الأحد، 24 أكتوبر 2021

 اجتماعيات (36):

لماذا تحبّ العراق، وتحنّ إليه؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).

هتف إليّ يقول: بلغني أنك تنوي السفرَ إلى العراق، أصحيح هذا؟

إذا كان هذا صحيحاً؛ فتذكّر ما ذا فعل بك العراقيون، ولا تنس ما أصاب أسرتك في العراق، و و و !؟

أقول وبالله التوفيق:

ذكرتُ مراراً وتِكراراً بأنني لا أعترف بهذه الحدود الدوليّة كلّها، العراق وحدة جغرافية، والشام وحدة جغرافية، ومصر وحدة جغرافية أيضاً، هذا صحيح!

لكنني أنا حاضرٌ وموجود في كلّ بلدٍ يدين بدين الإسلام، وراسخ في كلّ قُطر فيه واحدٌ من آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم!

هذا هو المعيار العقَديّ عندي، ولا قيمة لمعيار الأمم المتحدة، ولا الاتحاد الأوربيّ، ولا اتّحاد دول الخليج العِبريّة أبداً، فمعايير هؤلاء جميعاً معايير عبيدٍ أتباع، ونحن آل البيت متبوعون، لا نكون أتباعاً لأحدٍ من البشر على الإطلاقِ، إلّا أن يحيط بنا ظلمُ ظالم، وحقارةُ وغدٍ مجرم.

هذا من حيث الأصل الشرعيّ والعُرف الهاشميّ.

أمّا من حيث الاعتبارات الاجتماعية؛ فأنا عراقيّ الأصل، موصليّ العشيرة، والموصل أحبّ إليّ من موطنِ ولادتي، مدينة حماة الحبيبة أيضاً.

إنّ أعظم جدودي في مدينة حماة؛ الشيخ محمد مهران الأخلاطيّ، والشيخ محمّد الحمش، رضي الله عنهما.

لكنّ في العراق من أجدادي: الإمام عليّ، والإمام الحسين، والإمام زيد، والإمام موسى الكاظم، والإمام محمّد الجواد، والإمام علي الهادي العسكريّ، والإمام أحمد ابن الرفاعي، والإمام عبدالقادر الجيلانيّ، والإمام أبو مسلّم العراقيّ، والسيّد جعفر الزكيّ المصدّق، وعلماء وأولياء وقادة وزعماء، لا يحصون كثرة!

وفي العراق؛ أكبر جمهرةٍ من زملائي الأفاضل، وتلامذتي الأكارم، وأصدقائي النبلاء، الذين كنت وما زلتُ على الوداد والمحبة والصفاء لهم!

فإذا وُجدَتْ حفنةٌ ممّن يقيم في العراق؛ لم يرعوا حرمتي، ولم يعرفوا قدري، وتعمّدوا الإساءةَ إليّ؛ فما من بلدٍ في هذه المعمورةِ، ليس فيه سِباخ!

إنّني لا أحترم النواصبَ أبداً، ولا أحبّهم، وأرتاب في تديّنهم، إذ لا يوجد ناصبيّ بريءٌ من الحقد والضغينة والهوى، فطبعيّ أنْ لا يحبّونني، ولا يرغبون بوجودي بينهم.

عقب ردُّ أطروحتي للدكتوراه ظلماً وعدواناً وسفهاً؛ اتّخذتُ لنفسي ورداً، أدعو عليهم به، عقب كلّ صلاة!

«اللهم مَن أساء إليّ بجهلٍ وسوء تقديرٍ؛ فسامحه وارحمه وبارك له في دنياه وآخرته.

ومن أساء إليّ وأهانني حسداً وحقداً وناصبيّة، أو رضي بذلك؛ فخذ لي حقّي منه، وبلّغه شرَّ ما في الدنيا والآخرة» ظللت أدعو عليهم بهذا الدعاء ثلاثَ سنينَ أو أربعاً.

حتى جاءني في المنام هاتفٌ جَهْوريّ ، يقول لي: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) [آل عمران].

وقال لي كلاماً آخر، لا حاجةَ إلى ذكره.

إنني عندما أشتاق إلى العراق؛ أشتاق إلى آل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأوليائهم، أحياءً وأمواتاً، وإلى أتباعهم على الحقّ وأحبابهم، ولا أشتاق أبداً إلى تراب العراق، ولا إلى ماء العراق، ولا إلى هواء العراق، ولا حتى إلى بترول العراق المنهوب!؟

فماء الشام وتراب الشام وهواء الشام ومُناخ الشام ورياض الشام وياسمين الشام؛ ألذّ وأطيب وأهنأ من أمثالِه في العراق وجزيرة العرب، من دون اختلاف، فيما أفترض!

 حيّا الله العراق هواءً وماءً وتراباً، وحيّا الله السادةَ آل البيت في العراق، وأحبابَ آل البيت في العراق، وأتباع آل البيت على الحقِّ في العراق.

بهذه المعاني عشت في العراق عراقيّاً، وبهذه المعاني؛ أحبّ العراق، وأشتاق إلى العراق، وأحنّ إلى العراق العظيم!

والله تعالى أعلم.

]رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[.

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق