التصوف العليم:
الأقطابُ الصوفيّةُ
الأربعةُ ؟!
بسم الله
الرحمن الرحيم
(الحمد لله،
وسلام على عباده الذين اصطفى).
أما بعد: سألني
أحدُ الإخوة الصوفيّة عن الأقطاب الأربعة، ولماذا لا أذكرهم في منشوراتي الكثيرةِ؟
أقول وبالله
التوفيق:
أوّل هؤلاء
الأقطاب الأربعة وجوداً في التاريخ: أبو محمّد وأبو صالح عبدالقادر بن موسى بن
عبدالله بن يحيى الحسني الجيلانيّ (470 - 561 هـ) الموافق (1077 - 1156م) الشافعيّ
ثم الحنبليّ، وكان يفتي على المذهبين.
الثاني: أبو
العبّاس أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت الرفاعي الحسينيّ (512 - 578 هـ) الموافق
(1118 - 1182م) كان أشعريَّ المعتقدِ، شافعيَّ الفروعِ.
الثالث: أحمد
بن عليّ بن يحيى بن عيسى الرَضويّ الحسينيّ (596 - 675 هـ) الموافق (1199 - 1267م)
ويُعرف بأحمد البدويّ لأنّ مظهرَه كان كمظهر البدو في ثيابه ولثامِه، وكان شافعيَّ
المذهب.
الرابع: أبو المجد
إبراهيم بن عبدالعزيز بن قريش بن محمّد الدسوقي (653 - 696 هـ) الموافق (1255 -
1296م) وكان شافعيَّ المذهب، رحمهم الله تعالى، ورضي عنهم.
يُلاحَظُ أنّ
الأئمة الأربعةَ الفقهاء المتبوعين «أبو حنيفة النعمان، ومالك، والشافعي وأحمد»
رضي الله عنهم، عاشوا بين عامي (80 - 241 ه ) بينما عاش الأقطاب الصوفية الأربعة
بين عامي (470 - 696 هـ) وليس بين يديّ
معلوماتٌ مؤكّدةٌ توضح أسبابَ جعلِهم الأقطابَ الأربعةَ، مع أنّ التصوّف نشأ مع
نشأة المذاهب العقدية والمذاهب الفقهية.
أمّا لماذا لا
أذكرهم في منشوراتي - مع اعترافي بفضلهم وتقواهم - فلأنّ لديّ مبدأً قديماً، لم
يتغيّرْ لديَّ أبداً، وهو التعلّق بالله تعالى، والاقتداءُ بالمعصوم محمّد صلّى
الله عليه وآله وسلّم، وصرفِ كلِّ الحبِّ إليه، إذْ كلّما زاد حبّ السالكِ للرسول؛
زادت طاعاته، وتوحّد اتّجاهُه، وانعدم
تعصّبه للمذاهبِ والأشخاص!
يُضاف إلى هذا؛
أنّ الثابتَ عن هؤلاء الأقطاب الأربعةِ من الأقوال والأفعال والكرامات؛ قليلٌ، بل
نادر، وأنا محدّث لا أسلّم للبخاريّ ومسلمٍ، أفأسلّم بروايات عن محبّي هؤلاء
الأقطاب الأربعةِ، ليس لها خُطُمٌ ولا أزّمه.
ونحن (آل
كنعان) لنا ارتباطٌ نسبيّ قريبُ بالسيّد الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وبالسيّد أحمد
الرفاعيّ، فهما جدّا أسرتنا من جهة الأمّهاتِ الكثيرات.
فأختُ الشيخ
عبد القادر «الشريفة بهيّة» جدّةُ الأسرة الكبرى، كانت زوجة جدّنا القطب السيّد
يوسف الهمذانيّ، وجدّنا القطبُ أبو مُسلَّم سليم الرضويّ العراقي، تزوّج «العلويّة
زينب» ابنةَ خاله الشيخ عبدالقادر، وأنجبت له أولاداً كثيرين، كما في مخطوط «الشجرة
العلويّة» للمغراوي (ورقة 42/ ب) هذا في النسب البعيد.
أمّا في نسبنا
الحمويّ، فجدّنا السيّد كنعان المُتصرّفِ، المهاجر من الموصل إلى حماة عام (1012
هـ) تزوّج السيّدة فاطمة بنت محمّد الرزّاقي الجيلاني، وهي جدّتنا.
وبعد وفاتها
تزوّح امرأة من ذرّية السيّد عبدالعزيز بن عبدالقادر، لا أعرف اسمها، وله من
كلتيهما أولاد.
وجدّنا المشهور
في حماة الشيخ «مَهران» اسمه محمّد بن كنعان، كان رجلاً صالحاً ظهرت له كراماتٌ
كثيرةٌ، جعلته قاضياً في عشيرةٍ من قبيلة «النعيم» كانت تسكن قريةَ «النقارنة» وتزوّج
من السيّدة آمنة بنت أحمد العَزيّ النعيميّ، ومن هنا دخلت ذرّيته في القبيلةِ،
ومنذ ذلك التاريخ تُعرف أسرة (آل كنعان) بالنعيميّ، وهي نسبة حِلفٍ كريم قديم،
والنسب رضويّ حسينيّ.
والفقير - كما
تعلمون - محدّث، والمحدّث لا تستهويه المبالغات والخرافات والإشاعات!
بل يرى التعلّق
بغير رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خطأً فادحاً، وانحرافاً في مناطِ
التفكيرِ والقدوة، والله تعالى يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ، لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ، وَذَكَرَ اللَّهَ
كَثِيراً (21) [الأحزاب].
والله تعالى
أعلم
والحمدُ لله
على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق