الأحد، 18 أكتوبر 2020

 
قريباً من السياسة ():
ماذا عن أذربيجان!؟
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا، رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
إنّ الحديثَ عن الحرب الدائرةِ بين أذربيجان المسلمة الشيعيّة، وبين أرمينيا الصليبيّة؛ يستدعي استجلاب كلام «بوش الصغير» من أنّ حربه على العراق وأفغانستان؛ هي حربٌ صليبيّة جديدة!
ويجب أن نستدعي كلام «مكرون» من أنّ الإسلام دينٌ مأزوم!
ويجب أن نستدعي وقوفَ الغربِ بأكمله ضدّ تركيّا وإيران، لئلّا تتطوّر البلدان، فتصحبان تهديداً حقيقيّاً للغربِ، من وجهة نظره!
نحن المسلمين «نسالم مَن يسالمُنا، ونعادي مَن يعادينا» ومَن يقتربْ من قدسيّة رسولِنا الأكرم بسوءٍ، بكلامٍ أو فعلٍ؛ فلا ينتظر منّا أنْ نفرشَ له الأرضَ بالسجاد الأحمر، ونرمي على سحنته القذرة النجسة الفلَّ والياسمين الشامي، وليتوقّع من أن نعامله معاملةَ الكلابِ المسعورة، متى استطعنا ذلك!
لأنّ التعرّض لله تعالى، أو للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، أو للقرآن العظيم، بتنقيصٍ؛ يبيح دمَ المتعرّضِ، حتى لو كان مسلماً!
حريّة التعبير المطلقة؛ ليس لها وجودٌ في الإسلام، وحريّة التعبير في أن تنتقدَ مجتمعك وقادتَه وما فيه من انحرافٍ وانحلال، وضلالٍ، أمّا انتقاص تلك المقدساتِ الثلاثةِ وما يستتبعها، من المعلوم من الدين بالضرورة؛ فغير مسموحٍ به البتّة!
ونحن حين نريد الحكم الشرعي تجاه الموقف من أذربيجان؛ يتعيّن أن ننظر إلى قيادتها السياسيّة؛ بالعين ذاتها التي ننظر بها إلى حكامنا العلمانيين، البعيدين عن الدين!
لكنّ تعميمَ هذه النظرةِ لتشمل الشعبَ الأذربيجانيّ؛ فهذا خطأ فادح، سواء كان المجتمع سنيّاً، أم إماميّاً، أم زيديّاً، أم إسماعيليّاً، أم إباضيّاً!
ولو افترضنا اعتداءَ أذربيجان الشيعيّة على تركيّاً المسلمة – افتراضاً – فيتوجّب علينا رَدْعُ المعتدي من دون أن يكون القصدُ متوجّهاً إلى قتله!
وحتى في حال بغيه علينا بقتاله؛ فلا يسوغ لنا قتلُه إذا ارتدع، أو استسلم، أو أُسر!
ولا يحلّ لنا ماله ولا عِرضه!
بخلافِ الحربيّ الكافر، فإنّ له أحكاماً تخصّه، في حال محاربته، أو عهده وذمته، أو مسالمته ومتاركته.
فتكليفنا الشرعيّ؛ هو أن نقف مع أذربيجان المسلمة، بمعزل عن إدارتها السياسية العلمانية!
وما يُقالُ عن وقوفِ إيران إلى جانب أرمينيا وتوريد السلاح لها؛ فهو جريمةٌ فظيعةٌ ذات صلة بالولاء والبراء، ونأمل أن يكون هذا إشاعاتٍ إعلاميةً، وألا يكون له وجود على أرض الواقع. وإن كنّا لا نستبعد على تلك الإدارة الإيرانية المجرمة أيَّ شيءٍ، بعد وقوفها مع جزّار سوريّا!
وربما كان وقوف تركيّا السنية بجانب أذربيجان الشيعية؛ ما يسهم في تخفيف حدّة الصراع بين الطائفتين الكبيرتين، والسماح للعلماء بالدعوة إلى الله تعالى في تلك البلاد.
والله تعالى أعلم.
هذا.. وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
والحمد لله على كلّ حال.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق