التَصَوُّفُ العَليمُ (9):
الشيخُ السيّدُ
«محمد نهرو» بن محمّد بن عبدالكريم
الكسنزان
الحسيني الرضويّ البرزنجيّ!؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
أرسل إليّ أحد إخواني وزملائي القدامى، في جامعة
أمّ القرى المباركة منشوراً لأحد إخواني وزملائي في التلمذة على شيخنا النبيل
الشهيد مروان بن خالد حديد، يقول فيه: «دَعْمُ هؤلاء النَصابين؛ جُزءٌ من الحرب
على الإسلام، وعلى أهل السنة تحديداً!️
- شيخُ الطريقةِ الكردي «نهرو محمد عبد الكريم
الكسنزاني» ملياردير ماسوني، وله علاقات دولية!
- تَربطه بترامب علاقةٌ وطيدة، أقام في فندقه مدةً
طويلةً، بما يعادل ملايين الدولارات!
- تَزوّج «نهرو» الممثلة السورية «نورمان أسعد» وهي
علوية من الساحل السوري، من قرية «بنجارو» حاوَلَتْ أن تُشيعَ أنّها مَسيحيةٌ مَرّةً،
وشيعيةٌ أخرى؛ للتَغطيةِ على حقيقتها!
- وربما يكون لــ«نهرو» دورٌ في مَقتل زوجها الثاني
«عدنان إبراهيم العراقي» طعناً في دمشق!
- يَطمح لرئاسة العراق، لكنْ أستبعِدْ أن يُمكّنَه
أسيادُه منها؛ لأن موقعه هذا «كونه شيخ طريقة صوفيّة» يؤذي الإسلامَ أكثر!
حاصلٌ على الدكتوراه من بريطانيا، ولديه ثلاث
طائرات خاصة، وقصور حَولَ العالم!
(اعرف عدوّك).
طلبتُ من الزميل الذي أرسل إليّ هذا المنشور المزعج،
أن اسأل كاتب المنشور عن مصادره التي رجع إليها في هذه الاتهامات؟
فأجاب كاتب المنشور قائلاً: «نعم بارك الله فيكم،
كلّ مَعلوماتي مِن مصادرها، ويمكن البَحثُ عن طريق «قوقل» للوصول إليها!
فقط موضوع «ديانة الزوجة» هو الذي كذبت فيه، وأنا قُمتُ
بالبحثِ والتَرجيحِ!
ولمن يكذّب هذه المعلوماتِ؛ الحقُّ في الرَدّ؛ ليثبت
عكس ذلك!
عندها سوف أعتذر بشكل رسمي!
فليتْعَب المعترضُ، كما تَعبتُ، ولينفق الساعاتِ في
تدقيق المعلومةِ، ثم لِيقل ما يُريد!
أمّا العَواطفُ وحدَها؛ فلا تُغني مِن الحقّ شيئاً»
انتهى المهمّ من كلامِه!
أقول وبالله التوفيق:
- الذي أرسلَ إليّ المنشور؛ عالم فاضل، وزميل قديم
كريم، أرسل يستفهم عن هذه المعلومات؛ لعلمِه بصلتي بالكسنزان عامّة، وبالشيخ «محمد
نهرو» خاصّةً!
- والذي كتب المنشور؛ دكتور في الأدب العربيّ،
وصحافيّ متمرّس، وأخ حبيب قديم كريم!
- والمَقصودُ بالمنشور؛ هو «الشيخ محمد نهرو» مثقّف
وسياسيّ وصوفيّ واعٍ مكينٌ بالطريق، وهو تلميذي سنواتٍ تقربُ من ستّ سنواتٍ، يوم
كنتُ إمامَ وخطيب ومدرّس ومفتي الطريقة الكسنزانيّة في العراق.
ولا أتذكّر أنّه تخلّف عن خطبةِ جمعةٍ لي، طيلةَ
هذه المدّة الزمانيّة الطويلة، ناهيك عن قربي منه، وقربِه مني!
- فوجئْتُ بهذا المنشورِ حقّاً، وغضبت جدّاً،
وتذكّرت قولاً قديماً يردّده المعنيّون بالحقائق: (أنت حبيبي والحقّ حبيبي، فإذا
اختلفتَ أنت والحقَّ؛ فالحقّ أحبُّ إليّ منك)!
لهذا أجدني مضطراً للإجابةِ بحذرٍ على هذا المنشور
«البغيض» في نظري، ولن ألتزم بتسلسل فقرات المنشور، إنما أقدّم وأؤخّر في الجواب،
على حسب ما يقتضيه الردّ العلميّ.
أوّلاً: ترجع معرفتي الوطيدة
بسيدي الشيخ محمد الكسنزان؛ إلى ربيعِ عام (1996) يومَ أرسل إليَّ ولدَه الدكتور
«محمد نهرو» وكان يومها شابّاً في مقتبل العمر، لم يسجّل في السنةِ الجامعيّة
الأولى بعدُ، ومعه عددٌ من الأحبّة الكسنزان.
أبلغني السيد «محمد نهرو» أن جناب شيخنا «محمد
الكسنزان» اختارني للإشراف العلميّ على «دورةِ الكسنزان العلمية الأولى».
لكنْ لأنني كنت متضايقاً جدّاً من العراق وأهلِه؛
رفضت هذا التكليف بحماشة، وقلت له: سلّم على سيدنا الشيخ وقل له: يكفيني ما ذقته
من أهل العراق، وماذا بعد التكفير والاتهام بالماسونية والعمالة للموساد وإيران
والسعودية وسوريا وصدام حسين (هكذا والله اتهموني!؟)
غادر السيد «محمد نهرو» حزيناً، ولم يكن يتوقّع أن
أرفض طلبَ والده شيخ الكسنزان!
ثمّ ما لبث أن عاد هو والوفد الذي معه، وقال لي:
«جناب سيّدنا الشيخ يقول: ليس بخاطرك تقبل أو ترفض، غصباً ما عليك ستقبل، وستشرف
على هذه الدورة!
هذا ليس تكليفاً مني، إنما هو تكليفٌ من جدودك، وهو
واجبك الشرعيّ، سواءٌ كان أهل العراق زينين، أم كانوا غيرَ ذلك».
عندما سمعت جملة «هو تكليفٌ من جدودك، وهو واجبك
الشرعيّ» اقشعرّ بدني حقيقةً، ولم أزِدْ على أنْ أغلقت باب بيتي، وذهبت معهم إلى
لقاء جناب الشيخ، رحمه الله تعالى، ورضي عنه، وعن أحبابه.
قبلت التكليفَ، وكان السيد «محمد نهرو» هو المشرفَ
الإداريَّ على الدورةِ، وهو من أكثرِ المواظبين على حضور «دورة الكسنزان العلمية
الأولى» التي استمرّت ستّة أشهرٍ تقريباً!
بل إنّ جنابَ سيدي الشيخ محمد نفسه، كان مواظباً
على الحضور معنا، وعددٌ من أولاده الذين كانوا صغاراً في المرحلة الإعدادية
والثانويّة.
انتهتْ دورة الكسنزان، لكنّ مهامّي في الطريقة لم
تنته، بل كنت إمامَ الحضرة الكسنزانية وخطيبَها والمفتي العام فيها ووكيلَ جنابِ
الشيخ الحاضر، وسلّمني السيّد «محمد نهرو» وثيقة ممهورةً من جناب الشيخ بذلك!
استمرّ عملي في الطريقةِ الكسنزانيّة، بصفتي واحداً
من إخوان الشيخ، وأبناءُ الشيخ جميعاً ينادونني «عمّي» منذ ذلك التاريخ، إلى أن
غادرتُ العراق، في صيف عام (2002).
لا أظنّ أحداً من البشر يقول: إنّ «عداب الحمش»
غبيٌّ، أو ساذج، أو يستطيع أحدٌ أن يخدعه عن دينه!
ومن المعلوم أنّ صاحبَ البدعة والانحراف؛ يُعرف
انحرافُه وبدعتُه من فلتات لسانه!
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ = = وإن خالها تخفى
على الناس؛ تُعلَم
فلا والله ما رأيت الشيخ «محمد نهرو» أو أيَّ واحدٍ
من إخوانِه طيلةَ تلك السنواتِ، أمسك بيده سيجارةً، ولا لا حظت على أحدٍ منهم أيَّ
خُلُقٍ رديءٍ، أنبّهه عليه!
إنما كنت أتعلّم من أصغرهم الحياءَ والأدب!
ثانياً: يقول صاحب المنشور في
رسالته الخاصّة: «فقط موضوع «ديانة الزوجة» هو الذي كذبت فيه».
وما يدعوك إلى الكذب يا أخي في ديانةِ الزوجة، أو
في غيرها من المعلومات التي أوردتَها، وزعمتَ أم مصدرها (قوقل).
وأنا أسأل قرّائي من المفتين والقضاةِ والعلماء: هل
المعلومات المنشورة على (قوقل) من وسائل الإثبات الشرعيّة المقبولة لديكم؟
بمعنى أوضح: لو وُجد على (قوقل) هذا أنّ عداب الحمش
ماسونيّ وعميل صهيوني وملياردير ويملك طائرة وناطحة سحاب وسيارة «فراري» أظنّ هكذا
اسمها.
هل تقبلون هذا الكلامَ في معرضِ اتّهامي بكلّ هذه
التهم الحقيرةِ الباطلة؟
ولنفرض أنّ تلك الزوجة المعنيّة كانت علويّة
«نصيريّة» حقّاً، فما العيبُ في هذا أوّلاً؟
وما ذنبُها أنْ وُلدَتْ في بيئةٍ علويّةٍ أو سنيّةٍ
أو شيعيّة؟
والله تعرّفتُ في «سلطنةِ عمان» على رجالٍ حسنيين
وحسينيين من الإباضيّة؟!
العلوي والإسماعيلي والدرزي؛ متى نطق بالشهادتين قَبْلَ
العقد؛ مضى عقدُه شرعيّاً صحيحاً!
وهذا الاستعلاءُ السنيّ الفارغ؛ ليس له على أرض
الواقع حقيقةٌ، وليس فيه تميّز!
فأكثر ما يُسَبُّ الله والرسول والقرآن؛ يُسَبُّ في
مدينتنا «حماة» ولو أردتَ تغيير المنكر؛ لما وجدتَ أحداً يناصرك، بل يقول لك
الحاضرون: «هل نصّبك الله محامياً عنه، الله يأخذ حقّه من شاتمه إذا شاء»!
أفلا يكون العلويُّ أقلَّ لؤماً وكفراً من هذا
الحمويِّ الشامخِ بسنيّته المتعجرفة وحمويّته؟
وقد عايشت العلويين فصلاً دراسيّاً كاملاً في وادي
العيون، كان البعثيون منهم يكرهونني، أو يكرهني كثيرٌ منهم، لكنّ طلابي وجيراني
كانوا يعاملونني بمنتهى الحبّ والاحترام والأدب، وكان تعاملهم معي أفضلَ وألطفَ
وأكرم، من تعاملِ أهلي وجيراني في حيّ الفرايةِ، من مدينة حماة، بكثيرٍ وكثيرٍ
جدّاً!
وإذا كان الإقرارُ على النفسِ؛ أقوى وسائل الإثبات
الشرعيّةِ، متى خلا عن الإكراه والإلجاءِ؛ فيقال لصاحب المنشور: مَن كذب مرّةً
بإقراره؛ فقد يكذب مرّاتٍ كثيراتٍ من دون إقرار، وبالتالي فقد سقط قَبولِ شهادته
شرعاً.
ثالثاً: من المعلومِ لدى جميع
الخلق؛ أنّ «الماسونيّة» حركةٌ خبيثةٌ باطنيّة سريّةٌ، وقادةُ هذه الحركة وعناصرُها
ومؤيّدوها؛ لا يعرفهم على وجه الدقة أحد، بل إنني قرأت في غير كتابٍ كتب عن
الماسونية، فهمت منها أنّ الماسونيَّ يعرف عدداً يسيراً من زملائه الماسون!
فأين الكتابُ الصادر عن المحفَل الماسوني العراقيّ،
أو الكردي، أو الدولي، الذي يذكر الشيخ «محمد نهرو» ضمن قادته أو أعضائه؟
رابعاً: إنّ الشيخ «محمد نهرو» ملياردير، ومعنى
ملياردير؛ يعني يمتلك مليارَ دولار، أو مليار يورو، أمّا الذي يمتلك مليار دينارٍ
عراقيٍّ، أو ليرة سوريّة؛ فهو فقير!
والسؤالُ الموجّه إليكم إخواني القرّاء: ألا يوجد
في هذا العالم «ملياردير» سوى الشيخ محمد نهرو الكسنزان، هذا إن كان ملياردير حقيقةً؟!
لقد صحبت سيدي الشيخ محمد الكسنزان وأولاده سنواتٍ
طوالاً؛ لم يخطر في بالي أن أسأل أو أستفهم عن مصدر نفقات الطريقةِ الكسنزانيّة،
إلى أن حدثَ حدثٌ ما!
فقال أحد الناس أمامي: إنّ الدولة العراقية تمنح
الشيخ محمد الكسنزان عدداً من براميل النفط بسعرٍ مخفّض؛ ليغطي نفقات تكيته، التي
تقارب ميزانية دولة!
فسررت بذلك كثيراً، مع أنني يشهد اللهُ العظيم؛ لم
أسأل الشيخَ ولا أحداً من أولاده، عن صحّةِ هذه المعلومة، حتى هذا اليوم!
يضافُ إلى ما سبق أنّ شيخنا محمد الكسنزان أحدُ
سادةُ كردستان العراق، وملّاكها الكبار!
خامساً: قال صاحب المنشور:
«دَعْمُ هؤلاء النَصابين؛ جُزءٌ من الحرب على الإسلام، وعلى أهل السنة تحديداً».
سبحان الله العظيم!
سبحانك هذا بهتان عظيم!
الشيخ محمّد الكسنزاني «والسادة الكسنزان» نصّابون؟
إذا كان المقصود بالنصّاب؛ الذي يحتال على الناس في
أمور التجارةِ؛ فللسادة الكسنزان مصانع ومعامل وجامعات وكليّات، لو كانوا نصّابين،
ولا يؤدّون حقوق الناس؛ لعُرف هذا وشاع، بيد أننا لم نسمع بذلك.
وإذا كان المقصود بالنصّاب؛ الذي يُتاجر بالدين،
يوهم الناسَ أنّه متديّنٌ، وهو ليس بمتديّن أصلاً؛ فهذه تُهَمٌ جاهزةٌ، يرمي بها
الناس جميعَ أهل الدين!
الناس الجهّال العوامّ يرمون العلماء بأنهم يتاجرون
بالدين، وقد كتب أخونا المرحوم «حسني الشيخ عثمان» رسالةً بعنوان «المشايخ
والاستعمار» أوضح فيها كيف أنّ إعلام الاستعمار أثّر كثيراً على العوامّ الجهال،
حتى صاروا يحتقرون المشايخ، ويتّهمونهم بالمتاجرة بالدين، والعمالة للاستعمار.
ولا زلنا نحفظ مذ كنّا صغاراً حداءً كانوا
يردّدونه: «يا شيخ تاج يا بومة = يا بو لفة مبرومة».
ومن ذلك أيضاً: «ثلاثة لا
تثق بهم أبداً: «الشيخ والشفير والشرطي».
وإنّ صاحب المنشور يَعدُّ
الإخوان المسلمين أنزهَ حركةٍ إسلاميّة، وأسأله:
ألم يقولوا عن الإخوان
المسلمين السوريين: إنهم كذّابون، يتاجرون بالدين، وهم أجهل الناس بالدين؟
ألم يقولوا عنهم: إنهم
عملاء لإيران؟ عملاء للسعودية، عملاء لتركيا، عملاء لقطر، بل عملاء لبريطانيا
وأمريكا؟
ألم يستنجد شيخُ الإخوان
المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي بأمريكا لتسقط للإخوان بشار الأسد؟
إذن: مقولة «يتاجرون
بالدين» = نصابين؛ يمكن أن يقولها الجهلة والعوامّ عن كلّ أحد!
وأمّا قول صاحب المنشور: «دعم
هؤلاء جُزءٌ من الحرب على الإسلام، وعلى أهل السنة تحديداً» ففي غاية الغرابة.
هل دفاعي عن السادة
الكسنزان مثلاً؛ هو جزءٌ من الحرب على الإسلام، وكيف؟
لو كان السادة الكسنزان -
باطناً - كما يصفهم هذا الكاتب تماماً، لكنّهم هم لا يظهرون لنا عداءَهم للإسلام،
ولا يُظهرون لنا إلحادَهم، أو فسقَهم، أو فجورهم!
صحبناهم طويلاً، ووجدناهم يُساهمون
مساهماتٍ عظيمةً وجليلةً في نشر الإسلام في بلاد المسلمين، وخارج بلاد المسلمين!
وأنا شاهدٌ على مئاتٍ من
الأوربيين، أسلموا نتيجةَ مشاهدتهم للكرامات التي يجريها الله تعالى على أيدي
الكسنزان، وبعدَ شرحي أنا، وشرح غيري من علماء الطريقة لهم دلالةَ تلك الكرامات
على حقّ الإسلام، وصدق الإسلام!
وقد أسلم على أيدي دعاة
الكسنزان ألوفٌ كثيرةٌ، ولا أقول: مئاتُ الألوف في القارّة الهنديّة، فكيف تكون
هداية الناس إلى الإسلام؛ حرباً على الإسلام؟
وأمّا قول صاحب المنشور:
إنّ دعمهم «حرب على أهل السنة تحديداً» فعجيبٌ غريب!
السادةُ الكسنزان أشعريةٌ
في الأصول، شافعية في الفروع، وهذا ما يعلّمونه في جامعاتهم ومعاهدهم، وما
يعلّمونه لمريدهم في الطريقة أيضاً.
ويبدو لي أنّ صاحب المنشور
يتوهّم أنّ لدى الكسنزان تشيّع؟!
صحيح أننا في الطريقة
الكسنزانيّة؛ لا نفرّق بين سنيّ وشيعيّ، وأنّ هوانا هاشميّ؛ لكنّ الخصومةَ كبيرةٌ
وقائمةٌ بين السادة الكسنزان، وبين الأحزاب السياسيّة الرافضيّة!
ومن المحال أن تجد
كسنزانيّاً يقبل أن ينطق أحدٌ بتحريف القرآن، أو يَرضى بأن ينال أحدٌ من أزواج
الرسول محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم عامّة، ومن السيّدة عائشة خاصّة.
فكلام صاحب المنشور؛
مجازفة، وإلقاءٌ للكلام على عواهنه، من دون معرفةٍ ولا معايشة!
سادساً: قال صاحب
المنشور: «وربما يكون لــ«نهرو» دورٌ في مَقتل زوجها الثاني «عدنان إبراهيم
العراقي» طعناً في دمشق»!
سبحان الله العظيم!
ألا تلاحظ أخي القارئ
مقدارَ الحقد الذي يَعتمل في صدر كاتب المنشور، والغضبِ الذي يدفعه إلى تعظيم الاتّهاماتِ
دفعاً؟
سواءٌ قلنا إن صاحب
المنشور يقصد بقوله «ربما» التقليلَ أو التكثير؛ فهو نفسه ينقل احتماليّةً
وفرضيّةً، لا يجوز له نقلُها؛ لأنّ الجهّال والعوامّ الذين يتابعون صفحته؛ قد
يجعلون «ربما» تهمةً حقيقيّةً واقعة!
وأنا والله لم أسمع بهذه
التهمةِ، إلّا عند قراءتي هذا المنشور؛ فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
وبحسب المعلوماتِ الواردة
على (قوقل) الذي يعتمده صاحب المنشور، وعلى شبكة «ويكيبيديا» وجدنا النصّ الآتي:
«عدنان إبراهيم مخرج عراقي
(1949 - 2007) تزوّج أربع مرات:
- إحداها:
من الفنانة السورية مها المصري وأقام
معها قرابة 10 سنوات في الرياض قبل أن
ينفصلا، وله منها ابنان هما طيف وريم.
- وبعدها
تزوج الفنانة العراقية التفات عزيز وأنجب
منها ابنة اسمها كرمل.
- ثم
تزوج من الفنانة السورية نورمان أسعد عام 2004 وتطلقا عام 2006
- تزوج بعدها من
السورية مايا التخين وأنجب منها ابنة اسمها غادة ).
هذا يعني أنّ نورمان أسعد
لم تكن على ذمّة طليقها «عدنان إبراهيم» وكان متزوّجاً بعدها.
فلماذا يساهم الشيخ «محمد
نهرو» في مقتله؟
سابعاً: وأمّا عن علاقته
برئيس الولايات المتحدة السابق «ترامب» فلا يقول الأمريكيون أنفسهم: إنّ ترامب
«ماسوني» بل إنني سمعته غير مرّة يشتم الماسون، ويفضحهم!
وهب أنّ الشيخ «محمد نهرو»
صديقٌ لترامب، بل حتى «عميل لترامب وللولايات المتحدة الأمريكيّة» هل يوجد حاكم
عربيّ خارجَ هذا الإطار؟
ألم يتوسّل الإخوانُ
المسلمون لرؤساء أمريكا (أوباما - ترامب) ليساعدوهم بالمال والسلاح في أيام الثورة
السوريّة المأجورة؟
ألم يجولوا، واليوم يجولون
في البلاد الغربيّة، يتوسّلون لأن يقفوا معهم في إيجاد حلٍّ سياسيٍّ مناسبٍ
لملايين اللاجئين السوريّين؟
ولأفترض جدلاً أنّ الشيخ
«محمد نهرو» يرى كما جميعُ مشايخنا يرون - بل حتى شيخنا الشهيد مروان - أنّ
المنطقةَ العربية تابعةٌ لأمريكا حصراً، وأنه لا يجري شيءٌ في المنطقة، من دون إذن
أمريكا.
فإذا كان الشيخ «محمد
نهرو» يطمح أن يكون رئيس العراق، وتيقّن بما تقدّم، فراح يصاحبُ ترامب أو بايدن؛
ليحظى برئاسة العراق!
أقول: لنفترض هذا
افتراضاً، أليس وجودُ رئيسٍ مسلم صوفيّ، عارف بأمور دينه «دكتور» و«وجيه» و«شريف»
و«ملياردير» - كما يقول كاتب المنشور - أولى من أناسٍ علمانيين جائعين، ينهبون
ثروات العراق، ويجاهرون بعدم انتمائهم إلى الإسلام؟
ثامناً: قال الرسول صلّى
الله عليه وآله وسلّم: (نعم المال الصالح للرجل الصالح) فلو افترضنا جدلاً أنّ
الشيخ «محمد نهرو» يمتلك ثلاث طائرات (سوخوي) أو (ميراج) أو (شبح) أين المشكلة في
ذلك؟
وهل صحيح أنّ أمريكا تعطي
عملاءَها طائراتٍ، ولماذا تعطيهم طائرات، وهي تشير إشارةً إلى حكام الخليج، فتأخذ
منهم ما تريد، هي تأخذ لتسعد شعوبها، ولا تعطي!
لكنّ الموضوعَ أشغل فكري،
فتواصلت مع أحد تلامذتي من الكسنزان القريبين من أبناء شيخنا محمد الكسنزان،
وسألته: «هل صحيح أنّ الشيخ «محمد نهرو» يملك ثلاث طائراتٍ، وإذا كان هذا صحيحاً؛
فمن أين أتى بقيمةِ ثلاث طائراتٍ، أنا ابن عمّك وابن عمّه، أريد أن أعرف مصدر قيمة
هذه الطائرات، إن وُجدت!
فأرسل إليّ يقول: «لا
والله يا شيخي، الشيخ نهروا وأولاد سيدنا الشيخ لا يملكون طائرة واحدةً، إنما
استأجروا طائرةً يوم توفي شيخنا، رحمه الله تعالى، وأحضروه من أمريكا إلى العراق!
تعبت - والله - كثيراً من
كتابة هذا المنشور، وسأكتفي بما تقدّم!
ختاماً: الله يشهد عليّ
أنني عملتُ مع السادةِ الكسنزان سنواتٍ طوالاً، واحداً منهم، ولم أكن موظفاً عندهم،
وما تقاضيتُ منهم ديناراً عراقيّاً، ولا دولاراً أمريكيّاً، أو أقلّ، أو أكثر، لا
في أثناء عملي معهم، ولا في السنوات العجاف التي قضيتها مع أسرتي (1996 - 2003م)
ولا اليوم!
وإنني لم أكتب هذا
المنشورَ راغباً في شيءٍ منهم، أو خائفاً من خِزيةٍ ليستروها عليّ
فأنا الشمس طالعةً في كبدِ
السماء، لا يعتورها غبارٌ، ولا يكتنفها سحاب!
إنما كتبت هذا المنشورَ
انتصاراً للحقِّ، وشهادةً لله تعالى، وحَميّةً لسادة «آل البيت»!
فمَنْ يكون سيّداً في آل
بيتنا المبارك، ثم يكون عميلاً رخيصاً، يباع ويشترى؛ فلا بارك الله به، ولا رفع
شأنه، ولا حقّق له آمالَه!
حاشا وكلّا، وألف كلّا؛ أن
يكون «آل البيت» حرباً على الإسلام عامّةً، وعلى أهل السنّة خاصّة، ونعوذ بالله من
الخذلان.
اللهم إنّ هذا ما أعرفه عن
السادةِ الكسنزان، وعن الشيخ «محمد نهرو» خاصّة، وأنت عالم السرّ وأخفى (وَمَا
شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا
محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق