الاثنين، 12 سبتمبر 2022

         مِنْ عِبَرِ التاريخِ (18):

ذِكْرى مَولدِ الفَقيرِ عدابٍ !؟

المَنشورُ الأوّلُ في السنةِ السادسةِ والسَبعينَ مِن عُمُري.

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

عندَ أذانِ فَجْرِ يَوم الجمعةِ، السابعَ عشرَ من صفر الخير، من شهور سنة (1369 هـ) كانت أوّلُ صرخةٍ صرخها الفقير عداب، في دنيا الفناء هذه.

فيكون مضى من عُمره حتى هذه الساعةِ المباركةِ خمسٌ وسبعون سنةً قمريّة!

قد يبدو رقمُ (75) صغيراً، قياساً بأعدادٍ أكبر (94، 101، 108، 123) أعمارِ آبائي!

لكنْ إذا نَظَر المُعَمَّرُ هذا العمرَ، إلى عدد أيّام هذا العُمُر، فسيجدها أكثر من (26000) يوم!

وكلّ يومٍ يستغرق من عمر الزمان (24) ساعةً!

والساعة الواحدة؛ ستّون دقيقة!

وقد يصنع الإنسانُ أكثرَ من ذنبٍ واحدٍ، في الدقيقةِ الواحدة!

فكم مِن ملايين الذنوب، يمكن أن يكون ارتكبها عدابٌ، من دون استغفارٍ، أو قَبولِ تَوبة، خصوصاً على مذهبِ عدابٍ نفسه في «قَبولِ التوبة»؟

صحيح أنّ كفّارات الذنوب كثيرةٌ - ولله الحمد - لكنْ ما يدرينا أنّ الله تعالى تقبّل منّا، وغفر لنا، وتاب علينا، و(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)؟!

هل يستطيع أحدٌ أن يزكّيَ نفسه، فيقول: «أنا من المتّقين»؟

إذا كان يوجَدُ في البشر مَن يتجرّأ على مثل هذا؛ فأنا أتجرّأ وأشهد بأنني لست من المتّقين!

وأتجرّأ فأقول: إنّ حالي في أيّامِ شبابي، كانَ خيراً من أحوال شيخوختي جزماً!

كنت أقومُ الليلَ، وأصومُ النهار، وأتصدّق، وأتلو القرآن، وأداوم على الأوراد والأذكار، وأداوم على السنن الرواتب، وعلى النوافل.

أمّا اليوم، فأحسن أحوالي أنني من أولئك القومِ المساكين:

(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ، خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا!

عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) [التوبة].

إنّ أملي برحمةِ اللهِ كبير، وإحساسي بالمسؤولية الشرعية خطير، وأنا بين الخوف والرجاء أسير، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم!

(رَبَّنَا: إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ، وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ، فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ).

(رَبَّنَا: إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ؛ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ.

رَبَّنَا: إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ: أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا.

رَبَّنَا: فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا، وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ).

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

لا تنسوني من دعواتكم الصالحةِ، بالوفاةِ على الإيمانِ، إخواني الأحباب الكرام.

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق