قَريباً مِن السِياسَةِ (1):
نصيحةٌ سافرةٌ إلى القنوات الشيعيّة!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
سبق أن ذكرتُ بأنني أمضي شطراً من ليلي مع الوَحدَةِ، بكلّ ما تعنيه كلمة الوحدةِ من أرقٍ ومللٍ ووحشة!
وقد يقول لي قائل: كيف تقول هذا، فأين الأنسُ بالله تبارك وتعالى وقيام الليل؟
فأقول له باختصار: لستُ من أهل هذه المقامات، في حقيقةِ الأمر، وطيلةَ عمري أسعى إلى ذلك!
في بعض هاتيك الليالي الطويلة؛ أستمع إلى مقاطع فيديو للدعاة والمتحدّثين المسلمين!
وإنّ أقبح المقاطع التي أسمعها؛ هي تلك التي تصدر عن متحدثي الشيعة الإمامية!
حقد وجهل ووقاحة وقلة أدب، تنبئ عن تخلّف ورجعيّة وغوغائية أبناء الشوارع!
بعض هؤلاء الحمقى حقيقةً لا مجازاً، يوجّهون أقذر سهامهم إلى أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، غير آبهين بما تستلزمه مواقفهم الدنيئة من الإساءة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وإلى الإمامِ عليّ والحسن والحسين عليهم السلام، إذ هي أمّهم بنصّ القرآن العظيم.
وغير مُفترضين أنّ أكثر تلك الروايات المسيئةِ؛ قد رُويت بالمعنى، على قدر ما حفظ الراوي وفهم، ثمّ عبّر بلغته هو، وليس بألفاظ أمّ المؤمنين عائشة!
وغير مُقَدّرين أنّ النواصبَ يبغضون عائشة، مثلما يبغضون عليّاً والحسنين عليهم السلام، فهم غير مأمونين على ما ينقلونه عنها.
وغير ناظرين إلى قُرب تلك الفترة الزمنية، من عهد الجاهليّة الهوجاء، وحياة البداوة القاسية والجافية!
إنّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما – وهو من المقربين - يحكي عن نفسه أنه استغربَ جلوسَ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، واستتارَه عند البول، فقال هو لمن معه من أصحابه:
(انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يبول كما تبول المرأة)!
ويُسأل سعيد بن المسيّب عن الاستنجاء بالماء بعد الأحجار، فيقول: (ذاك وضوء النساء)!
أجل إنه وضوء النساء؛ ليكنّ نظيفاتٍ، حتى لا يقرف منهن أعراب العرب!
أمّا حضرات الرجال؛ فليسوا في حاجةٍ إلى تطهير وتنظيف أنفسهم بالماءِ؛ لأنّ موقف المرأة غير مهمّ لديهم!
وغير ملتفتين إلى تلك المرأةِ الصحابيةِ التي أمسكت طرف ثوبها، وقالت للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: ليس مع زوجها – يعني عضوه الذكريّ – إلا مثل هدبة ثوبها!؟
إنّ أحد أولئك المتحدّثين يصف أمّه عائشةَ بأنها كذا، وكذا، وكذا، من دون أدنى حياء، ولا مراعاة لجناب زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن دون خوفٍ من الله عزّ وجلّ.
نحن لو افترضنا صحّةَ جميعِ الرواياتِ الواردة في الصحيحين، مما ينتقده أولئك السفلةُ المجرمون؛ فهل يكفي هذا حسب قواعد الإثبات في الفقه الإسلاميّ لاتّهام أمّ المؤمنين بما يطلقونه عليها من أوصاف؟!
يا أيها الناس: إنكم تكرّسون في أنفسنا أنكم أناس متوحشون متخلفون حاقدون غير مؤهلين للتعايشِ والمواطنة، وأن السبيل الوحيد لدرء شروركم وإساءاتكم؛ هو إعلانُ الحربِ الإعلاميّة عليكم، والسعيُ في محاصرتكم وإخضاعكم!
وهذا شيء لا أرضاه أنا، ولا أدعو إليه، لكنه السبيلَ الوحيدُ الذي يتراءى لي أمام هذا السيل الجارفِ من السفه والحقد الذي تقيؤه تلك القنوات الجاهلة الرخيصة المريضة!
عشت سنين طويلةً من حياتي، وأنا ألتمس لكم الأعذار، وأدافع عن جهالاتكم، بما لقيتموه من قسوة الحكام الظالمين!
وإذا بي الآن أكاد أرى فيكم ما كان يراه أولئك الحكّام الظالمون، فأنتم لا تفهمون إلا لغةَ القهرِ والقمعِ والإخضاع!
ثوبوا إلى رشدكم، واتّقوا الله ربّكم، إذا كنتم من أهل الإسلام حقّاً، وإلا فإنّ المستقبلَ أشدّ سواداً من تاريخكم المشحون باللطم والتطبير ومسيرات الغوغاء!
والله المستعان.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق