الخميس، 7 أغسطس 2025

 التصوف العليم:

هل نحن مسلمون ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى(

أما بعد:

أرجو من إخواني القراء؛ أن يقرؤوا هذا المنشور بقلوبهم، وليس بأعينهم فحسب، ولرغبتي هذه؛ جعلته في خانة (التصوف العليم).

أولا: عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ لم يكن عدد المسلمين في جزيرة العرب يصل إلى مليون نسمة.

ولم تكن أعداد عاصمة الإسلام (المدينة المنورة) الحاضرة والبادية تزيد على عشرين ألف نسمة!

فيهم المسلمون، وفيهم المنافقون، وفيهم الأعراب (أشد كفرا ونفاقا).
ثانيا: مع قلة عدد المسلمين في عاصمة الإسلام (المدينة) نجم قرن الخلاف بين ساداتها، ولمّا يُوسَّد الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم في جَدَثه.
وكان اختلافهم الأول حيال الزعامة السياسيّة (خلافة الرسول).
ثالثا: أثرا من آثار اختلافهم في السقيفة؛ اختلفوا في مدى سلطان الخليفة.
وكان ما سمي تاريخيا (حروبَ الردة) باسم أقسى فصل من فصول (الخروج) على الدولة المركزية.

وإلا فإن القبائل التي ارتدت عن الإسلام حقيقة؛ أقلُّ بكثير من القبائلِ التي رفضت سلطان قريش، ممثلا بأبي بكر رضي الله عنه، والقبائلِ التي رفضت إرسال زكواتها إليه، ولم تر من حَقِّه ذلك.

رابعا: لم تعد المدينة اليوم عاصمة الإسلام السياسية، ولم يعد لها ذاك الثقل الذي يمثل فقه سلطان المسلمين أيضا.

وتضاعف عدد المسلمين من مليون نسمة (1000000) إلى مليار ونصف مليار مسلم في الحد الأدنى [وأنا لا أعرف كيف أكتب رقم مليار ونصف.
بيد أنه بالتأكيد فيه أصفار كثيرة جداً].

(00000000000000000000000000000000000(
ومن المعلوم أن الانحراف السياسي، الذي بدا يسيراً جداً في أنظار ذلك الجيل (كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى الله شرها) قد اتسعت درجةُ انحرافه اليوم، وغدا المسلمون شيعا وأحزابا (كل حزب بما لديهم فرحون).

وكل حزب من هذه الأحزاب؛ يعتقد أنه على الحق، وأن جميع مخالفيه على الباطل!
وتتفاوت درجات الباطلِ لديه، بين تبديع جميع مخالفيه، أو تضليلهم، أو تفسيقهم، أو تكفيرهم ورميهم بالشرك الأكبر!

وأجرأ المسلمين على تكفير مخالفيهم؛ هم الشيعةُ الإماميّةُ، والحنابلةُ الذين يسمّون أنفسهم اليوم (السلفيّة) وما أكثرَ تكفيرَ بعضهم لبعضٍ!

خامسا: ما دامت جميع الطوائف والفرق والمذاهب التي يتكون منها هذا العالم الإسلامي الكبير؛ تنتسب إلى الإسلام، وتعتز بتلك النسبة، وتدافع عنها، وترفض إبعادها عنها؛ فهل لدينا معالم رئيسة يمكننا عَدُّها (قواعد دين الإسلام) من آمن بها؛ فهو المسلم، ومن أعرض عنها أو عن بعضها؛ فليس بمسلم؟
هذا ممكن ويسير بالتأكيد؛ لأن كتاب الإسلام المقدس (القرآن الكريم) أوضح تلك القواعد إيضاحا تاما، في آيات كثيرات.

سادسا: يقول الله تعالى:

(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ.

وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ.

وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ.

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ.

أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) [البقرة].
وقال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ.

وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) [النساء].

والآيات القرآنية التي بيّنت شرائع الإسلام المفروضة عينيا؛ كثيرةٌ جدّاً، أوجز دلالاتها بما يأتي:

-1- أركان الإيمان التي لا يكون الإنسان مسلماً، إلا باعتقاد جميعها:

(الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر).

والإيمان بالقدر عند أهل السنة.

أو الإيمان بالعدل والتوحيد، عند غيرهم.

-٢- أركان الإسلام (الطهارة، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

كل من يعتقد بهذه العبادات، ويقيمها بحدودها، ويعتقد بتلك الاعتقادات؛ فهو مسلم صحيح الإيمان والإسلام.

وهو أخي وأنا أخوه، وله من ولائي وحبّي وعوني بمقدار التزامه الديني.

وأنا أبرأ منه بقدر بعده عن الدين.

ختاما: أنا لا أستطيع الإجابة عن جميع المسلمين، إنما أجيب عن نفسي، فأقول:

أنا مسلم، مؤمن، محسن، إن شاء الله تعالى، على سبيل التحقيق.

ولينظر كل مسلم في دخيلة نفسه، ويجيب على سؤال: هل أنا مسلم؟

والله تعالى أعلم.

      والحمد لله على كل حال. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق