إلى سوريّا مِن جَديدٍ:
اِغتصابَ الدُرزيّات ؟!
بسم الله الرحمنِ الرحيم
(الْحَمْدُ اللهِ،
وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى).
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ،
وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ
وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً.
وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ
الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ،
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً).
من حديث عبدالله بن مسعودٍ مرفوعاً؛
أخرجه البخاريّ (6094) ومسلم (2607).
ويُروَى عن الرسول صلّى الله عليه
وآله وسلّم أنّه قال: (يُطْبَعُ المُؤْمِنُ عَلى كُلِّ خُلُقٍ، لَيْسَ الخِيَانَةَ
والكَذِبَ) المقصود: قدْ
يطبع.
من حديث عبدالله بن عمر مرفوعاً؛
أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة (115) والطبراني في المعجم الكبير (13: (13815) وابن
عديٍّ في الكامل (4: 323) والبيهقيّ في شعب الإيمان (4471) والقضاعي في الشهاب.
وقد روي عن سعد بن أبي وقّاص
مرفوعاً وموقوفاً، ورجّح البزّار والبيهقيّ أنّه موقوف، وروي عن أبي أبي أمامة
الباهلي، وإسناده ضعف.
استمعتُ إلى رجلٍ يعيش في الغرب،
وصفَ نفسَه بأنّه كان وكيلَ محافظ السويداء في زمان النظام الحقير البائد، وزعم
أنّه استضافَ ثلاث مائة ألفٍ من السوريين في فترة الثورة السوريّة.
وفي لحظة من لحظات حدّةِ حواره قال
عن الأمنِ السوريّ الداخليّ: إنّهم اختطفوا نساءً درزيّاتٍ من السويداء،
واغتصبوهنّ!
وأنا أريد الوقوف عند هذه الكلمة
فحسب!
إنّ عناصر قوّات الأمن من الشباب
المسلم الذي انتظم في دوراتٍ شرعيّة، وليسوا همجاً رعاع، كسائر الدروز الذين
يطلقون هم على أنفسهم أنّهم «الجهّال» وشيوخ العقل يقولون: إنهم ليسوا معذورين،
وليسوا ناجين عند الله تعالى.
وأزيدك يا وكيلَ المحافظ أنت وجميعَ
الكاذبين الخائنين: إنّ الدروز والعلويين والمرشديين والإسماعيليين واليزيديين والكاكائيّين
والعلائلهيين وملاحدةَ قَسدٍ؛ جميع هؤلاء الأقليّات الملحدة؛ مشركون كفّار، عند
قوّاتِ الأمنِ العامّ، وعناصر الجيش السوريّ الجديد - وعندي أيضاً - أنتم جميعكم
مشركون لستم بمؤمنين برسول الله محمّد وبالقرآن وبتعاليم الإسلام، ونساؤكم أجهل
بكثيرٍ منكم، بل إنّ المرأة لا دين لها أصلاً.
ومعلومٌ لدى من هو أجهل منك بكثير -
يا وكيل المحافظ - أنّ المشركةَ لا يجوز نكاحها، وأنّ المشركةَ السبيّة لا يجوز
وطْؤها بتاتاً، لا فورَ سبيها، ولا بعد طُهرِها من حيضتها بعد السبي.
هذا الحكم الشرعيّ، يتعلمّه الجندي
المسلم قبل أن يخوض أيَّ معركةٍ حربيّة.
وليس هذا فحسب، بل لا يجوز لمسِ
السبيّة، إلّا بعد توجيه القائدِ بكيفيّة التصرّفِ في السبايا.
والسبيّةُ المشركةُ قد تُباعُ،
لكنّها لا توطأُ في ديننا أيّها الكذّاب الخائن!
هذا في الزمان الأوّلِ.
أمّا في زماننا هذا، وقد توافقتِ
البشريّة كلّها على تحرير العبيدِ، وتحريم السبيِ واغتصاب الأسيرات؛ فالمسلم أوّل
من يرحّب بتحرير العبيد، والحفاظ على شرف السبايا، حتى لو كنّ مشركاتٍ؛ لأنّ الزنا
حرامٌ مع المسلمات ومع الكتابيات ومع المشركات.
عيبٌ عليكم - أيها الانتهازيّون
الكاذبون الخونة - أن تتحدّثوا بكلامٍ يفهَم منه أنّ نساءَكم قد انتِهِكتْ
أعراضهّن؛ لأنّ انتهاك عرضِ الحرّةِ عارٌ وشنارٌ على رجالِها الذين عجزوا عن
حمايتها وصَونِها.
ختاماً: أيّها المشركون أجمعون: لا
تتاجروا بكلمة (اغتصاب) التي تدلُّ على أنّكم بدون شرفٍ ولا نخوة، خاصّةً وأنّ
تجارتكم هذه خاسرةٌ فاجرةٌ كاذبة!
واللهُ تعالى أعلمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق