الأربعاء، 3 أغسطس 2022

     قطوف من الآلام (14):

    وَليدُ بنُ نايفٍ في ذمّةِ اللِه تَعالى!؟

          بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ.

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

بَلغني قبلَ قليلٍ نَبأُ وفاة أخي الحبيب الكريم النبيل وليدِ بنِ نايفٍ السُرَيحينيِّ الحمويّ [وسُرَيحين: قريةٌ مجاورةٌ لقريةِ آل الحمش «نُقَيْرينَ» تُعَدّانِ أقربَ ضواحي مدينةِ حماة إليها].

وسيصلّى على جِنازته يومَ غدٍ الخميس، بعدَ صلاةِ الظهرِ، في جامع «باشاك شهير المركزيّ» في مدينة استانبول.

ترجع معرفتي بالفقيد - عليه رحمةُ الله ورضوانُه - إلى عام (1981م) في مكّة المكرّمة؛ إذ كان أحد ثلاثةِ شركاء، في «سوبرماركت» العائلة، التي كانت مشهورةً في مكّة المكرّمة.

وشريكاه: فضيلة الدكتور الشيخ المقرئ «محمّد حاتم» الطبشيّ الحمويّ.

         والأخ الفاضل النبيل: وليد بن سعد الدين الزعيم، الحمويّ، ثمّ الحلبيّ.

وقد كان لسوق العائلة الكبير، ممثّلاً بشركائه الأفاضل الثلاثةِ هؤلاء؛ إسهاماتٌ خيريّةٌ نادرة الوجود، إذ كانوا يخصّون طلّاب العلم في مكة المكرمة بسيّاراتِ شحنٍ من الموادّ الغذائيّة.

وكنت أنا الفقير عداب المشرفَ والحمّالَ، الذي يقوم بتوزيعها على طلبة العلم، منذ العام (1981) وحتى العام (1986).

وعندما أصبت بالانزلاق الغضروفيّ (1982 - 1985) لم يقف بجانبي أحدٌ من الناس، سوى هؤلاء الأفاضل الثلاثةِ، جزاهم االلهُ خير الجزاء.

كان الأخ أبو نايف مثالَ التهذيب والأخلاق وطول الصمتِ والحياء.

ولو كان المقامُ يسمح بتعداد المآثر والمناقبِ؛ لأفضت في ذلك.

اللهم إني أسألك، وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرحمةِ؛ أن ترحمَ أخي وليدَ بنَ نايفٍ، وأن تغفر له مغفرةً عامة تامّة شاملة.

اللهم اغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد.

اللهم نقّه من الذنوب والخطايا، كما ينقّى الثوبُ الأبيضُ من الدَنَس.

اللهم إنّه فقير إلى عفوك ورحمتك وغفرانك، وأنت خيرُ مَرجوٍّ ومأمولٍ ومسؤولٍ.

اللهم فاغفر له وارحمه وتجاوز عن سيئاتِه؛ إنّك أنت أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.

إنّ العين لتدمع، وإنّ القلبَ ليحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربَّنا تبارك وتعالى.

إنّا لله وإنا إليه راجعون.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

وأتقدّم من أهلِه وإخوانه وأولاده وأحبابه؛ بخالص العزاء.

راجياً لهم من الله تعالى الصبرَ الجميل، والثوابَ الجزيل.

وأنتم إخواني القرّاء الكرام: أرجو أن تخصّوا أخانا وليداً بدعواتكم الأخويّة الصادقة بالعفو والمغفرة والرحمة.

وعظّم الله أجورنا وأجوركم أيها الأحباب الكرام.

(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق