مَسائلُ حديثيّةٌ:
هَل النارُ
والنورُ: حِجابُ
اللهِ تعالى عن خلقه!؟
بإسنادي
إلى الإمام أبي داود الطياسيّ، في مسنده (493) قال رحمه الله تعالى:
حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ بنُ الحجّاجِ وَالْمَسْعُودِيُّ «عبدُالرحمنِ بنُ عبدالله» عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ الجَمَليِّ؛ سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ «عامرَ بنَ عبدِالله بن مسعودٍ»
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا
يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ
عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ)
قال
الطيالسيّ: زَادَ الْمَسْعُودِيُّ «بإسناده إلى الرسولِ صلّى الله عليه وآله وسلم
أنّه قال»: (حِجَابُهُ النَّارُ، لَوْ كَشَفَها؛ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ
كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ) ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ «عامرٌ»: (بُورِكَ
مَنْ فِي النَّارِ، وَمَنْ حَوْلَها، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
[النمل: 8].
وبإسنادي إلى الإمام مسلمٌ في
الإيمان، بابٌ في قوله: (إنّ الله لا ينام) (179) قال رحمه الله تعالى: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ e بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَال:
(إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ، وَلا
يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ، وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ
عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ
اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ).
- وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ بنِ أبي شيبةَ:
(النَّارُ، لَوْ كَشَفَهُ؛ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ
بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ).
- وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ «ابن أبي شيبةَ»:
عَنِ الأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا «الأعمش»!
- حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ:
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَال: قَامَ فِينَا
رَسُولُ اللهِ e
بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ
يَذْكُرْ «جرير»: مِنْ خَلْقِهِ! وَقَال: (حِجَابُهُ
النُّورُ).
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى وَابْنُ
بَشَّارٍ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ
عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَال: قَامَ
فِينَا رَسُولُ اللهِ e
بِأَرْبَعٍ:
(إِنَّ اللهَ لا يَنَامُ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ
يَنَامَ، يَرْفَعُ القِسْطَ وَيَخْفِضُهُ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ
بِاللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ).
مَدارُ حَديثِ البابِ على عَمرِو بنِ مُرّةَ
المُراديِّ، رَواهُ عَنهُ:
- سفيانُ الثوريُّ، عِندَ الآجريُّ (659،761) وابنِ
مندهْ (779) وَالبيهقيِّ في الأسماء والصفاتِ (391).
- وسليمانُ الأَعمشُ، عِندَ مسلمٍ (263) وَأَحمدَ
(19632) وَابنِ ماجهْ (195) والآجريِّ (760) وابنِ مندهْ (775، 777).
- وَشعبةُ بنُ الحجاجِ، عِندَ مسلمٍ (263) وَأَحمدَ
(19530) وَأَبي نُعيمٍ في المستخرجِ (450) وَالبزارِ (3018) وَالبيهقيِّ في
الصفاتِ (671).
- وَعبدُالرحمنِ المسعوديُّ، عِندَ الطيالسيِّ
(493) والرويّانيِّ (584) وَالبيهقيِّ في الأَسماءِ والصفاتِ (671).
- والعلاءُ بنُ المسيبِ، عِندَ ابنِ حبّانَ (266)
وَابنِ مندهْ في الإيمانِ (778).
اختلافُ
الرواةُ عن مدارِ الحديث:
اتّفق
الرواةُ عن شعبةَ بن الحجّاج على أنّ لفظ الحديثِ من طريقه: (قَامَ فِينَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ: (إِنَّ اللهَ لَا
يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ،
وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ
بِالنَّهَارِ) فحسب!
وكأنّ شعبةَ اقتصرَ على هذا
القَدْرِ من الحديثِ، وحذف باقيه، وحُقَّ له!
واتّفق الأعمشُ والثوريّ
والمسعوديُّ والعلاءُ بن المسيّبِ على أنّ لفظَ الحديثِ من طريقِ عمرو بن مرّة: (إِنَّ اللهَ
عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ،
وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ،
وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ؛
لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ).
واتّفاقُ هؤلاء جميعاً على هذا
اللفظِ؛ يوجب صناعيّاً قَبولَ زيادتِهم على حديثِ شعبة!
وعَمرُو بن مرّةَ المراديّ
ثقةٌ ثبتٌ لا يُسألُ عن مثله.
وأبو عبيدةَ بن عبدالله بن
مسعودٍ؛ لم أقفْ على جرحٍ فيه، إلّا ما نُسبَه مُغلطاي في إكماله (7: 143) وابن
حجر في تهذيبه (5: 76) إلى البخاريّ من قوله فيه: «هو كثير الغلط»!
وقد ترجمه المزيّ في تهذيبه،
والذهبي في تاريخ الإسلام والنبلاء، ولم يذكر جملة «هو كثير الغلط» ثمّة!
رجعتُ إلى كتاب «العلل الكبير»
للترمذيّ (173) فوجدته قال: «سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ
هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ, عَنْ أُمِّهِ, عَنْ «أبيه» عَبْدِاللَّهِ «بن مسعود» قَالَ.
قال الترمذيّ: قُلْتُ لَلبخاريّ: أَبُو عُبَيْدَةَ
مَا اسْمُهُ؟ فَلَمْ يَعْرِفِ اسْمَهُ.
وَقَالَ: هُوَ كَثِيرُ الْغَلَطِ».
وأبو عبيدةَ؛ لم يترجمه الذهبي
في كتب الضعفاء له، ولم يترجمه أصحاب كتب الضعفاء أيضاً.
قلت في نفسي: كيف يكون كثيرَ
الغلط عند البخاريّ، ثم لا يترجمه الذهبيّ في الميزان؟
ثمّ وقفتُ قدَراً على جملةٍ
للأستاذ الدكتور بشار عوّاد معروف العراقي، عند تعليقه على ترجمة أبي علبدةَ، في
تهذيب الكمال (3038): «قال الترمذي في العلل الكبير: قلت لمحمّد البخاريّ: أبو
عبيدة ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه، وقال: هو كثير الغلط».
قال الدكتور بشّار: «قلت: كذا
قال، وهو وهم من الحافظ ابن حجر، في فهم النصّ، فقول البخاريّ: «هو كثير الغلط»
إنما يعود على شريك بن عبدالله النخعيّ... وممّا يُقوّي ما ذهبنا إليه؛ أنّ عبارةَ
كثير الغلط قالها الترمذي في شريكٍ في مكان آخر من كتابه...فضلاً عن أنّ أبا
عبيدةَ هذا؛ لم ينسبه أحدٌ إلى الغلط، والله تعالى أعلم» وهي التفاتة جميلةٌ، شكر
اللهُ له.
تابعتُ البحثَ في ترجمة أبي
عبيدة، فوجدتُ الترمذيّ في العلل الكبير (100) قال: «شَرِيكُ بْنُ
عَبْدِاللهِ؛ كَثِيرُ الْغَلَطِ وَالْوَهْمِ»
وفي كتابه الجامع (46) قال: «هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ...
وَشَرِيكٌ كَثِيرُ الْغَلَطِ».
وقد ترجمه البخاريُّ في
التاريخ الكبير (9: 52) ونقل عن معاصر له قولَه:
«كَانَ أبو
عبيدة أشبه صلاة بعبدالله بن مسعودٍ، رأيتُه يُصلّي وما يُحرّك شيئاً، وما يَطْرَف» ولم يطلق عليه جملة «كثير الغلط» ولا غيرها، ولم
يترجمه في كتابه الضعفاء.
أقول:
لم أقف لأبي عبيدةَ على روايةٍ في موطّأ الإمام مالك، ولو كان أبو عبيدةَ
حجازيّاً؛ قلنا: هذا إعراضٌ من مالكٍ عن رواياته، بيد أنّه كوفيّ، والإمام مالك كان
لا يحتجّ بحديثِ أهل العراق، كما ذكره الزركشيّ في نكته (1: 152).
وقد
أخرج البخاريّ لأبي عبيدةَ حديثين (1466، 4965) وافقه مسلم على الأوّل (1466)
وأخرج له مسلم أربعة أحاديث أخرى انفرد بها عن البخاري (179، 864، 1000، 2355،
2759) فهو من المقلّين لدى الشيخين.
والبخاريُّ
لم يخرّج لأبي عبيدةَ عن أبي موسى شيئاً، وجملةُ أحاديثه عن أبي موسى، عند مسلم ثلاثة
أحاديثَ (179، 2355، 2759).
ظاهرُ
إسناد الحديثِ؛ الصحةُ، إذ ليس في رواته من مداره حتى نهايته مجروح!
بيد
أنّ علماء الحديث يقولون: علمُ العلل يبحثُ في أحاديثِ الثقات!
والتفرّد
إحدى أكبرِ علل الحديث!
يقولون:
إذا كان المتفرّد حافظاً؛ قبل تفرّده، وإن كان دون ذلك، ولم يأت بمتنٍ منكرٍ؛ قُبِلَ
تفرّده في مرتبةٍ أدنى، وإذا كان في مرتبة «صدوق»
عُدّ ما تفرّد به منكراً!
وإذا
كان كثيرَ الرِحلَة في طلب العلم، كثير الرواية؛ قُبِلَ تفرّده!
وإذا
كان كثيرَ الملازمة لشيخِه، كثيرَ الرواية عنه؛ قُبِلَ تفرّده أيضاً!
وقد
روى عن أبي موسى الأشعريّ في صحيح مسلم اثنان وعشرون راوياً، سوى أبي عُبيدةَ، منهم
أبو بكر وأبو بُردة ابنا أبي موسى!
وقد
أخرج مسلم من طريق أبي بردة «عامر» عن أبيه أبي موسى أكثرَ من خمسينَ حديثاً،
أوائلها (42، 100، 104، 154، 254) وأواخرها (2627، 2628، 2686، 2767، 3001) بينما
لم يروِ أبو عبيدةَ عن أبي موسى، عند مسلمٍ ثلاثةَ أحاديث!
فأين كان
تلامذة أبي موسى وولداه عن هذا الحديث الغريب؟
خلاصة
القول: إنّ إسنادَ الحديثِ فردٌ مطلقٌ غريب، ومتنه منكَر!
ووجهُ
نكارته؛ جملةُ (حِجَابُ وجهِ الله تعالى: النَّارُ أو النور).
وظاهرُ
هذا الكلامِ أنّ الله تعالى يستره عن خلقه خَلْقٌ من النارُ أو النور!
ومقتضى
هذا؛ أنّ وجهَ اللهِ تعالى مادّةٌ قابلةٌ للحجبِ الماديّ، وهو مماسٌّ للنارِ، أو مقاربٌ
لها، أو مفارقٌ لها، ومقتضاه أنّ هذا الحجابَ أعظمُ من وجه اللهِ تعالى.
إذ هو
يَستره عن عباده، وهذا تجسيم ظاهرٌ، لا يجوز إطلاقه على الله تعالى.
وسبحاتٌ:
جمع سُبْحةٍ وبالفتح، وفسّرها ابن فارس في المقاييس (ص: 411) بأنها جلالُ اللهِ
جلّ ثناؤه وعظمتُه، وبنحو ذلك فسّرها أبو عبيدٍ في غريبه (3: 173) وقال: «وهَذَا
الْحَرْف قَوْله: (سُبُحات وَجهه) لم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث».
أجلْ
ونحن أيضاً لم نقف عليه في أيّ كتابٍ بلاغيّ أو معجميّ، إلّا في هذا الحديث!
وقال الخطّابي في غريبه (1: 685): «سُبُحاتُ
وَجْهه): اشتِقاقُه مِن اللُّغَةِ: من قولك: سبَّحْتُ اللهَ: أي نزّهْتُهُ من كُلّ
عَيْبٍ، وبرّأتُه من كل آفةٍ ونَقْص».
ويبدو أنّ الخطّابيَ رأى هذا المعنى لا يتّسقُ مع دلالةِ
الوضع اللغويّ ولا مع الاشتقاقِ، ولا يَتساوق مع الحرق الهائلِ، الذي تحدثه سبحات
وجه الله تعالى، إذا أزال اللهُ حجابَه من النار أو النور، عن وجهه؛ فقال:
«(سُبُحاتُ
وَجْهه): جَلالُه ونُورُه، هكذا فسّرُوهُ، واللهُ أعلمُ بمعناه».
أجلْ:
اللهُ أعلم بمعناه؛ لأنّ معناه غير مفهومٍ وغير معقولٍ أبداً.
هل
جمالُ وجه الله تعالى وجلاله المعنويُّ؛ نارٌ محرقة، ولماذا تكون ناراً تحرق الكون
كلّه، ولا تكون رأفةً ورحمةً ولطفاً؟!
وكيف
ينسجم هذا مع عددٍ من الأحاديث التي صحّحوها، من أنّ رؤيةَ الله تعالى في الآخرة؛
أروَح من الجنة وأنهارها ورياضها وجميع معالم السعادة فيها؟
أمّ
إنّ سبحاتِ وجهِ الله تعالى تحرقُ في الدنيا، دون الآخرة؟
جاء
في القرآن الكريم قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَمَحْجُوبُون) وحملها الشافعيّ وغيره على أنّ الكافرين لا يرون الله تعالى يوم
القيامة، وقد وردَ في بعض كتب السنن؛ أنّ الله تعالى يحتجب يوم القيامة مِن العبدِ
يجحَدُ ولَده، ويحتجب من الوالي، إذا احتجب عن رعيّته ولم ينصح لهم، ونحو ذلك.
وظاهرٌ
أنّ معنى (احتجب) أعرض عنهم إعراضاً معنويّاً، بمعنى لم يشملهم برحمته وعفوه
ولطفه!
ختاماً:
عندما نقول: (الله تعالى نور) نعني أنّه هادٍ رشيدٌ منيرٌ، لا أنّ ذاتَه العليّة
جرمٌ من النورِ؛ لأنّ كتلةَ النور تتنافى مع قوله الحكيم (ليس كمثله شيء).
وإذْ
نحن لا ندري معنى «سبُحاتٍ» أصلاً، فليس لله تعالى سبحات، وليس
لله تعالى حُجبٌ ماديّةٌ من نارٍ أو من نورٍ، إنّما الحُجُبُ عن الله تعالى؛ ذنوبُ
العبادِ، التي أظهرها الشرك بالله تعالى، والقتلُ، وعقوقُ الوالدين.
والله
تعالى أعلم.
والحمد
لله على كلّ حال.