الاثنين، 19 سبتمبر 2022

      مِنْ عِبَرِ التاريخِ (19):

وَفاةُ مَلكةِ بريطانيا العُظمى!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

توفّيت الملكة (اليزابيث» الثانيةِ، عن عمر ناهز سبعاً وتسعين سنةً شمسيّة، توافق مائةَ سنةٍ قمريّة!

كلّ مَيتٍ، تختلفُ فيه آراء الناس، بين حزين وجَذلانَ!

بين صامتٍ وشامتٍ!

بين راضٍ وساخط!

وسائلُ الإعلام العالميّة والعربية؛ ملأت الفضاء ضجيجاً وصراخاً، وتابعت أيّامَ وفاتها وساعاتها، بل ودقائقها بتفصيل مملّ!

حضر تشيع جنازتها؛ كبار رؤساء العالم، وكبار قادة بريطانيا!

أجاز أناسٌ الترحّم عليها، والتعزيةَ بوفاتها، وحرّم ذلك كثيرون!

احتفى البريطانيون بوفاة ملكتهم احتفاءاً كبيراً، سمّاه بعضهم صاخباً، وسمّاه آخرون لافتاً، وسماه آخرون جليلاً، وآخرون قالوا: إنه تشييع مَهيب!

صاخب، هادئ، لطيف، مهيب، لافت، جليل، مهيب، أو غير ذلك!

المهمّ في الأمر أنّ الملكةَ التي عاشت حياتَها كما أرادت، أو هكذا نحن نظنّ؛ ماتت بالأمس القريب، ودفنت في يوم الاثنين هذا!

وأنت أيها الحاكم المسلم الظالم لرعيتك، المعتاش على دمائهم وعرقهم وأحزانهم!

(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) [الإسراء].

لا أظنّك تطمع بأن تحكم بلداً من بلداننا سبعين سنةً «الله يخرب بيتك»!

ولا أظنّك تطمع برفاهية أكثر من رفاهيةِ سيّدتك (اليزابث) «أعوذ بالله»!

وحين تصيرُ إلى ما صارت إليه «قريباً إن شاء الله»؛ سينزل بك ملكان، يقولان لك: (مَن ربّك، وما دينك، ومَن نبيّك).

فإن كنت من أهل الإيمان، ولا أظنّك؛ ستوفّق لأن تقول: الله ربي ومحمد نبيّ والإسلام ديني والقرآن كتابي!

وإن كنت من أهل النفاق والفسوق والضلال، وهذا ظننا بك، فستقول: هاه هاه لا أدري!

فيقولان لك: لا دريت!

ومن ههنا تبدأ رحلة عذابِك، لا خفّف الله عنك!

وهذا بعض ما تستحقّه!

صَحبَ الملكةَ المعمَّرة أهلها وكثيرٌ من الحكام، وجموع غفيرة من أهل بريطانيا!

وعند بابِ المدفن؛ نزعوا عن نعشها تاجَها والصولجان وعصا الماريشاليّة، وسوى ذلك من مظاهر الشموخ والرفعة والعزّة، وأُدخلت إلى مدفنها داخل صندوق خشبيّ من خشب الصنوبر، أو من العاجِ، أو من الجواهر، المهم أنه قبر ضيّق، مظلم مَخوف، وما وراءه هو الأهمّ الأعظم: إمّا إلى النّار، وإمّا إلى جهنّم، وإمّا إلى الجحيم، لا فرق!

اللهم إنّا نسألك أن تهدينا سبيلَ الحقّ والهدايةِ، وأن تثبّتنا على ذلك.

اللهم إنّا نسألك أن تصلح حكّام المسلمين، وأن تقودَهم إلى هداك وطاعتك.

اللهم إنا نسألك لشعوبنا الشاردة عنك؛ أن تعود بها إلى دينك، واتّباع رسولك المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلم.

اللهم أصلح علماء المسلمين، وعلّمهم، فوعزّتك وجلالك إنهم جاهلون بك، أو بدينك، أو بك وبدينك معاً، يا ربّ العالمين.

اللهم دلّهم على طريق الهدى وسبيل النجاة، ووحّد كلمتهم، وألّف بين قلوبهم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

لا تنسوني من دعواتكم الصالحةِ، بالوفاةِ على الإيمانِ، إخواني الأحباب الكرام.

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق