيتّها الأقليّات غير المسلمة في بلدنا سوريّا: أنتم لا تستطيعون إخراجنا من ديارنا، بيد أنكم اليومَ تقاتلوننا وتظاهروا أعداءنا علينا، أو تتقوّون بهم علينا، فكيف تريدون منّا الإحسانَ إليكم؟
أنا لست سياسيّاً، ولا أعرفُ ما تريده الحكومةُ السوريةُ الجديدةُ، ولا يعنيني ما تريده من الأساس!
إنّما أنا طالب علم، ناصحٍ لكم والله العظيمِ
جميع أهل السنّة يعتقدون أنّكم كفّار، ويعتقدون بجميع ما ذكرته في هذا المنشور، إنما يختلفون عني باتّباعهم سلوك التسكين والمجاملة والمراوغة!
وربما كنتُ أنا من أكثرهم - بل ومن أكثر الخلق - بعداً عن سفك الدماء!
لأنني أشفق على البشريّة كلّها بغبائها وسخافة عقولها!
الإنسانٍ يخرج إلى الدنيا من فرج أمّه القذر، وينشأ سنين وهو يلقي قاذوراته على جسده، ويعيش عمره كلّه بين الهم والقهر والحاجة والمرض!
فعندما تأتي طائفة من هؤلاء البشر المغفّلين، فتمنح هذا الإنسان (المُعَفّن) منزلةَ الله تعالى، أو تجعله مَحَلّاً لتجسّده أو حلوله أو اتّحاده؛ فأنا أشفق عليها من عذاب الله تبارك وتعالى.
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) [الأعراف].
والله تعالى هو الحقّ المبين.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق