مَسائِلُ مِنْ عُلومِ القرآنِ والتَفسيرِ (6):
مُصحَف فاطمة بنتِ الرسول!؟
صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعليها.
بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ
الرَحيمِ
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ،
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
قال لي: «تزعم أنّك محدّثٌ، تجيدُ فنّ الروايةِ ونقد الأسانيد
والمتون، ثم تكون شيعيّاً فماذا أفادك علمُك يا حضرة الدكتور»؟
سألت محدّثي من وراء الأثير: ما اسمك؟ قال: أحمد، قلت: كم مضى
من عمرك؟ قال: اللهُ أعلم!
قلت: كم سنّك اليوم؟ قال: إحدى وثلاثون سنة ميلادية [تأمّلْ]!
قلت: مضى من عمري أربعةٌ وسبعون عاماً هجريّة، بمعنى أنني أصلح
بأن أكون جدّاً لك!
أما علّمك أهلك وشيوخك قول الرسول صلّى اللهُ عليه وآله وسلم:
(ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا) أخرجه أحمد، والترمذيّ (1921) وقال: حديث
عكرمة عن ابن عبّاس؛ حسن غريب، وحديث عبدالله بن عَمرو؛ صحيح!
قالَ محدثي: «الرسول عليه الصلاة ولاسلام يقول: كبيرُنا، وأنت
كبيرٌ في الروافض، ولستَ منّا»!
أقول وبالله التوفيق:
قِلّة الأدبِ؛ عَلَمٌ على السلوك الأمويِّ الناصبيّ الحقير، وعلى
السلوكِ الرافضيّ الحقير أيضاً، فالنصب والرفض بدعتان حقيرتان ضالّتان:
إحداهما: شوّهتْ، وطغت على فكر أهل السنة وسلوكِهم.
والثانية: شوّهتْ، وطغت على فكر الشيعة وسلوكهم، وكلتا البدعتين
أساءت غايةَ الإساءة إلى صفوة هذه الأمّة «آل بيت الرسول» صلّى اللهُ عليه وعليهم
وسلّم وبارك.
وأهل السنة والشيعة منهما براء!
أحدُ هؤلاء النواصبِ الحقراء يقول على إحدى الفضائيّاتِ، عن
الإمام عليّ عليه السلام: «واقتيد إلى بيعة أبي بكر، كما يقاد البعير المخشوش»!
والبعير المخشوش: الذي وُضع في أنفه حبلٌ أو عودٌ؛ ليسهلَ
قيادُه.
وأحد أولئك الروافض الأنجاس يقول لأحد مكلّميه: «هل تريد أن
تسمع عن زنا أمّك عائشة، وخبرتها المتقدمة في الأمور الجنسيّة»!؟
ألا لعنة اللهِ على هذين القذرين النجسين، وعلى كلّ من يستسيغ
ما ينطقان به، حتى لو كان عددهم ملياراً من أمّة الإسلام، فهؤلاء من السفلةٌ الأوغاد،
لو كنت ذا سلطان؛ لأوجعتهما جلداً، ولتركتهما في السجن مدى الحياة!
ولو كان في علماء الطائفتين خير؛ لأفتوا بالبراءة من أمثال
هؤلاء الوقحين الضالّين!
وليت بعضَ شجعانِ أهل السنة، وبعض شجعان الشيعة؛ يلقّنونهما
وأمثالَهما الدروسَ التطبيقيّةَ، التي سواها لا يفهمون!
أوّلاً: معنى كلمة «مصحف»:
قال
في القاموس المحيط (1: 1068) ما نصّه: «والمُصْحَفُ، مُثَلَّثَةَ الميم، مِن
أُصْحِفَ، بالضمِّ: أي: جُعِلَتْ فيه الصُّحُفُ، والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في
الصَّحيفةِ».
فكلّ
شيءٍ قابلٍ لأن يُجمع في جوفه صُحُف؛ فهو مصحف!
وقيل
لمجموع أوراق القرآن الكريم «مُصحَف» بهذا المعنى!
وقد
صحّ في الرواياتِ؛ أنّه كان لعائشة مصحف، ولابن مسعودٍ مصحف، ولأبي بن كعب مصحف!
فما
وجهُ اعتراضكم على أن يكون لفاطمةَ مصحف؟
أخرج
البخاري في فضائل القرآن (4993) من حديث يوسف بن مالك قال: إِنِّي عِنْدَ
عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ،
فَقَالَ: أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ؟ قَالَتْ: وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ؟!
قَالَ:
يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ؟ قَالَتْ: لِمَ؟
قَالَ:
لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ»!
إذن
هذا مصحفٌ لعائشة عليها السلام!
وأخرج
مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (629) من حديث مولاها أبي يونس قال: «أَمَرَتْنِي
عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ
الْآيَةَ فَآذِنِّي: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)
فَلَمَّا بَلَغْتُهَا؛ آذَنْتُهَا، فَأَمْلَتْ عَلَيَّ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ
وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
قَالَتْ
عَائِشَةُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وقد
ذكر ابن أبي داود مصحفَ أُبيّ بن كعب، في مواضع من كتابه المصاحف (103، 113، 164،
165).
وذكر
مصحف عبداللهِ بن مسعودٍ في مواضع أكثر (75، 76، 134، 166، 317، 320).
وذكر
مصحف عليّ في مواضع (59، 96، 164).
فأنْ
يكون لكلّ صحابيّ من القرّاء مُصحفٌ؛ فهذا أمر طبيعيّ!
لكنْ
لماذا ينكرُ أهل السنّة مصحفَ فاطمة إذنْ؟
أخرج
الكلينيّ في أصول الكافي (1: 352) من حديث أبي بصير عن جعفر الصادق عليه السلام
أنه قال في التعريف بمصحف فاطمة: «مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللهِ ما
فيه من قرآنكم حرفٌ واحدٌ» ويقصد بالحرف: الكلمة.
فحمله
بعضُ أهل السنّة على أنّ القرآن العظيم الذي بأيدي المسلمين؛ ليس هو القرآن الذي
أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
مع
أنّ دلالة هذا النصّ – على
افتراض صحّته جدلاً – يعني
أنّ حجم مصحف فاطمة مثلُ ثلاثةِ أضعاف القرآن الكريم، لكنه شيءٌ آخر غير القرآن
العظيم!
بمعنى
قد يكون مواساةً لفاطمة عليها السلام، أو إخبارها بما سيجري على ذريتها، أو أخباراً
عن مستقبل الأمة.
واستنكر
أهل السنة أن ينزل جبريلُ على أحدٍ من المؤمنين، سوى الأنبياء، وفاطمة ليست بنبية!
أخرج
الكلينيّ في أصول الكافي (1: 353) من حديث حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبداللهِ «جعفر
الصادق» عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك أني نظرت
في مصحف فاطمة عليها السلام!
قال:
قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: إن اللهَ تعالى لما قبض نبيه صلى اللهُ عليه وآله دَخَلَ
على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا اللهُ عزوجلّ.
فأرسل
اللهُ إليها ملكاً يُسلّي غمّها ويحدثها!
فشكت
ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت؛ فقولي لي!
فأعلمتُه
بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مُصحَفاً.
قال
حمّاد: ثم قال «الصادق عليه السلام»: أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام، ولكن
فيه علمُ ما يكون» وقد صحح هذه الروايةِ الشيخُ آصف محسني في المعتبر من بحار
الأنوار (2: 13).
أيضاً
أقول: وعلى افتراض صحّة هذا الخبر إلى جعفر عليه السلام؛ فمصحفُ فاطمة عليه السلام؛
هو أخبارٌ عن مستقبل هذه الأمة، كان جبريل يسمعها إيّاه، فليس هو بديلاً عن القرآن
العظيم، وليس هو قَدْراً مكمّلاً له.
وفي
الخبر نفسه أنّ فاطمة وعليّاً عليهما السلام؛ لم يريا جبريل، ولا الملك، إنما كانا
يسمعان صوتَه فحسب!
بقيت
مسألة نزول جبريل على أحدٍ بعد الرسل؟
من
المعلوم لدى جميع المسلمين؛ أنّ مع كلّ إنسانٍ ملكان موكّلان به، أحدهما يكتب
الحسنات، والآخر يكتب السيئات!
قال
الله تعالى:
(إِذْ
يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) [سورة: ق].
وليس
هذا فحسب، بل ثمّةَ ملائكةٌ يحفظونه بأمر الله تعالى!
(لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ (11) [الرعد] من أمر الله: أي بأمر الله تعالى.
ومع
هؤلاء الموكّلين بالحفظ، ومع الملكين الموكلين برَصْدِ حركات كلّ إنسان؛ هناك
ملائكة ينزلون بأمر الله تعالى على عبادِهِ، قبل بعثة الرسول محمّد صلّى اللهُ
عليهِ وآلِهِ وسلّم، وبعد بعثته، وإلى قيام الساعة، إذ ليس ثمّة من دليلٍ على
التخصيص!
(وَمَا
نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ، لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا، وَمَا
خَلْفَنَا، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) [مريم].
(تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا، بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
[القدْر].
وقال
الرسول صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّم:
(يَتَعَاقَبُونَ
فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ
فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا
فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ «الله تعالى» وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ
يُصَلُّونَ) حديث صحيح أخرجه البخاريّ (555) ومسلم (632) وأخرجه الترمذيّ (3135)
مختصراً، وقال: حديث حسن صحيح.
ومن
البدهيّات؛ أنّ هذا ليس مخصوصاً بزمان الرسول صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّم، بل
هو خبرٌ عامٌّ شاملٌ وجود المسلمين في سائر الأمكنة والأزمان!
وأخرج
الإمام أحمد في مسنده (2547، 2704) من حديث عبداللهِ بن عبّاسٍ رضي اللهُ عنهما
قال: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي!
فَخَرَجْنَا
مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ
كَالْمُعْرِضِ عَنِّي!
فَقُلْتُ
يَا أَبَتِ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ!
قَالَ:
فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبِي:
يَا رَسُولَ اللهِ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: كَذَا وَكَذَا، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ
كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ، فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟
فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ
اللهِ)؟
قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ!
قَالَ:
(فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ)!
وأخرج
الإمام أحمد في مسنده (19459) حديثاً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ:
حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَيَزِيدُ.
قَالَ
«محمد بن جعفر»: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،
عَنِ الْأَنْصَارِيِّ.
وقَالَ
يَزِيدُ «في سياق حديثه»: عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ
أَهْلِي، أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَنَا بِهِ
قَائِمٌ، وَرَجُلٌ مَعَهُ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا حَاجَةً.
قَالَ:
فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَ اللهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ!
فَلَمَّا
انْصَرَفَ «الرجل المناجي» قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: لَقَدْ قَامَ بِكَ الرَّجُلُ،
حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ!
قَالَ:
(وَلَقَدْ رَأَيْتَهُ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ!
قَالَ:
أَتَدْرِي مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: لَا!
قَالَ:
(ذَاكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى
ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ).
ثُمَّ
قَالَ: (أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ؛ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ)!
وبمعزلٍ
عن صحة حديثي ابن عبّاسٍ والأنصاريّ من عدمها؛ لكنّ هذه ثقافةً كانت معروفةً لدى
المسلمين، وما روايات الشيعة بالتي أعتَمِد عليها أصلاً!
وأخرج
الإمام أحمد (12333) منْ حديث أَنَسٍ؛ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّا
إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ، فَحَدَّثْتَنَا؛ رَقَّتْ قُلُوبُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا
مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ وَفَعَلْنَا وَفَعَلْنَا!
فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ، لَوْ
تَدُومُونَ عَلَيْهَا؛ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ).
وأخرج
مسلم (2750) والترمذيّ (2514) من حديث حنظلةَ الأسيديّ حديثاً في ذات المعنى،
أتمَّ من حديث أنسٍ، وفيه:
فقال
رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أنْ
لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عَليه عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ؛
لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا
حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) وقال الترمذيّ «حديث حسن صحيح».
فقول
الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ هذا؛ ظاهر الدلالةِ على أنّ من
الممكن أن تصافح الملائكة البشر، وتزورهم، إذا تحقّق فعلُ الشرط!
وأيّ
إنسانٍ سيكون أرقى منزلةً إيمانيةً، وأدومَ لذكر اللهِ تعالى من الزهراء عليها
السلام؟
ختاماً:
سواءٌ كان مصحفُ فاطمة عليها السلام يشتمل أخباراً عن مستقبل ذريّة السيدة
الزهراء، أم كان أخباراً عن أشراط الساعةِ ومستقبل هذه الأمة، أم كان كلماتِ عزاءٍ
لها ومواساةً لخاطرها؛ فليس ذلك بديلاً عن القرآن العظيم، أو جزءاً منه، أو تكملةً
له، لا عند الشيعة، ولا في نفس الأمر!
وحقيقةُ
الأمر كلّه؛ هو أنّ أهل السنة ورثوا عداءَ شيعةِ آل البيتِ كابراً عن كابرٍ، من
لدن دولة النواصبِ، وحتى اليوم، فكانوا وما يزالون يرمونهم بكلّ بائقة!
وكانت
ردود أفعال الشيعة مزيداً من الأحقادِ والضغائن والافتراءاتِ أيضاً!
وليس
في كبراء الأمّة رجلٌ رشيد أيضاً!
والله
تعالى أعلم
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحمد
لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق