اجتماعيات (103):
الفشلُ في الزواج !؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
زارني أحدُ الإخوةِ الأفاضل، ولَحظَ أنْ ليس في
بيتي أحدٌ سوايَ، فسألني: أيّ أمّهاتنا معك اليوم؟
قلت له: أعيش وحدي منذ عشر سنواتٍ تقريباً!
قال: ومَن يقوم على رعايتك وتدبير أمورك؟
قلت: أنا أقوم بذلك كلّه، والحمد لله تعالى، أطبخ
وأجلي وأغسل وأرتّب المنزل!
وتأتي ابنتي الصغرى مرّةً أو مرّتين في الأسبوع،
وتتطوّع بإكمال ما تجده ناقصاً، على الرغم من أنني أمنعها برفقٍ من القيام بشيءٍ
من أمور بيتي!
قال: أنا أعلم أنّك تزوّجت ثلاثَ نسوةٍ، هل هناك
غيرهنّ؟
قلت له: قل ما تريد أن تقولَه؟
قال: رجلٌ مثل الشيخ عداب، في كرمه وشجاعته وعلمه
وأدبه، لا يستطيع أن يحتفظَ بزوجةٍ تؤنسِه في خريف عمره، ماذا تسمّي هذا؟
قلت له: أكرمني الله تعالى بزوجاتٍ فاضلاتٍ صالحات،
يَصعب عليّ أن أفاضلَ بينهنّ، إنما تتميّز إحداهنّ بجانبٍ أو جوانبَ، وتتميّز
الأخرى بجوانب أخرى، ويشتركن في الستر والعفاف والقرار في البيت، والمسارعةِ في
رضاي!
قال: سبحان الله العظيم!
إذن أين المشكلة؟
قلت له: المشكلةُ لديّ أنا، فأنا تزوّجتُ مرّاتٍ،
وأنجبت ثمانيَ بناتٍ، غدونَ أمّهاتٍ، وبعضهنّ جدّات، وكتبت عن المرأة ثلاثةَ كتب،
ولا أعرف كيف أتعامل مع المرأة!
المرأة تريد دلالاً، وأنا لا أعرفُ المقصودَ من
الدلال الذي تريده المرأة!
المرأة تريد نزهاتٍ ورحلاتٍ وزياراتٍ، وأنا رجلٌ
طالب علمٍ، لا أجد لديّ وقتاً لزيارةِ شيخ من شيوخي، أو زميلٍ من زملائي، فضلاً عن
النزهاتِ والرحلات!
المرأة تريد أن أجلس معها ساعاتٍ، أسهرُ معها شطر
الليلِ، أستمع فيه إلى ثرثرتها، وأشرب معها القهوة، وأتناول المكسّرات، وأستمع إلى
نكاتِها، أو أتحدّث لها بنُكاتٍ تضحكها، وأنا أرى هذا مضيعةً للوقت، وتنزّلاً عن أخلاق
الرجال!
المرأة تريد غزلاً ودلعاً، بل تريد تسبيحاً بحمدها،
ودوامَ إطراء جمالها وكمالها واعترافاً بفضلها، وأنا لا أحسن هذا كلَّه، ولا أجد
له موضعاً في حياتي!
المرأة تتقلّب في المجلس الواحد أربعةَ آلاف مرّة،
وتريدك أن تكتشف أنتَ سبب تقلّباتها هذه، وأنْ تعالجها بالفراسةِ، أو الكشف
الصوفي، أو الوحي الشيطاني!
وأنا رجلٌ واضحٌ مباشر، أكره الباطنيّةَ والغموض
والفوازيرَ والألغاز، ولا أحسنها!
وأخيراً: عندما تغضب المرأة لأيّ سببٍ تافهٍ في نظر
الرجلِ، أو في نظري على الأقلّ؛ يبنغي أن يتحمّل الرجل ويصبر ويصمت ويتجاهَل، وأنا
لست كذلك!
لم يكن في بيتي تلفاز أبداً، ويبدو أنّ إحدى زوجاتي
شاهدت فيلماً عند إحدى صديقاتها، تقول فيه الممثلة الساقطة لزوجها: طلّقني!
رجعَتْ زوجتي إلى البيت غاضبةً، واستقبلتني بوجهٍ
ساخط، وعندما سألتها: ما بك؟
قالت: أنا كرهتُ حياتي معك، طلقني!
قلت لها: لن أطلّقك الآن، لكنني أحذّرك من أن تعيدي
هذه الكلمة مرّةً أخرى!
والله لو كان لي منك ألفُ ولدٍ؛ سأطلّقك فوراً!
مَضت عدّة أيّامٍ، أو عدّة شهور، ثمّ غارت من
ضرّتها، فقالت لي: طلّقني!
فطلّقتها ألفَ تطليقة، ولي منها عشرةُ أولاد، سوى مَن
دَرَج!
ندمت وتوسّلت وذهبت تقبّل يديّ وقدميّ لأعيدها!
قلتُ لها: ما الذي دفعك إلى أن تكرّري هذه الكلمة؟
قالت: كنت أريد منك شيئاً من الاهتمام، أريد كلماتٍ
لطيفةً، أنت شاعر، وتبخل عليّ بشيءٍ مما تكتبه في شعرك عن المرأة!
قلت لها: (سبقَ السيفُ العَذَلَ) انتهى!
وجميعُ الطلاقاتِ التي صدرت عني، تجاه زوجاتي
الكثيرات؛ كُنّ في لحظات غضب وأنا لا أقصد طلاق واحدةٍ منهنّ، لكنّهن يحتجن تحمّلاً
وصبراً ليسا لديّ في حقيقةِ الأمر!
فإن شئت أن تقول: فاشل، أو تقول: أخفقت في زيجاتي
كلّها، أو تقول: لا أحسن سياسةَ البيت، قل ما تشاء، فأنا لم أقدّم نفسي يوماً على
أنني مَثَلٌ أو قدوة، ولم أزعم أنني على صواب، أو أنني إنسانٌ كامل!
وبمناسبة ذِكر الإخفاق والفشل؛ فلا يجوز أن يوصف
رجلٌ مثلي بالفَشَل؛ لأنّ الفشل ضعفٌ مع جبن، وعداب من أشجع الفرسان حتماً!
والفَشَل هو طبيعةُ المرأة، وليس من صفات الرجال!
أمّا الإخفاق؛ فهو يعني عدمَ نجاحِ القَصْدِ
أحياناً، وجميع البشر يتعرّضون في حياتهم إليه.
خِتاماً: أنا أنصح إخواني العلماءَ وطلبةَ العلم
الشرعيّ جميعاً؛ أن يُعرضوا إعراضاً تامّاً عن مسألة التعدّد، في عصرنا البائس
هذا؛ لأنّ قيادةَ مائة رجلٍ؛ أيسر من قيادةِ امرأة واحدة، فإذا تزوّج الرجل عليها؛
انقلبت شيطاناً مريداً، كلّ همّها الانتقام لأنانيتها ونرجسيّتها.
ومِن شدّة ظلمها، وانحراف عقلها؛ تدعو زواج رجُلِها
عليها خيانةً!
والله المستعان.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق