مَسائل حديثية (42):
أفراد الإمام البخاريّ عن
الكتب الستّة!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ).
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا
وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
زعم أحد المشتغلين بعلوم
المصطلح؛ أنّ الإمامَ البخاريّ انفرد عن الكتب الستّة بـ (135) حديثاً، وُجد
لجميعها متابعاتٌ، تدفع تفرُّدَ البخاريّ بشيءٍ منها، إلّا حديثاً واحداً، فحسب!
فعلّقتُ على مستعيرِ هذا
التصريح بما معناه: «هذا كلام غير صحيح، فقد تفرّد البخاريّ عن بقيّة التسعة
(مالك، أحمد، الدارميّ، مسلم، ابن ماجهْ، أبي داود، الترمذي، النسائيّ) بـ (206)
أحاديثَ، من دون المكرّر حتماً.
وأتوقّع أن يكون تفرُّده عن
بقية الستّة (م ق د ت س) أكثرَ من (350) حديثاً.
تواصل معي أحد الإخوةِ، وقال:
«علّمتمونا أنّ كلمةَ أتوقّع؛ لا تثبت في ساحة العلم شيئاً، فحبّذا لو تكتبون لنا
منشوراً، يوضح هذه المسألة بجلاء».
أقول وبالله التوفيق:
مسألة الإحصائيّات والترقيم؛
تأخذ وقتاً طويلاً، مع قلّة الفائدة المرجوَّة من وراء ذلك الجهد الكبير، وتضييع
الوقت الطويل.
لكنْ يستطيع كلّ باحثٍ مبتدئٍ
أن يستعرضَ تحفة الأشراف للإمامِ المزيّ، استعراضاً سريعاً، يتتبّع في أثنائه هذا
الرمز المفرد (خ).
بعيداً عن (خ م) أو (خ د) أو
(خ ق) أو حتى (خ خت) وسيقف على الأحاديثِ التي تفرّد بها الإمام البخاريّ عن بقيّة
الستّة.
وقد رجعت إلى كتابي (أفراد صحي
البخاريّ عن صحيح مسلم) والمخرّج بتمامه - من دون نقدٍ حديثيّ - في (931) صفحةً، ويبدأ
بالحديث (14) من صحيح البخاري، وينتهي بالحديث (7338) فوجدتُ تتبّع الكتاب كلّه
لأعرف عدد الأحاديثِ التي انفرد بها البخاريّ عن بقيّة الستّة متعباً لي، ولم أجد
لديّ همّةً للقيام بذلك!
فطلبتُ من ولدي الذي يجيد
التعامل مع الحاسوب؛ أن يستخرج لي من تحفة الأشرافِ، المرفوع على المكتبة الشاملة
ما فيه رمز [خ] ففعل، فصار إلى أنّ البخاريّ انفرد عن بقيّة الستّة بـ (1079)
حديثاً، فيها مكررات بالتأكيد!
ومن المعلوم لدى طلبة العلم؛
أنّ تحفة الأشراف مرقّمةَ الأحاديث (من 1 - 18389) في المجلّد الثالث عشر (ص: 128).
فقمت أنا وتتبّعت المجلّد
الأوّل من تحفة الأشراف، من طبعة دار الكتب العلميّة، بتحقيق الأستاذ عبدالصمد شرف
الدين، والذي يبدأ ترقيمه لأحاديث التحفة برقم (1) وينتهي برقم (1732)
فوجدت البخاريّ انفرد عن بقيّة
الستّة في (1000) حديث الأولى بـ (101) حديثٍ، هي الآتية: (7، 84، 173، 177، 209،
216، 217، 221، 223، 249، 252، 304، 305، 306، 437، 446، 447، 448، 453، 462، 494،
506، 507، 508، 516، 526، 527، 545، 559، 560، 563، 564، 569، 581، 582، 610، 637،
657، 658، 659، 664، 665، 666، 667، 668، 671، 674، 675، 676، 678، 679، 682، 683،
693، 700، 701، 702، 703، 707، 708، 709، 710، 716، 719، 737، 742، 743، 744، 745،
746، 748، 749، 750، 764، 765، 766، 767، 775، 776، 783، 784، 788، 801، 802، 803،
804، 809، 810، 811، 817، 821، 884، 885، 898، 935، 954، 955، 956، 957، 958، 964،
973، 1005).
ومعلوم أنّ عدد أحاديث كتاب
صحيح البخاريّ مع التكرار (7563) وعدد أحاديثه من دون تكرار (2561) حديثاً.
فيكون كلّ حديثٍ قد كرّره البخاري
في صحيحه ثلاثَ مرّات، وسطيّاً!
ويكون في كلِّ ألف حديثٍ من
أحاديث تحفة الأشراف (33) حديثاً من أفراد البخاريّ غير مكرّرة.
فيكون عدد الأحاديث التي انفرد
بها البخاريّ عن بقيّة الستّة (594) حديثاً عن بقيّة الستّة، تقريباً تقريباً،
وليس (135) حديثاً، كما زعم بعضهم!
وعسى أن يقوّي الله تعالى
عزيمتي، فأتتبّع تخريجاتي لأفراد البخاريّ عن مسلم، وأزوّدكم بإحصائيّة دقيقةٍ عن
المطلوب بيانُه، والله المستعان.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق