مِنْ شِعْرِ الحِكْمةِ (4):
في ذِكْرى المولدِ النبويِّ الشريفِ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) [الأحزاب].
اللهم صلّ على حبيبنا وقرّة أعيننا، رسولِ ربّ
العالمين، وإمامِ المتّقين، ورحمة الله تعالى للعالمين، سيّدنا محمد بن عبدالله
وآلِه الطيبين الطاهرين.
أمّا بعدُ:
بَشيراً جِئتَ للدنيا، نذيرا
دفنتَ الشركَ منتشراً خطيرا
يَدينُ به بَنو قومي قريشٌ
وأعرابُ الجزيرةِ، مستطيرا
طَعنتَ فؤادَه حَرَداً برُمحٍ
رُدينيٍّ، فأرداه تَبيرا
وبيتَ اللهِ يعلوه بلالٌ
يُؤذّن فيه توحيداً خطيرا
وغاضَ الشركُ عن عَرَبٍ، وأضحى
جَفيُّ الطبعِ للدينِ نَصيرا
ولِنتَ لهم برحمةِ مَنْ تَجلّى
فخّر الطُورُ مُنفطِراً دحيرا
أبا الزهراءِ يا نوراً تجلّى
أضاء الكونَ نبراساً مُنيرا
(على خُلقٍ عظيم) كنتَ دوما
خَفضْتَ جناحَكَ الأسمى مديرا
صَبورٌ لا تُهزْهِزُكَ الدَواهي
ولا صَلَفُ الجفاةِ بدا كَديرا
وصدرُك لا يَضيقُ، وإن تأذّى
ويَرجو للجفاةِ نَدىً مَطيرا
حَريصاً كنتَ يا هادي عليهم
رؤوفاً راحماً سهلاً يسيرا
وتدعوهم إلى الرحمن ترجو
سعادتهم، وفَوْزاً مستنيرا
سراجاً كنت وهّاجاً رفيقاً
ومِقْداماً إذا حَرِبَتْ قديرا
عزيزاً عشتَ لا تَرِدُ الجَوايا
ولا تخشَ التِلاعَ ولا ثبيرا
أبا الزهراءِ، أنت هديتَ قوماً
وكانوا قبلُ شرّاً مستطيرا
وألّفتَ القلوبَ، وليس تحنو
بغيرك - يا إمامَهم - كثيرا
أبا الزهرا (ألم نشرحْ) غياثٌ
سيعطيك الكريم بها نميرا
وإنّي مِن رضاكَ أتوق شوقاً
لنيلِ شفاعةٍ، وأُرى سميرا
وأنجو من عذاب النار، نُعمى
وأغدوا - رَغم آثامي - غريرا
هي الدنيا دهتنا يا حبيبي
وكنتَ بلَجْمِها دوماً أثيرا
إلى ربّ الأنامِ بكم أنادي
إلهي خالقي، توباً وثيرا
وهَبْني يا قديرُ إلى حبيبٍ
رسولِكَ، ليتَ تُعتقني ضَميرا
ذنوبي ليس يحصيها عَديدٌ
وعَفوُكَ - إنْ أردتَ - طمَى غزيرا
ومالي غيرُ عَفوِك من ملاذٍ
وأحمدَ شافعاً ورِضىً كبيرا
صلاةُ اللهِ والتسليمُ دوماً
على بَدْر الدُجى الهادي بشيرا
والحمدُ لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق