قريبا من السياسة (١5):
عَلى رسلِكم أيها المخرّبون الغاصبون!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا،
وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
علّمونا في معالم السياسة
المعاصرة؛ أنّها فنّ الممكن، وأنّها لعبة.. أجل لعبة، هكذا يقولون!؟
وعلّمونا أنّ النصر في عالم
السياسة؛ يعني تحقيق الأهداف القريبة، والتخطيط لتحقيق الأهداف البعيدة، والأخيرة،
في المجالات التي يكون لها آخر!
وإنّ استعمارَ بلدٍ من
البلدان، وإخضاع أهله، وتقتيل شبابه، من دون أن يقنعهم المستعمِر «المُخَرّب» بأنه البديل
الأصلح من نظامه، وأنهم سيجلب لهم العلم والثقافة والرفاه؛ لا يعني الانتصارَ
أبداً.
وما دام هنالك من يقاوم من
أبناء البلدِ المستعمرَة، ويرفض هذا الوجود الاستعماريّ «التخريبيّ»؛ فهذا يعني
أنّ المستعمر يفعل ما يفعله قطّاع الطرق المفسدون في الأرض ولم يحقق أهدافَه
المنشودة.
لا فرق عندنا بين أن يكون
المستعمر عربيّاً أم أعجميّاً، أم أجنبيّاً، غربيّا أم شرقيّا.
وإنّ المستعمر الذي ينكّل
بأبناء الأرض المقدّسة، منذ (100) سنةٍ؛ لم يقبله شعب تلك الأرض المباركة، ولن
يقبله، سواء سجن منهم خمسةَ آلاف، أم سجن خمسين ألفاً، فخمسة آلاف، أو خمسون
ألفاً؛ لا تفرز أيّ نسبة مئويّة في شعب يزيد تعداده على عشرة ملايين نسمة!
وهذا المستعمر «المُخَرّب»
الذي
يدّعي لنفسه القداسة والخيرة من ربّ العالمين؛ لهو غايةٌ في الغباءِ والجهالة، إذ
هو يزيد من أحقادِ الشعب الذي يستعمره، ويزيد من أعداد المناهضين لاحتلاله الغاصب
البغيض!
وقد صحّ عن الإمام عليّ
عليه السلام أنّه قال: «أحبِبْ حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض
بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما».
وإذا كان من المحال أن
يكون بين المستعمِر «المُخَرّب» والمستعمَر «المظلوم» حبٌّ حقيقيّ؛
فعلى المستعمر الغاصب أن يفكّر في عاقبته هو، في مواجهة شعبٍ، يعتقد عقائد راسخةً
في عقله وقلبه وروحه وسلوكه!
وإليك بعض عقائده الحاسمة
الجازمة!
1 (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ،
مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا.
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ
مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ!
فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ
حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ!
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ!
فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي
الْأَبْصَارِ (2) [سورة الحشر].
2 (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ
ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ، وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ
الرُّعْبَ!
فَرِيقًا تَقْتُلُونَ،
وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26).
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ
وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا!
وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرًا (27) [الأحزاب].
3 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ
إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ، فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا!
سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ!
فَاضْرِبُوا فَوْقَ
الْأَعْنَاقِ، وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12).
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ!
وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) [الأنفال].
4 (فَإِذَا لَقِيتُمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا؛ فَضَرْبَ الرِّقَابِ!
حَتَّى إِذَا
أَثْخَنْتُمُوهُمْ؛ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ!
فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ،
وَإِمَّا فِدَاءً، حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَها!
ذَلِكَ، وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ؛
لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ!
وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ
بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ!
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللهِ؛ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) [سورة القتال].
إنّ المقهورَ المظلومَ في
ساحة الحرب؛ قد لا يتذكّر قوله تعالى (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ، وَإِمَّا فِدَاءً)
من كثرة الظلم والقهر والظلم الذي أوقعه عليه المستعمر الغاصب، فيمعن في قتل جنود
المستعمر الغاصب، حتى لا يُبقي منهم أحداً!
فعلى المستعمر الغاصب الذي
يعطي لنفسه القدسيّة، ويزعم أنّه والمستعمرين معه (أبناءُ الله وأحبّاؤه) أن
يفكّروا مليّاً بهذه العاقبةِ الماحقةِ، طال الزمان أم قصر!
إنّ شعب الأرض المقدّسة،
وكلّ شعوب الأمّة الإسلامية؛ يوقنون يقينا جازماً بقول الرسول صلّى الله عليه وآله
وسلّم:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُقَاتِلُوا الهُوذان ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الهُوذانيُّ: يَا مُسْلِمُ
هَذَا هُوذانيُّ وَرَائي؛ فَاقْتُلْهُ) أخرجه البخاريّ (2926) ومسلم (2922) من
حديث عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما.
وأخرج الإمام أحمد ومسلم
(2923) من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الهُوذان، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ!
حَتَّى يَخْتَبِئَ الهُوذانيُّ
وَرَاءَ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ والشَّجَرُ:
(يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ
الله، هَذَا هُوذانيٌّ خَلْفِي، تَعالَ فَاقْتُلْهُ!
إِلَّا الْغَرْقَدَ،
فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الهُوذان) بتصرّف يسير بكلمة (الهوذان).
أيّها المستعمرُ الغاصب:
لأنني أحبّ السلامَ، وأبغض
الدماء؛ أنصحك: ارحَلْ من أرضنا، فلن ندعك تنعم فيها بالأمان، حتى لو امتلكتَ
جميعَ وسائلِ الدمارِ الشامل!
أنصحك: ارحَلْ قبلَ فواتِ
الأوان!
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى اللهُ على
سيّدنا محمّد بن عبداللهِ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحمد لله على كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق