الأحد، 18 أكتوبر 2020

 إعادةُ صياغةِ العقل المسلم (3):



المنهج المتّبع في كتابةِ هذا البحث!؟
أرجو من الإخوةِ المؤمنين من الشيعةِ جميعهم؛ أن يعلموا بأنّ كلامي في هذا البحثِ؛ موجّهٌ إلى أهل السنة وحدهم، وليس موجّهاً إليهم بتاتاً!
ومَن رغب بالاطّلاع والإفادة؛ فمرحباً به وأهلاً، من دون تشويشٍ ولا فلسفة!
(1) وعلى جميع قرائي أن يعلموا بأنني لا أثبتُ من الآية الكريمة ولا أنفي؛ بدلالة الاقتران، ولا بمفهوم المخالفة، ولا بدلالة العدد، ولا بالعمومات.
أثبتُ وأنفي بدلالة النصّ والظاهر فحسب!
فالذي يحتجّ علي بقول الله تعالى:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) [المائدة].
الذي يحتجّ عليّ بأنّ هذه الآيةَ تفيدُ ولا يةَ الإمام عليّ عليه السلام؛ فأقول له: هذا عموم لا يختصّ بعليّ وحده، إنما يشمله وغيره، ممن تنطبق عليه هذه الصفات، وهكذا في سائر الآيات التي يحتجّ بها الشيعة على خصوصيات الإمام عليه السلام!
والحديث الوارد في تصدّق الإمام بخاتمه وهو راكع؛ منكر، لا يثبت بمثله شيء!
(2) وأنا الفقير أحتجّ بالحديث المتواتر، وبالمشهور الصحيح، وبالعزيز الصحيح في الإثبات والنفي.
وأثبتُ بالحديث الصحيح الغريب المندوبَ والمكروه فحسب، ولا أثبت به ركناً ولا شرطاً ولا واجباً.
أمّا الحديثُ الحسن لغيره؛ فلا أثبت به، سوى الأولى، وخِلافَ الأولى!
وأهل العلم يعلمون أنّني لست مبتدعاً لهذا الذي أقول، إنما سبقني إليه من أهل العلم كثيرون.
ومن لا يوافقني على منهجي هذا، ويريد أن يردّ عليّ؛ فليفعل ذلك على صفحته، فلا أظنني أجهل شيئاً مما يريد أن يقوله.
(3) أمّا الأحاديثُ الضعيفةُ؛ فليس لها مكانٌ في منهجي العلمي بتاتاً!
ومن أراد مناقشتي في هذا؛ فليقرأ كتابي (ضرورة الاقتصار على الأحاديث الصحيحية في العملية التربوية) ففيه إجاباتُ جميع ما يتساءل عنه.
الفقهاء قالوا بغير هذا؟
ليقل الفقهاء ما شاؤوا، فأنا لست ملزماً بتقليدهم.
الأئمة النووي والذهبي وابن حجر، قالوا بغير هذا؟
ليقولوا ما شاؤوا، فأنا لست ملزماً بتقليدهم، وقد استدركت عليهم ما لا يكاد يحصى من تنقيداتهم الحديثية.
(4) وجود الرواياتِ في كتب الزيدية والإمامية والإسماعيلية والإباضيّة مجتمعةً ومنفردةً؛ لا يعنيني في كثيرٍ ولا قليل، سواء صحّت نسبته إلى بعض أئمة الزيدية، أم لم تصحّ!
فقد درست هذه الكتبَ دراسةً أدين الله تعالى بها، فلم أجد فيها شيئاً يوجب عليّ الالتزام ببعض ما فيها.
(5) أنا الفقير إلى الله تعالى أكتب في الدرجة الأولى لأولادي وتلامذتي، وجميعهم يعلمون أنّني لم أطالبهم يوماً بتقليدي!
إنما بدأتُ بتدريسِ بعضهم قبل عشرين، أو ثلاثين، أو أربعين سنةً، أو خمسين سنةً، وأحبّ أن أتابع التواصلَ العلميّ معهم، وهم يرغبون بذلك بيقين!
فمن تأذّى مما أكتب، أو خالفني فيما أذهب إليه، أو بعضه؛ فليعلم يقيناً أنه غير مخاطَب بكلامي، ومن حقّه أن لا يقرأَه، وإذا قرأه؛ أن يُعرض عنه.
وأخيراً: إنني أرغب أن أكتب هذا البحثَ قبلَ موتي، فأرجو أن لا يشوّش عليّ أحدٌ، ومن أصرّ على التشويش؛ فسأحظره حتى لو كان واحداً من أولادي أو بناتي!
فأنا الفقير أتأثر بالكلمة المؤذية، وتصدّني عن الكتابة.
وليتذكّر كلّ واحدٍ منكم دائماً وأبداً؛ ما كررته مئات المرّات؛ أنّ ما يقودني إليه اجتهادي؛ هو الذي أقرره هنا، وافقت في ذلك أهلَ السنة أم خالفتهم، وحتى لو خالفتهم وخالفتُ الشيعةَ معهم؛ فلا يعني ذلك عندي شيئاً!
كما أرجو أن يتذكروا بأنني أحمل درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وأنني مجاز إجازاتٍ علمية متعددة.
وأنني كتبت ما لم يكتب بمقداره إلا أفرادٌ قليلون من المعاصرين.
وأنّني أتممت (73) سنةً هجرية، ودخلت في الرابعة والسبعين، منها (67) سنة في طلب العلم.
ومع هذا؛ فليس أحد مطالَباً بمتابعتي، لا من الأقربين، ولا من الأصدقاء.
وعليه فليس بأحدٍ حاجةٌ إلى التشويش على صفحتي، فصفحتُه تتسع لأن يشتمني ويشنع عليّ بما شاء!
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق