مَعَ إِطْلالَةِ شَهِرِ المَوْلِدِ النَبَوِيِّ الشَريفِ (4):
هَبْني عَصَيْتُ، وخُضْتُ الآسنَ النَتِنا
والنَفْسُ أمّارةٌ، زانَتْ لي الفِتَنا
وانْدَحْتُ أَخْبِطُ في دَهماءَ مُظلمةٍ
حَتى أَفَقْتُ صَباحاً واهِناً غَبِنا
آناً أُقرّع نَفسي في غِوايَتِها
وحينَ أُغْلَبُ؛ أَبْقى شارِداً شَطِنا
ما حالُ مَنْ هذه الأوصافُ شيمَتُه
إنْ عاشَ، أو ودّعَ الأيّام مُرْتَهنا
إنْ ماتَ في غَيّه؛ فالنارُ موعِدُه
أو آبَ أرشدَ؛ نالَ العَفْوَ والحَسَنا
لُطفٌ مِن اللهِ، لا نُبْلٌ بمنحَرفٍ
واللهُ أرحمُ بالتوّابِ، إنْ رَكَنا
يا قومِ: هَيّا إلى الرَحْمن في سَرَعٍ
فالعُمْر وَمْضٌ، وهذا الموت قد زَفَنا
توبوا إلى اللهِ، واستَجْدوا مَحبّتَه
فالتائبُ الحقُّ؛ يبقى سادِماً نَدما
إيّاكَ إيّاكَ أنْ تُغْويكَ أُمنيَةٌ
أوْ أنْ تَظنّ حَياةَ السادِرينَ هَنا
إني أتوب، فتوبوا إخوتي فَرَقاً
في كلّ يومٍ، ولا تَسْتَشْعِروا مِنَنا
هذا الرسولُ، رَحيمُ الخَلْقِ كلّهِم
سَبعين تَوْباً بيومٍ واحدٍ لَسَنا
صلّوا عليه كثيراً، دونما مَلَلٍ
فالله صلّى، وأملاكُ السما، وأنا
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق