قطوف من الآلام (10):
جودةُ سَعيدٍ في ذِمّة
الله تعالى!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
بقلوبٍ مُؤمنةٍ صابرةٍ محتسبةٍ؛ تلقّينا نبأ وفاة شيخنا
وأستاذنا المفكّر المربّي جودةَ بنِ سعيدِ بن محمّدٍ الشركسيّ، الذي وافته المنيّة
صباحَ اليوم الأحد بتاريخ (30) كانون الثاني، من شهور عام (2022م) في مدينة
استانبول التركيّة، عن عمرٍ مبارك جاوز تسعين عاماً.
ليس من عادتي في كلمة النعيِ أن أكيلَ الثناءَ على المتوفّى ولا
إطراؤه؛ لأنّه في أمسّ الحاجة إلى رحمة الله تعالى وعفوه وغفرانِه، وسبيل هذا في
نظري؛ هو الابتهال إلى الله تعالى بالدعاء الصادق؛ أن يرحمه الله تعالى رحمةً
واسعةً، وأن يشملَه بعفوه ورضوانه، وأن يُعلي مقامَه لديه.
قد كان شيخنا رحمه الله تعالى، بعيداً عن الأضواء والبروز، فعلى
مَن يرغب بالتعرّف عليه؛ أن يرجع إلى كتاب (جودة سعيد بين حديث الأفكار وصمت
العلوم) للباحث منير أحمد الزعبي، وأن يطالعَ ترجمته الحديثةَ المنشورةَ على صفحة
(ويكيبيديا) فهي ترجمة وجيزة ممتازة.
أمّا أنا: فأسأل الله تعالى لشيخنا أن يجزيه أجر الدعاة المتّقين، وأجر العلماء العاملين، وأجر المجتهدين المحتسبين، وأن يجعله بفضله، وواسعِ رحمته (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً).
وأسأل الله تعالى لأسرته الطيّبةِ، وأولادِه المهذّبين، إخواني:
الأستاذ بشر، والأستاذ سعد، والأستاذة كوثر؛ الرضا التامّ عن الله تبارك وتعالى، ووالاحتسابَ
والصبر الجميل.
وأسألكم أنتم إخواني القرّاء الأكارم؛ الدعاءَ لشيخنا ووالدنا،
بما تجود به أرواحكم الزكيّة من صالح الدعاء، وجميل الثناء.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحمد لله على كلّ حال.