مَسائل حديثية (26):
من حصادِ المعارضِ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
من المعروف لدى طلبةِ العلمِ؛ أنّ الباحثَ يجدُ في
المعارض العامّة من الكتب؛ ما قد لا يجده في مكتبات بيع الكتب التجاريّة!
وقد نزلتُ مع أولادي السيّد محمّد والسيّد سعيد،
أوّل من أمس، ولا أدريّ ما صرّرا عليه في نفسيهما، من الكتب التي يرغبان بشرائها.
إنما أعلم أنّني نزلتُ إلى معرض استانبول الدولي؛
لشراء كتاب مرآة العقول في شرح حديث آل الرسولِ، لعلّامة الشيعة الإماميّة الشيخ
محمد باقر المجلسيّ (ت: 1111 هـ) وما أجدُه من دراساتٍ في التراث الحديثيّ الشيعيّ.
سألتُ ثلاثةً من أصحاب المكتباتِ، إن كانوا يعرفون
أسماء وعناوين المكتبات الشيعيّة المشاركة، فتغيّرتْ وجوهُهم، وكان ردّهم بعدم
معرفتهم سريعاً!
وهذا شيءٌ في منتهى الغرابةِ والجهل؛ لأنّك إذا لم
تعرف ثقافة خصمك، وتراثه ومناطاتِ تفكيره؛ فسيكون إعراضُك عنه وعن تراثه جهلاً
مكعّباً حقّاً!
بينما كان زملاؤنا من الشيعة في العراق، يزورون المكتبات
السنيّة، ويشترون من كتبها، من دون أدنى حساسيّة!
بعد لأْيٍ عرفنا أنّ المكتبة الشيعيّة الوحيدة
المشاركة في المعرض؛ هي مكتبة الأعلمي اللبنانيّة.
كان لديه كتب شيعيّةٌ إمامية، وزيدية، وإسماعيلية،
وسنيّة، لكنني لم أجد لديه أيّ دراسة حديثيّة إماميّة نقديّة، سوى دراستين:
إحداهما: مصطلحيّة.
والأخرى: في أصول نقد المتن عندهم.
ولم أجد لديه مرآة العقول، الذي أحضر منه نسخة
واحدةً في المعرض السابق، ثم أعادها معه إلى لبنان؛ لأنّ أحداً لم يشترها، كما قال.
ومع أننا لم نجد لديه بغيتنا؛ فقد حملنا من مكتبته
أكياساً من الكتب، التي لم يكن في خاطرنا أن نشتريها، بل إننا لم نكن نعرفُ أكثرها،
ولا سمعنا بها من قبل!
وإليك أسماءها – أخي القارئ، فربما
غيّرت رأيك، مثلما غيّرتُ أنا رأيي، وربما اتّهمتَ نفسك مثلي بالجهل، بدلاً من أن
تتهم الإمامية، وغيرَ الإمامية به!؟
() أصول نقد الحديث – دراسة تحليليّة حول
نقد المتن، للشيخ محمد حسن ربّاني (679) صفحة، من دون الفهارس.
() أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية، للشيخ جعفر
السبحانيّ (270) صفحة.
() وفيات الأعلام الإمامية للسيد محمد صادق بحر
العلوم، يقع في مجلدين، ضمّا (1267) صفحة طباعيّة، ترجم فيه لأبرز أعلام الإمامية
منذ القرن السادس الهجري، وحتى القرن الرابع عشر.
() التراجم البهية في تراجم علماء الإمامية للسيد
محمد صادق بحر العلوم، يقع في مجلدين، ضمّا (1227) صفحة طباعيّة، ترجم فيه لأبرز
أعلام الإمامية منذ القرن الحادي عشر الهجري، وحتى القرن الرابع عشر.
وسأعرّف بهذا الكتاب وسابقه، وسأوضح، إن كان بين
الكتابين تقاطع أم لا !
() مقاتل الطالبيين، لأبي الفرَج الأصفهاني (644)
صفحة.
() تراجم مشاهير علماء الهند من الإمامية (408)
صفحات.
() المعقّبون من آل أبي طالب، للسيد مهدي الرجائي
الموسويّ، ويقع الكتاب في ثلاثة مجلّدات، ضمّت (1895) صفحةً.
() مُنتقِلةُ الطالبيّة، للسيد النسابة إبراهيم بن
ناصر ابن طباطبا العلويّ (420) صفحة، وهو يتحدث عن البلدان التي انتقلت إليها بعض
عشائر آل البيت.
() عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة (490)
صفحة.
() دروس في علم الأصول، للسيد محمد باقر الصدر، يقع
في مجلدين (1288) صفحة، وهو كتاب سبق أن اقتنيت الحلقة الأولى والثانية منه، قبل
عشرين سنة أو أكثر، وقرأتهما غير مرّة، فصعب عليّ فهم كثيرٍ مما فيهما!
() أساس التأويل، للقاضي النعمان بن حيّون المغربي،
قاضي قضاة الدولة الفاطمية الإسماعيليّة (280) صفحة.
() دعائم الإسلام، وذكر الحلال والحرام، للقاضي
النعمان المغربي السابق ذكره، في مجلدين ( 569) صفحة.
() تأويل الدعائم، للقاضي النعمان ذاته، في مجلدين
(648) صفحة.
ولم يسبق لي أن اطّلعتُ على هذا الكتاب، وسأعرفكم
به، إن شاء الله تعالى.
() أربعة كتب إسماعيلية في مجلد متوسط واحد، وهي
أربعة رسائل فيها علومٌ باطنيّة، فيما ظهر لي، سأقرؤها، وأوافيك بخبرها.
وقد عرض علينا الأعلميّ كتباً في رجال الإمامية،
وكتباً للزيدية والإباضيّة، لكننا كنّا قد خلت جيوبنا تماماً، عن خمسة آلاف ليرة
تركية!
هذه هي الكتب الشيعية التي اشتريتها من معرض
استانبول، وأحتاج أن أشتري من الكتب الشيعية المتوافرة في مكتبة الأعلميّ مثلَها
في الحدّ الأدنى، وقد كانت قيمة جميع هذه الكتب (160) دولاراً أمريكيا.
أمّا كتب أهل السنة، فقد كانت غاليةً جدّاً، والكتب
التي اشتريناها بضعف قيمة الكتب الشيعية؛ لا تزيد على نصف الكتب الشيعية عدداً
وحجماً!
ويكفي أن تعرف أنّ كتاب المعقبون من آل بيت أبي طالب،
يقع في ثلاثة مجلدات، كانت قيمته (30) دولاراً، بينما كتاب الدكتور الشيخ محمود
سعيد ممدوح، ويقع في ثلاثة مجلدات أيضاً، كانت قيمته (85) دولاراً!
وفي حلقة قادمة؛ سأسرد أسماء الكتب السنيّة القيّمة
التي اشتريتها من المعرض، والتي كان من أهمّها
كتاب «موطّأ الإمام
مالك برواية الإمام الشافعيّ» وقد جاوز الكتاب (1000) صفحة، وحوى (854)
حديثاً، رواها الشافعي في كتبه عن شيخه مالك.
والله تعالى أعلم
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله،
وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحَمْدُ للهِ على كلِّ حالٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق