الجمعة، 13 يونيو 2025

        مَسائِلُ حَديثيّةٌ:

نموذج من أحاديثِ المقبولين في الصحيحين !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(الْحَمْدُ للهِ، وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى).

في المنشور السابق (الرواة المقبولون في الصحيحين) قلت: « في المنشورِ الحديثيّ السابق «منهج الإمام البخاريّ في انتقاء رواةِ صحيحه» اعترضُ أحدُ السفهاء الشتّامين، وقال: إنّ هجرة عدابٍ وتنقّله في البلدان أثّر على عقلِه، وقال أيضاً: «إنه لا يُصَدّق عداباً في الإحصائيّات التي أوردها».

فذهبتُ إلى ثبتِ «فهرس» الرواة المقبولين، وعرضت نماذج من أولّه وآخره، للدلالة على أنّ عداباً لا يكذب، ولا يخدع أمّته، ولا يقبل بأن يلقى الله تعالى، وهو كاذب!

فأرسل إليّ أحدُ الإخوة منشوراً لهذا الوقح نفسه، يوهم الناس بأنّ الفقير عداباً ليس باحثاً علميّاً، وهو يعتمد على «تقريب التهذيب» دون سواه.

وقد ذكرت في المنشور السابق؛ أنني لم أخرّج جميع أحاديثِ المقبولين بعد!

والتنقير وراء الحافظ ابن حجر وغيره؛ إنّما يكون عند البحث العلميّ والتخريج النقديّ، وليس في فهرسٍ مقرّب للبحثّ!

لكنّ الله تعالى علّمنا أنّ أصحاب الهوى لا صلاح لهم ولا فلاح، فقال جلّ شأنه:

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) وأصحاب الهوى هم أصحاب الهوى، المؤمن والكافر في الهوى سيّان!

هل رأيت شيعيّاً؛ عاد سنيّاً؟

هل رأيت سنيّاً؛ صار شيعيّاً؟

هل رأيت إباضيّاً؛ غيّر مذهبه؟

هذا أندر من النادر، وجميع الأمة أصحاب هوى، وللأسف!

وصاحب هذا المنشور لا أدري ما الذي يحصّله من الحسنات، وهو يفتري ويكذب ويقلب الحقائق، ويؤذي شيخاً كبيراً، قارب الثمانين من عمره؟

لا والله لا يحصّل حسنةً واحدةً، مهما كانت نيّته سليمة، وما هي بسليمة!

وإنني أسأل الله تعالى أن ينتقم منه، ومن كلّ من يتطاول عليّ بالباطل!

ولبيان شيءٍ من منهجنا في تخريج الحديث وترجمة الرواة؛ اخترت هذا الراوي وروايته، ممّا خرّجناه قبل عمليّة السرطان، عام (2011م) يعني قبل أربعة عشر عاماً!

ولست أدري أين كان هذا المتطاول الظالم؟!

الراوي عبد العزيز بن عثمان بن جَبَلة الأزدي (خ س).

ترجمته:

هو عبد العزيز بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد - واسمه ميمون، وقيل: أيمن، وقيل: يمن- بن بَدْر العَتَكي الأَزْدي، أبو الفضل الْمَرْوَزي، مولى الْمُهَلَّب ابن أبي صُفْرة، ولَقَبُه شاذان.

وهو أخو عَبْدان، ووالدُ خلف بن عبد العزيز شاذان، وشاذان وأخوه عَبْدان؛ هما سِبْطا عبدِ العزيز بن أبي رَوَّاد، أخي جَبَلة بن أبي رَوَّاد جدِّهما لأبيهما.

لم يترجمه الذهبيّ في الميزان - وهذا مصطلح عندنا يراد منه أنّه لم يُجْرَح - والغريب أنّ البخاريّ لم يترجمه في شيءٍ من كتبه الرجاليّة، ولم يخرّج له في كتبه الحديثيّة، سوى هذا الحديث!

ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب « الثقات» وقال: كان مولده سنة خمس وأربعين ومئة، ومات سنة إحدى وعشرين ومئتين، وقيل: سنة خمس وعشرين ومئتين.([1])

وقال أبو نصر الكَلاباذي: ولد في المحرم سنة ثمان وأربعين ومئة بعد عَبْدان بثلاث سنين، ومات في المحرم سنة تسع وعشرين ومئتين بعد عَبْدان بثمان سنين، وهو ابن إحدى وثمانين سنة.([2])

ولم يزد ابن حجر عندما ذكره في الفتح (7121) على قوله: « شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ هُوَ عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ أَخِيهِ عَبْدَانَ وَقَدْ أَكْثَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدَانَ، وَأَدْرَكَ شَاذَانَ، لَكِنَّهُ رَوَى هُنَا عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ».

وترجمه أبو نصر الكَلاباذي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو يعلى الخليليّ، وأبو الوليد الباجيّ، وأبو علي الجياني، والصفديّ والمِزِّي والذهبيّ وابن حجر.

روى عن أبيه عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد، عند (خ س)([3]).

روى عنه جمعٌ من الرواة، ذكر المزيّ في تهذيبه (18: 173) منهم أربعة، أحدهم أبو علي محمد بن يحيى بن عبد العزيز المروزي الصائغ، عند (خ س) وهو الذي يعنينا في هذه الدراسة.

رواياته: له في الكتب التسعة روايتان: واحدة عند البخاري في « صحيحه» (3799) وأخرى في «المجتبى» للنسائيّ (3497) وله روايتان عند النسائي في « سننه الكبرى » (8346) و (5691).

وله غيرُ ذلك مما وقفت عليه من كتب السنة: رواية عند النسائي في «جزء فيه مجلسان من إملائه » (14) ورواية عند ابن حبان في « صحيحه » (7141) ورواية عند الطبراني في «معجمه الكبير- قطعة من المفقود » (138) وخمس روايات في « معجمه الأوسط » (6941، 6942، 6952، 6963، 3964) ورواية في « معجمه الصغير » (371) وأخرى في كتاب « الدعاء » له (130) وثلاث روايات عند أبي الشيخ الأصفهاني في « طبقات المحدثين بأصبهان » (3: 162) و (4: 82، 109) ورواية عند ابن مندة في« الإيمان » (938) ورواية عند أبي نعيم الأصبهاني في « تاريخ أصبهان » (463) ورواية عند البيهقي في «سننه الكبير» (6: 371) وأخرى عنده في « دلائل النبوة » (1612) وروايتان عند ابن حزم في «المحلى » (10: 238) و (11: 405) وثلاث روايات عند الخطيب البغدادي في « تاريخه » (1: 294) و (4: 364) و (10: 364) هذا جميعُ ما وقفت عليه من رواياته في كتب السنة التي وقفتُ عليها، ولم أستقرئ؛ لأنّ البحثَ الذي بين يديَّ، يَتناولُ تفسير إخراج البخاريّ له في صحيحه، وهو «مقبول»!

كلام العلماء فيه:

وثقه الدارقطني كما في « سؤالات الحاكم له» وقال الخليلي في «الإرشاد»: « هو ثقة ».

وقد روى عنه جمع من الثقات، وترجمه ابن حبان في « ثقاته» ولم يغمزه بشيءٍ، وأخرج له حديثاً واحداً في صحيحه (7141) فهو ثقة على شرط الصحيح عنده، كما أخرج له البخاري حديثاً واحداً في «صحيحه» أيضاً (3799) فمثلُه يُسبَر حديثُه ويعتبر، فإن لم يوقف له على مناكير؛ فحديثه حسن، إنْ شاء الله تعالى.

هذا لو انفرد بحديثٍ، فكيف وهو دون مدار الحديث، وتابعه على حديثِه هذا ستّة رواة؟

وأما قول الحافظ في « التقريب » عنه: «مقبول » ففيه نظر؛ لأنّ الرجل ليس قليلَ الحديث جدّاً، خارج الكتب التسعة، ولم يُجرَحْ البتّة، و ظهر لي  أنّ ابن حجر لم يراجع توثيقَ الدارقطني والخليلي له، عندما  حكم عليه في التقريب؛ بدليل أنه لما ترجمه في «تهذيب التهذيب» لم يَنْقُل عن أحدٍ من أهل العلم فيه جرحًا، ولا تعديلاً، والله أعلم   ([4]).

تنبيه مهمٌّ: نَقَل أبو الوليد  الباجي، رحمه الله تعالى، في ترجمة عبد العزيز بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد هذا، من كتابه « التعديل والتجريح» عن أبي بكرٍ أحمد بن أبي خَيْثَمةَ زهيرِ بن حَرْب الحافظ، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الرَّمادي: سمعت سفيان بن عُيَيْنَة يقول: كان عبد العزيز بن  أبي رَوَّاد من أجَلِّ الناس.

ثم قال لي بعد ذلك: لقد تركني هؤلاء مثلَ الكلبِ الهَرَّار([5])    يعني: أصحاب الحديث([6])  .

قلت: لا أدري ما وجهُ إيرادِ هذا النقلِ هنا في ترجمة عبد العزيز بن عثمان؟! إلا أن يكون الباجي ظنَّ أن عبدَ العزيز بنَ أبي رَوَّاد المذكورَ في هذا الخبر؛ هو عبدُ العزيز بنُ عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد، قد نُسِب إلى جدِّه الأعلى أبي رَوَّاد!

وليس الأمر كذلك؛ فإن عبدَ العزيز بنَ أبي رَوَّاد، الذي نَسب ابنُ عيينة الكلام إليه؛ هو جدِّ متَرجَمنا عبدِ العزيز بن عثمان، وهو أعلى طبقة حتى من سفيان بن عُيَيْنة.

وأما عبد العزيز بن عثمان بن جَبَلة؛ فجميعُ روايته عن أبيه عثمان بن جَبَلة، وطبقته متأخِّرةٌ عن هذه الطبقة.

ويُؤكِّد ذلك أنّ ابن خيثمةَ أوردَ نحوَ هذا الكلام في تاريخه (1: 262) في ترجمة الجدّ عبدالعزيز بن أبي روّاد، الذي يروي عن عكرمةَ وطبقته، كما في تاريخ ابن أبي خيثمة (2: 199) قال: كان عبدالعَزِيْز بْن أبي رَوَّاد من أحلم الناس, ثُمَّ قَالَ لي بَعدُ: لقد تركني هؤلاءَ مثلَ الكلب،يَعْنِي: أصحاب الْحَدِيْث» وأوردها الذهبيّ كذلك في ترجمة عبد العزيز بن أبي رَوَّاد من « تاريخ الإسلام » و «سير أعلام النبلاء » فقال : عن سفيان بن عُيَيْنة قال : كان ابنُ أبي رَوَّاد من أحلم الناس، فلما لزمه أصحابُ الحديث؛ قال: تركوني كأني كلبٌ هَرَّارٌ([7])  .

تخريج رواياته في الصحيحين:

ليس لعبد العزيز بن عثمان في الصحيحين سوى حديث واحد في « صحيح البخاري»:

بإسنادي إلى البخاري في المناقب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقْبَلُوا من مُحسِنهم، وتجاوزوا عن مُسيئِهم ) (3799) قال رحمه الله تعالى: حدثني محمدُ بن يحيى أبو عليٍّ: حدثنا شاذانُ أخو عَبْدانَ: حدثنا أبي: أخبرنا شعبةُبنُ الْحَجَّاجِ عن هشامِ بن زيدٍ قال: سمعتُ أنسَ بن مالكٍ يقول: مَرَّ أبو بكر والعباسُ، رضي الله عنهما، بمَجْلسٍ من مجالس الأنصار وهم يَبْكُون، فقال: ما يُبْكِيكم ؟ قالوا: ذَكَرْنا مجلسَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَّا» فدخل أنس على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبَرَه بذلك.

قال: فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وقد عَصَب على رأسِه حاشيةَ بُرْدٍ، فصَعِدَ الْمِنْبَرَ، ولم يَصْعَدْه بعد ذلك اليومِ، فحَمِدَ الله، وأثنى عليه، ثم قال: (أُوصِيكم بالأنصار؛ فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي،([8]) وقد قَضَوُا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهم، وتجاوزوا عن مُسِيئِهم).([9])

تعيين مدار الحديث:

مدار حديث الباب على أنس بن مالك رضي الله عنه، رواه عنه:

(1) ثا بتٌ البُناني عند أحمد في « المسند » (12671) وفي « فضائل الصحابة » (1440) ولفظه عنده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الأنصارَ عَيْبَتي التي أَوَيْتُ إليها، فاقْبَلُوا من مُحْسِنهم، واعْفُوا عن مُسِيئِهم، فإنهم قد أَدَّوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهم )([10]).

(2)  وحفصُ بن أخي أنس بن مالك، عند البزّار في مسنده المعلل (6451).

(3)  وحميدٌ الطويلُ عند ابن حبان في « صحيحه » (7266، 7271) والنسائي في « سننه الكبرى » (8328) وأحمد في « مسنده » (12973، 13159) وفي « فضائل الصحابة » (1434) وأبي يعلى في « مسنده » (3770، 3798) وابن سعد في « الطبقات الكبرى » (2: 252).

(4) وعليُّ بن زيدِ بن جُدعان، عند الحميديّ في مسنده (1235) وابن أبي عاصمٍ في الآحاد والمثاني (1717) والآجريُّ في الشريعة (1120)

(5) وقتادةُ بن دِعامَةَ السَّدُوسي عند البخاري في « صحيحه » (3801) ومسلم في «صحيحه » (2510) وابن حبان في « صحيحه » (7265) والترمذي في « سننه » (3907) والنسائي في « سننه الكبرى » (8325) وأحمد في « مسنده » (12825، 13906) وفي « فضائل الصحابة » (1464) وأبي يعلى في «مسنده » (2994، 3208).

 (6) والنعمان بن مرّةَ الأنصاريّ، عند الطبراني في المعجم الصغير (1063).

 (7) وهشامُ بن زيد بن أنسِ بن مالكٍ، عند البخاري في « صحيحه » (3799) والنسائي في « سننه الكبرى » (8346) والنسائي في « جزء فيه مجلسان من إملائه » (14) وأبو عوانة في المستخرج (10966) والبيهقي في «السنن الكبرى » (6: 371) وابن حزم في « المحلى » (11: 405) والخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » (1: 294).

قلت: من وراء ما تقدَّم من تخريجِ هذا ا لحديثِ؛ نَلْحظُ أن عبدَ العزيز بنَ عثمان المترجمَ له ليس مداراً للحديث، ولا فوقه، بل تابَعَه على المرفوعِ منه متابعةً قاصرةً عِدَّةٌ من الرُّواةِ الثقات، منهم قتادة بن دعامةَ، عند البخاريّ نفسِه (3801).

ولست - في هذا المنشور - في حاجةٍ إلى ذكر شواهدَ للحديثِ، من حديث عبدالله بن العباس، عند البخاريّ (3800) وأبي سعيدٍ الخدريّ، عند الترمذيّ (3904) وغيرهما، وأترك ذلك إلى حين تصدير الكتاب إنّ شاء الله تعالى.

في الختام: هذا حديث مشهورٌ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ولو زعم أحدٌ أنّه متواتر عنه؛ ما خطّاته.

أمّا مُتَرجَمُنا عبدالعزيز بن عثمان؛ فهو فَضْلةٌ في الإسناد، لم يعتمد عليه الإمام البخاريّ في تخريج هذا الحديث، كما تقدّم - وهو يعرف جميعَ الطرقِ التي أوردناها أكثرَ منّا - ولعلّه أخرج له هذا الحديثَ الواحد؛ لأنّ متن روايته أتمّ من متن رواية  قتادةَ المختصرةَ عن أنس، في الباب نفسه، والله تعالى أعلم.

وأرجو أن يكون في عرضِ هذا الحديثِ دلالةٌ على أننا من العارفين بتخريج الحديثِ ونقده على أوسع نطاق، بيد أنّ (الفيسبوك) ليس مكاناً صالحاً للتطويل، وإن اضطررت إليه أحياناً.

والحمد لله على كلّ حال.



(1) « الثقات » (8: 395) و « تهذيب الكمال » (18: 172).

(2) « رجال صحيح البخاري » (1: 475- 476) و « تهذيب الكمال » (18: 172).

(3) وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي في « الإرشاد » (3: 891) : « سمع أباه، وابن المبارك، وغيرهما».

كذا قال الخليليّ، بيد أننا لم نجد له روايةً عن غير أبيه، فيما وقفنا عليه من كتب السنة، ويؤيد صحّة استنتاجنا؛ أن الذهبي قال في ترجمته من « تاريخ الإسلام » (1: 1719) : « روى عن أبيه فقط » والله أعلم. 

([4]) من مصادر ترجمته: « الثقات » لابن حبان (8: 395) و « رجال صحيح البخاري » لأبي نصر الكلاباذي (1: 476) و « تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم » (1: 173) و « سؤالات الحاكم للدارقطني » (1: 225) كلاهما لأبي عبد الله الحاكم، و « الإرشاد في معرفة علماء الحديث » للخليلي (3: 891) و « التعديل والتجريح » للباجي (2: 900) و « ألقاب الصحابة والتابعين في المسندين الصحيحين » للجياني (1: 8) و«الوافي في الوفيات » للصفدي (1: 2688) و « تهذيب الكمال » للمزي (18: 172) و « تاريخ الإسلام » (1: 1791) و « الكاشف » (3403) و «المقتنى في سرد الكنى» (2: 15)  ثلاثتها للذهبي، و« تهذيب التهذيب » (6: 311) و « تقريب التهذيب » (4112) و « فتح الباري » (7: 121) ثلاثتها لابن حجر.

([5]) الكلب الهَرَّار: من: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هارٌّ وهَرَّارٌ: إذا نَبَحَ، وكَشَر عن أنْيابه. وقيل : هو صَوْتُه دون نُباحه. «النهاية في غريب الحديث » (5: 590) و « تاج العروس » (1: 3634) و «لسان العرب » (5: 260).

([6]) «التعديل والتجريح » (2: 900).

([7])  تاريخ الإسلام (4: 134) والنبلاء (7: 185).

(2) كَرِشي وعَيْبَتي: أي: بِطانتي، وخاصَّتي، وجماعتي الذين أَثِقُ بهم، وأعتمِدُ عليهم في أُمُوري، وموضعُ سِرِّي، وأمانتي. ضَرَب الْمَثَل بالكَرِش؛ لأنه مُستقَرُّ غِذاءِ الحيِّ الذي يكون به نماؤُه وبقاؤُه.

والعَيْبَةُ - وهي بفتح المهملة، وسكون المثناة، بعدها موحَّدة -: وعاءٌ معروف يَحفَظُ فيه الإنسانُ ثيابَه، وفاخرَ متاعه، ونَفِيسَ أشيائِه، ضربها صلى الله عليه وسلم مثلاً على أنهم موضعُ سِرِّه وأمانتِه، وخَفِيِّ أحوالِه عليه الصلاة والسلام، وانظر تمام شرح الحديث في « فتح  الباري » (7: 121) و «شرح النووي على صحيح مسلم » (16: 68) « والنهاية في غريب الحديث » (4: 296).

(1) من حديث هشام بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أخرجه البخاري في «صحيحه» في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ) (3799) والنسائي في « السنن الكبرى » في كتاب المناقب، باب ذكر خير دور الأنصار (8346) والبيهقي في « السنن الكبرى » في كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب البداية بعد قريش بالأنصار لمكانهم من المسلمين (6: 371) وابن حزم في « المحلى » في التعزير وما لا حد له، مسألة هل يقال ذوو الهيئات عثراتهم؟ وكيف يُتَجاوز عن مسيء الأنصار؟ (11: 405) والنسائي في «جزء فيه مجلسان من إملائه » (14) والخطيب البغدادي في « تاريخ بغداد » (1: 294) وبقية مصادر التخريج تجدها في تعيين المدار.

(1) قلت: كذا رواه أحمد ابن حنبل عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت البُناني، به. وهو في « مصنف عبد الرزاق » برواية إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري (19911) ومن طريق الدَّبَري رواه الطبراني في « معجمه الأوسط » (2989) فقال فيه: « عن أبي هريرة » بدل: « عن أنس » جعله من مسند أبي هريرة، لا من مسند أنس. ورواية أحمد أرجح، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق