مَسائِلُ عَقَدِيّةٌ (16):
القضاءُ والقَدَر!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
سألني سائل قال: أنتَ في
القَدَر صوفيٌّ جَبْريٌّ، أم معتزليّ تنفي في أفعال العباد القَدرَ، أم أشعريّ
كَسْبيٌّ؟!
أقول وبالله التوفيق:
لديَّ في هذه المسألة
جوابان:
الأوّل: إجماليّ!
والثاني: توضيحيّ!
أمّا الإجماليّ؛ فيتلخّص
بما يُروَى عن الإمامِ عليٍّ عليه السلامُ أنّه سئل عن القضاءِ والقدر، فأجاب:
«إنّ اللهَ عزَّ وجّلَّ أمَرَ
تَخييراً، ونَهى تَحذيراً، ولم يُطَعْ مُكْرِهاً، ولم يُعْصَ مَغلوباً، ولم يَخلُقِ
السمواتِ والأرضَ وما بَينهُما باطلاً (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) الفصول المهمة للحُرِّ العامليّ (1: 235)
وبحار الأنوار (5: 13) ومواضع عديدة.
وأمّا التوضيحُ؛ فخلاصتُه؛
أنّ أحكام الله تعالى تُجاهَ أفعالَ العبادِ؛ نوعان: الأمر والنهي.
فكلُّ ما طَلبَ الله تعالى
منّا القيامَ به؛ فقمنا به على الوجهِ المشروع؛ فهو توفيقٌ من الله تبارك وتعالى،
ولطفٌ (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ).
وكلّ ما نهانا الله تعالى
عنه؛ فعصيناه؛ فهو اختيارنا المَحض، ولم يُجبرنا الله على شيءٍ منه!
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [آل عمران: 182] و[الأنفال:
51].
فإذا توضّحت لكَ - أخي
القارئ - هذه الجملةُ الوجيزةُ؛ فلنّ تضلَّ طريقَك، سواءٌ قرأتَ كتبَ الصوفيّةِ،
أو المُعتزلةِ، أو الأشاعرةِ.
والله تعالى أعلم.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق