قَريباً مِن السياسةِ (17):
الموقف ممّن يحرق القرآن
الكريم ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
كتب يقول: أُحرق كتابُ الله تعالى، من قبل شخصٍ
عراقيٍّ، ولم نسمع لك صوتاً، فماذا تقول؟
أقول وبالله التوفيق:
ديننا هو الإسلامُ، وكتابُ الإسلامِ الربانيُّ؛ هو
القرآن، ونبيّ الإسلام الصادق الأمين؛ هو الرسول محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ديننا لا يخضع لحريّةِ الرأيِ، ولا لحريّةِ
التعبير، ولا لعمليّة التصويت في البرلمان.
ديننا (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، فَمَنْ شَاءَ؛
فَلْيُؤْمِنْ، وَمَنْ شَاءَ؛ فَلْيَكْفُرْ.
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا، أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُها، وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا؛ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرَابُ، وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً).
ديننا يقول: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي
كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ
رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ديننا يقول: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؛
جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا
مَسْتُورًا).
ديننا يقول: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ
بَعْدِ عَهْدِهِمْ، وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ؛ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ؛
إِنَّهُمْ لَا إيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) كما هي قراءتنا أهلَ الشام.
ديننا يقول: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ،
فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)
فإذا قام المشرك النجسُ بإحراق كتاب الله الطاهر
المكنون - في ديار الكُفْرِ - فليس لنا عليه سلطانٌ، إنما على حكوماتنا المسلمة أن
تقومَ بواجبها الشرعيّ، وأدناه مقاطعة تلك الدول العفنة النجسة!
لكنْ متى دَخلَ هذا الحارق النجسُ بلادَ الإسلام؛
ألقيَ القبضُ عليه، وأُحيلَ إلى محكمةٍ شرعيّة؛ لتعطي حكمَ الله فيه، وعلى وليّ
أمر المسلمين في تلك البلد؛ تنفيذ حكم المحكمة الشرعيّة في ناقض عهد الذمّة هذا،
رضيت المجتمعاتُ المشركةُ النجسةُ، أم كرهت.
أيها الإخوة المسلمون: المجتمع الغربيّ ينظر إلينا
على أننا متخلّفون رجعيون بدائيّون، ويجب أن نبقى كذلك؛ ليبقى لهم تفوقهم،
وليتنعّموا في حياتهم الدنيا على حساب ثرواتنا، وحاجتنا إليهم.
بينما الله تعالى يرانا خيراً منهم وأنبل وأكرم
وأطهر!
قال الله تعالى:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ، وَلَوْ
آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ؛ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ.
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَكْثَرُهُمُ
الْفَاسِقُونَ).
(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ
يَوْمٍ؛ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ.
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا،
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
أنا وكثيرون معي؛ ننظر إليهم على أنهم أكوامٌ من
العفن والنتن والنجس والوساخةِ، تمشي على الأرض!
نحن ننظر إليهم على أنهم أعداءُ لله تبارك وتعالى؛
لأنهم مشركون ظاهراً، وملحدون باطناً!
فمنهم طوائف يزعمون أنّ الله هو المسيح ابن مريم،
ومنهم طوائف يزعمون أنّ الله ثالث ثلاثة، ومنهم طوائف يزعمون المسيحَ عيسى ابن
مريم وأمّه إلهين من دون الله تعالى.
وهذا كلّه في ديننا شركٌ أكبرُ، لا يَقبلُ الله
تعالى ممن يعتقدون به صرفاً ولا عدلاً، ولهم الخلودُ في نار جهنّم.
قال الله تعالى:
(- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ
هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.
وَقَالَ الْمَسِيحُ: يَابَنِي إِسْرَائِيلَ
اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ!
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ ؛ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ
عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَمَأْوَاهُ النَّارُ، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
(72).
- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اللهَ
ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ.
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ؛
لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73).
أَفَلَا
يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ، وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)
[المائدة].
(وَإِذْ قَالَ اللهُ: يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ:
أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟
قَالَ: سُبْحَانَكَ!
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي
بِحَقٍّ!
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ؛ فَقَدْ عَلِمْتَهُ، تَعْلَمُ
مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ.
إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116).
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ:
أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ!
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا؛ مَا دُمْتُ فِيهِمْ،
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي؛ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) [المائدة].
وأمّا أنهم ملحدون في حقيقةِ الأمر، فجميعهم، أو
جماهيرهم العظمى يطبّقون:
(إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ
وَنَحْيَا، وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ).
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ، وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ
مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ).
وهم لا يلتزمون بشيءٍ من أحكام اليهوديّة
والنصرانيّة، التي تتعارض مع استغراقهم في حبّ الدنيا، أو تتعارض مع شهواتهم
وشذوذاتهم الجنسيّة!
وهذا مآلنا، وذاك مآلهم:
أمّا نحن: (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).
وأمّا هم باختصار (الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ،
وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ، وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ).
ختاماً: يشهدُ الله تعالى عليّ والملائكةُ يشهدون؛
أنني ما نظرت في حياتي إلى الأوربيين والأمريكيين نظرةَ إعجابٍ وإكبارٍ وتفوّق
قطّ!
إنما أنظر إليهم دائما على أنّهم نجسٌ ظاهراً
وباطناً، وأحتقر - أجل أحتقر - الذين يُتعبون أنفسهم، وينفقون أموالَهم، في سبيل
الإقامةِ بين العفن والنجسِ، الذي هو الأوربيون والأمريكان، ما حاشا المسلمين منهم
طبعاً.
وكم كان يعجبني موقف شيخنا محمد بن محمود الحامد
الحمويّ، رضي الله عنه، عندما كان يرفض مصافحةَ قسّيس الكنيسة في مدينة حماة، حتى
يضع على يده منديلاً، ثم يصافحه!
أنتم قولوا عني وعن شيخي ما شئتم!
لكنني أرى ههنا عزّةَ الإيمانِ، وشرفَ الطهارةِ، وأرى
هناك ذلّ المعصية، ونجاسةَ الشرك!
والله تعالى أعلم
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق