بعيداً عن السياسة اللعينة:
يحبون الحاكمَ الظالمَ الفاسقَ!
بسم الله الرحمن الرحيم
دخل القائد (أحمد بن حسين الشرع) دمشق ساجدا لله
تعالى، متأسيا بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عندما فتح مكة المكرمة.
وعامل الناس بأدب ولطف وكياسة، شهد بها الجميع!
وما هي إلا أيام معدودات، حتى علا صراخ النصيريين
بالتهديد والوعيد والثورة المضادة!
وعلا صراخ الفنانات (.؟.؟.!) رافضاتٍ الدولة
الدينية، أو الدولة الإسلامية!
وعلا صراخ العلمانيين والملاحدة، يرفضون الدولة
الإسلامية رفضا قاطعا... إلخ.
لماذا صنعوا ذلك؟
لأن الثوارَ الفاتحين دمشقَ عاملوهم بلطف وأدب
وتسامح!
ولو عاملوهم بحزمٍ وشدة وقسوة؛ لانكفؤوا في جحورهم
المنتنة، من روائح ضلالهم وبعدهم عن الله تعالى.
يذكرني هذا الموقف الذي نعايشه اليوم بموقفِ بعضِ
الصحابةِ من الإمام الحق، علي بن أبي طالب عليه السلام.
إذْ لم يُكرِهْ أحداً على مبايَعَتِه. ولم يُكرِهْ
أحداً على قتال البغاة والناكثين معه.
بل ولم يمنع الذين ثاروا عليه فيما بعد من السفر حيث
يشاؤون، وهم يعلم أنهم لا يريدون العمرة، إنما يريدون الخروجَ والفتنة، حتى غدا
مثلاً قول بعضهم: (أطمعهم حلم ابن أبي طالب(!
عندما جاءت نوبة الحكم والسلطة إلى يزيد بن معاوية
الظالم البطاش؛ علا صراخ أولئك الصحابةِ أنفسهِم، محذّرين من الفتنة والخروج على
إمام المسلمين يزيد الفاسق!
بل قال أحد كبار هؤلاء الصحابة وفقيههم، في ذلك
الزمان، سنة (63 هـ): «إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ).
وَإِنَّا
قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ «يزيدَ بن معاويةَ» عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ،
وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْراً أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللهِ
وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَداً
مِنْكُمْ خَلَعَهُ، وَلَا بَايَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، إِلَّا كَانَتْ
الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ» أخرجه البخاري في كتاب الفتن (7111) ومواضع،
ومسلم في الجهاد (1735).
أجلْ هكذا هم الناسُ، كانوا في زمان النظام النصيريّ
الطائفيّ، دون القِطَطِ في رفع أصواتهم، فلما شاهدوا الرحمةَ والإحسانَ والرفقَ؛
بطروا معيشَتَهم، وحنّوا إلى نظام الظلمِ والقهر والاستبداد؛ لأنّه يسمح لهم
بالفجور والفسوق وعصيان الله تعالى!
وأصبحوا يريدونَ مشاركةً في الحكمِ، ويرفضون
الدولةَ الإسلاميّةَ، ويهددون بالثورة المضادّة!
وإنني أنصحُ رجالَ الإدارةِ السياسيّةِ الجديدةِ -
وفّقهم الله تعالى - أنْ يتسامحوا مع هؤلاء أكثرَ وأكثرَ، وأن يحيطوا بهم على حين
غرّةٍ، بكتيبةٍ من الجنود المؤمنين، وأن يصوّروهم، ويطلبوا منهم هويّاتهم، وأرقام
هواتفهم، وعناوين بيوتهم، ثم لا يسيؤوا إلى أحدٍ منهم بكلمة أبداً!
وسيرون أنّهم بعد هذه الصَوْلة الصغيرةِ؛ سيقبعون
في جحورهم، ويلزمون أدبَهم، ويعرفون أنّ جنودَ اللهِ لا يغفلون عنهم، إنما
يتغافلون على مبدأ قول الله تعالى:
(فمهّلِ الكافرينَ، أمهلّهم رويداً).
ختاماً: أنا - واللهِ - لا أعرف التوجّهَ الفكريَّ
للقيادةِ السوريّة المؤقّتة الجديدةِ.
أمن السلفيين الجهاديين هم، أمْ هم من الإخوان
المسلمين، أم من الصوفيّة!
ومن أيّ هذه التوجّهاتِ كانوا؛ فهم مسلمون مجاهدون
شجعان، أكرمهم الله تعالى بتحرير سوريّا من استعمارٍ غاشمٍ ظالمٍ قاتلٍ، دام قرابةَ
ستّينَ عاماً (1963 - 2024م) من تاريخ سوريا الحبيبةِ الجميلةِ المِعطاء!
جزاهم الله تعالى عنّا، وعن السوريين جميعاً
الجزاءَ الأولى، وقبّح الله وجوهَ أولئك المتظاهرين العلمانيين (وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً).
أجلْ أيّها الأشرار، اعلموا أنكم متى تماديتم،
وأصررتم على تعريضنا لسخطِ الله تعالى؛ فهذا هو المصير!
والله تعالى أعلم.
والحمدُ لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق