الجمعة، 20 ديسمبر 2024

   بعيداً عن السياسة اللعينة:

يحبون الحاكمَ الظالمَ الفاسقَ!
بسم الله الرحمن الرحيم
دخل القائد (أحمد بن حسين الشرع) دمشق ساجدا لله تعالى، متأسيا بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عندما فتح مكة المكرمة.
وعامل الناس بأدب ولطف وكياسة، شهد بها الجميع!
وما هي إلا أيام معدودات، حتى علا صراخ النصيريين بالتهديد والوعيد والثورة المضادة!
وعلا صراخ الفنانات (.؟.؟.!) رافضاتٍ الدولة الدينية، أو الدولة الإسلامية!
وعلا صراخ العلمانيين والملاحدة، يرفضون الدولة الإسلامية رفضا قاطعا... إلخ.
لماذا صنعوا ذلك؟
لأن الثوارَ الفاتحين دمشقَ عاملوهم بلطف وأدب وتسامح!
ولو عاملوهم بحزمٍ وشدة وقسوة؛ لانكفؤوا في جحورهم المنتنة، من روائح ضلالهم وبعدهم عن الله تعالى.
يذكرني هذا الموقف الذي نعايشه اليوم بموقفِ بعضِ الصحابةِ من الإمام الحق، علي بن أبي طالب عليه السلام.
إذْ لم يُكرِهْ أحداً على مبايَعَتِه. ولم يُكرِهْ أحداً على قتال البغاة والناكثين معه.
بل ولم يمنع الذين ثاروا عليه فيما بعد من السفر حيث يشاؤون، وهم يعلم أنهم لا يريدون العمرة، إنما يريدون الخروجَ والفتنة، حتى غدا مثلاً قول بعضهم: (أطمعهم حلم ابن أبي طالب(!

عندما جاءت نوبة الحكم والسلطة إلى يزيد بن معاوية الظالم البطاش؛ علا صراخ أولئك الصحابةِ أنفسهِم، محذّرين من الفتنة والخروج على إمام المسلمين يزيد الفاسق!
بل قال أحد كبار هؤلاء الصحابة وفقيههم، في ذلك الزمان، سنة (63 هـ): «إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

 وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ «يزيدَ بن معاويةَ» عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْراً أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَداً مِنْكُمْ خَلَعَهُ، وَلَا بَايَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، إِلَّا كَانَتْ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ» أخرجه البخاري في كتاب الفتن (7111) ومواضع، ومسلم في الجهاد (1735).

أجلْ هكذا هم الناسُ، كانوا في زمان النظام النصيريّ الطائفيّ، دون القِطَطِ في رفع أصواتهم، فلما شاهدوا الرحمةَ والإحسانَ والرفقَ؛ بطروا معيشَتَهم، وحنّوا إلى نظام الظلمِ والقهر والاستبداد؛ لأنّه يسمح لهم بالفجور والفسوق وعصيان الله تعالى!

وأصبحوا يريدونَ مشاركةً في الحكمِ، ويرفضون الدولةَ الإسلاميّةَ، ويهددون بالثورة المضادّة!

وإنني أنصحُ رجالَ الإدارةِ السياسيّةِ الجديدةِ - وفّقهم الله تعالى - أنْ يتسامحوا مع هؤلاء أكثرَ وأكثرَ، وأن يحيطوا بهم على حين غرّةٍ، بكتيبةٍ من الجنود المؤمنين، وأن يصوّروهم، ويطلبوا منهم هويّاتهم، وأرقام هواتفهم، وعناوين بيوتهم، ثم لا يسيؤوا إلى أحدٍ منهم بكلمة أبداً!

وسيرون أنّهم بعد هذه الصَوْلة الصغيرةِ؛ سيقبعون في جحورهم، ويلزمون أدبَهم، ويعرفون أنّ جنودَ اللهِ لا يغفلون عنهم، إنما يتغافلون على مبدأ قول الله تعالى:

(فمهّلِ الكافرينَ، أمهلّهم رويداً).

ختاماً: أنا - واللهِ - لا أعرف التوجّهَ الفكريَّ للقيادةِ السوريّة المؤقّتة الجديدةِ.

أمن السلفيين الجهاديين هم، أمْ هم من الإخوان المسلمين، أم من الصوفيّة!

ومن أيّ هذه التوجّهاتِ كانوا؛ فهم مسلمون مجاهدون شجعان، أكرمهم الله تعالى بتحرير سوريّا من استعمارٍ غاشمٍ ظالمٍ قاتلٍ، دام قرابةَ ستّينَ عاماً (1963 - 2024م) من تاريخ سوريا الحبيبةِ الجميلةِ المِعطاء!

جزاهم الله تعالى عنّا، وعن السوريين جميعاً الجزاءَ الأولى، وقبّح الله وجوهَ أولئك المتظاهرين العلمانيين (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً).

أجلْ أيّها الأشرار، اعلموا أنكم متى تماديتم، وأصررتم على تعريضنا لسخطِ الله تعالى؛ فهذا هو المصير!

والله تعالى أعلم.

والحمدُ لله على كلّ حال.

السبت، 14 ديسمبر 2024

  بعيداً عن السياسة اللعينة:

مُشكلتك مع مَن؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب إلي يقول: (قرأت لك منشورات متعددة، تقول فيها: إنك لست سنيّاً، ولا شيعيّاً ولا إباضيّاً.
ومرّةً تقول بوضوح أكثرَ من هذا: إنك لست سنياً، ولا زيدياً ولا إسماعيلياً ولا إمامياً ولا إباضياً.
وقرأت لك عددا من المنشورات تقول فيها: أنا سني، وأنا شيعيٌّ بآن واحد.
وقرأت لك منشورا تقول فيه: «أنا شيعي حقاً»!
فما مذهبك أنت على الحقيقة، ومشكلتك مع من)؟!
أقول وبالله التوفيق:

أوّلاً: الفقير عداب ولد في الشهر الثاني من عام (1369 هـ) بدأت والدتُه الحافظةُ لكتاب الله جلّ وعزّ تعلّمه ما تعلمه من الدين، منذ بدأ ينطق!

فهو لم يمرّ عليه يومٌ من حياتِه التي يدركُها ويعقلها؛ لم يكن يطلبُ فيه العلم!

بيد أنّه لا يتذكّر أشياءَ قبل الرابعة من عمره.

وفي السنة السادسة من عمره، كان يحفظ جزءَ (عمّ يتساءلون) ويحفظ شعرَ الحكمةِ للإمام عليّ والإمام الشافعيّ، ويتقن الطهارة والوضوءَ والصلاةَ، وكان يصومُ شهرَ رمضانَ تامّاً، وبعده يصوم مع والدتِه ستّةَ أيّام البيض، متفرّقات!

ومنذ السنةِ الخامسة من عمره؛ كانت والدتُه أوكلت أمرَ تعليمه إلى الشيخ عارف النوشي، وكان بيته مقابلاً لبيتنا تماماً، وكان الشيخ عارف شيخَ كتّابٍ، يعلّم الناس بالأجرةِ، رحمه الله تعالى، وكان الشيخ عارف يعلمه التلاوةَ والعربية والحسابَ.

وفي الصفّ الرابع الابتدائيّ أضافت والدتُه لتعليمه شيخا آخر، هو الشيخ نايف النوشيّ، شقيق الشيخ عارف، كان يعلّمه الفقه الشافعيَّ والفقه الحنفيَّ والأخلاقَ والآداب، رحمه الله تعالى.

واستمرّ الفقير عداب يتلقى العلوم على أيدي العلماء إلى يومِ الناسِ هذا، وقد مضى من عمره سبعٌ وسبعون سنة هجريّة!

أوّلَ من أمسِ طلبتُ من شيخٍ، هو من جيلِ أوسط أولادي؛ أن يعلّمني علم الفلك، الذي لا أعرفه البتة!

هذا يعني أنني أطلب العلم أكثر من سبعين عاماً، في الحدّ الأدنى!

فهل طلبَ واحدٌ من أئمة الإسلامِ العلمَ أكثرَ من هذه السنوات الطويلة؟

ثانياً: من حقّ كلّ إنسانٍ أن يقول: ليس المهمّ كثرةَ سنواتِ التحصيلِ، إنما المهمُّ المؤهّلات العلمية.

وجوابُ ذلك أن أقول: عندما تهيّات لي ظروفٌ يسيرة جدّاً، وليست ملائمةً تمام الملاءمة المعيشيّة؛ تخرّجت بمرحلة البكالوريوس في جامعة أمّ القرى المباركة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

وأكثر المسابقات التي كانت الجامعة تجريها؛ كنتُ الفائز الأوّل بفروعها!

«القرآن الكريم، الخطابة، الشعر، البحث العلميّ، القراءة الحرّة» إلخ.

وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه بتقدير ممتاز أيضاً، وكتبت كتابةً - وليس تحقيقاً - في هاتين الدرجتين (5000) صفحة علميّة محكّمة، فهل كتب أيّ باحثٍ على وجه الأرض خمسة آلاف صفحة، في دراسته الجامعيّة؟

أنا لا أدري، لكنْ إن وُجدَ؛ فلا أظنهم يبلغون تسعةَ أفرادٍ، أنا عاشرهم!

ثالثاً: يقول أهل العلم: أصول الاجتهاد ثلاثة علوم:

(1) إتقان آيات الأحكام، حفظاً وتفسيراً وفقهاً.  

(2) إتقان أحاديث الأحكام، حفظاً ولغةً وفقهاً.

(3) إتقان أصول الفقه.

فهل الفقير عداب، لا يتقن هذه المتطلّبات اليسيرة، أو هو يتقن أضعافها مضاعفة؟

رابعاً: الفقير عداب مجازٌ بالمعقول والمنقول، من علماء كبارٍ، منهم الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم الزلمي، ومجاز بالفتوى من علماء آخرين، منهم الشيخ محمد الحافظ التجاني.

خامساً: الفقير عداب أحدُ أفراد هذا العصر في «علم نقد الحديث» وقد كتب فيه وحقّقَ أكثرَ من عشرين ألف صفحة!

سادساً: الفقير عداب درسَ مذاهب أهل السنّة الاعتقاديّة كلّها «الأشعرية والماتريدية والسلفية والتيمية والوهابية، ومذهب ابن حزم»

ودرس المذاهب الفقهية الأربعةَ، ومذاهب ابن حزمٍ، وابن تيمية وابن القيّم.

ودرس المذهب الزيديّ، والمذهب الإماميّ، والمذهب الإباضيّ، عقائد وفروعاً.

ودرس المذاهب الإنسانية على مدار تاريخها في كتب كثيرة، منها قصّة الحضارة للكاتب «وول ديورانت» والموسوعة الفلسفية، ةالموسوعة الميسرة في المذاهب والأديان وغيرها كثير!  

فإذا لم يجزِ الاجتهادُ لمثلِه؛ فمن الذي يجوز له الاجتهادُ في عصرنا هذا؟

سابعاً: العالم الدينيّ يَعنيه من علومِه الحقُّ والصوابُ، والسياسيُّ يعنيه دوامُ ملكِه واستقرار مجتمعه، ولأنّه يملك القوّةَ التي تقهر العالم؛ فهو لا يقبل من العالم إلّا أن يخضع لأهدافِه ومصالحِه، وليس لدى أيّ حاكمٍ قديماً وحديثاً أيُّ حرجٍ في ضربِ وسجنِ وقتل أكبر عالم في بلاده، إذا لم يخضع لسلطانه، مع أنّ الأصل في الإسلامِ أن يكون العالم هو الحاكم!

ثامناً: عدابٌ من أهل العلم، وليس من أهل السياسة، ومذاهب الإسلام كلّها، من دون استثناء صنعتها في الماضي السياسة:

المذهب الحنفي صنعته السياسة!

المذهب المالكيّ صنعته السياسة!

المذهب الشافعيّ صنعته السياسة!

المذهب الحنبليّ صنعته السياسة!

والمذاهب غير السنيّة صنعتها السياسة أيضاً.

وما تزال السياسة تستخدم المذاهب، وما تزال المذاهب تستقوي بالسياسة!

تاسعاً: لا يخفى على مثقّف؛ أنّ الصراعات السياسية بين الدول؛ لم تتوقف منذ بدء التاريخ، وحتى اليوم!

فإذا اعتدى الشيعةُ على حدود الدولة العثمانية؛ كان مشايخ إسلامها جاهزينَ لإصدار الفتاوى بتكفير الشيعة واستحلال دمائهم!

وإذا أرادت الدولة العثمانية أن تتوسّع على حدود الدولة الشيعية في إيران؛ كان مراجع الشيعة جاهزين لإصدار الفتاوى بتكفير النواصبِ، واستحلال دمائهم، ونبش قبور مُعظّميهم!

ماذا يعني هذا للفقير عداب؟

عاشراً: الفقير عداب ينظر إلى جميعِ الدولِ نظرةً واحدةً، جميعها حكوماتٌ متغلّبة غير شرعيّة، يستوي في ذلك الإمبراطوريّة الأموية، والعباسية، والسلجوقية، والأيوبية والمملوكية والعثمانية، وجميع الممالك الشيعية: الزيدية والإمامية والإسماعيليّة، والإباضية كذلك!

وإذا كان لا يقدّس هذه الإمبراطوريّات، ولا يوقّر فتوحاتِها وحروبَها في سبيل توسيع المساحات التي تحكمها بقوة الحديد والنار؛ فطبيعيّ جدّاً أنْ لا يوقّر تلك المذاهبَ التي تقرّرت وتحرّرت واستقرّت - كما يقولون - تحت سلطانها!

الحادي عشر: إذا استثنيها المسائلَ التي كان للسياسة يدٌ في زرعها في كتب الفقه الإسلاميّ؛ فجميع فقهاء الإسلام الذين قرأت فقههم؛ يريدون نصرةَ الإسلامِ، ويريدون تعبيدَ الناسِ لله ربّ العالمين؛ وَفقَ مرادِ الله تعالى، في حدود فهومهم واجتهاداتهم!

يستوي في ذلك علماء أهل السنة بمذاهبهم، وعلماء الشيعة بمذاهبهم، وعلماء الإباضيّة!

وقد حضرت على شيخي مفتي سلطنة عمان في مسجد السلطان قابوس، بمدينة مسقط عام (2004م) طيلةَ وجودي هناكَ، فما سمعته قال كلمةً واحداً يشمُّ منها الخروج على الدين، أو الإضرار بوحدةِ المسلمين البتّة!

من وراء عمري الطويل (77) سنة، ومن وراء تواصلي مع علماء المذاهب الإسلامية، ما عدا الإسماعيليّة، فلم أجتمع بواحدٍ من صغارهم فضلاً عن كبارهم؛ غادَرَ عقلي وفكري وسلوكي الاعتقادُ بأنّ «أهل السنّة» هم أهلُ الحقّ، ومن سواهم أهل بدعة، أوضلال، أو كفر، وجانبني تماماً فكرةُ «التكفير الجماعي»: الشيعة الإمامية كفّار، الإسماعيلية كفار، النصيرية كفار، الدروز كفّار، واستقرّ لديّ أنّ جميع أتباع هذه المذاهب جهّال، يجب تعليمهم ودعوتهم والصبر عليهم، حتى يستطيعوا مجاوزَةَ «العقل الجمعي» في مجتمعاتهم!

الثاني عشر: لا يوجدْ دولةٌ على وجه الأرض اليوم، تحكم بالإسلام، لا من دول أهل السنّة، ولا من دول الشيعةِ، فإذا وُجدَتْ دولة تحكم بالإسلام؛ فيجب عليها وجوباً شرعيّاً حازماً؛ أن تنشئ مؤسّسة تدعى «مؤسسة حوار الأديان والمذاهب الوطنيّة» يعني الأديان والمذاهب الموجودة في بلدٍ مثل سوريّا مثلاً!

ويكون أعضاءُ هذه المؤسسة المؤسّسون؛ هم كبار علماء المسلمين والنصارى واليزيدية والدروز وغيرهم، إذا كان يوجد غيرهم.

وظيفةُ هذه المؤسسة الأولى؛ الوصولُ إلى الحقّ، وليس (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ).

وأنا على يقينٍ بأنّ هذه المؤسّسة؛ سيطّلع أعضاؤها علماءُ سوريّا بطوائفها على حقائق الإسلامِ الصحيح، الذي لدى أهل السنّة أكثرُه بيقين!

فأنا الفقير عندما أقول: أنا سنّي؛ فأنا سنيٌّ حقّاً، أبواي سنيّان، وأجدادي كذلك!

وشيوخي من أهل السنة، وثقافتي سنيّة، ومؤلّفاتي الكثيرة سنيّة، فأنا لم أحتجَّ في كتبي كلّها بجملة واحدةً من كتب «الزيدية - الإمامية - الإسماعيليّة - الإباضيّة».

وعندما أقول: أنا شيعيٌّ؛ فأنا شيعيٌّ حقّاً أيضاً، حسبَ تصنيفِ أهل السنّة أجمعين!

- أهل السنّة يقولون: جميع الصحابة عدولٌ، وأنا أقول: في جيل الصحابة مَن ليس بعدلٍ!

- أهل السنّة يقولون: جميع الصحابة في الجنّةِ، وأنا أقول: في جيل الصحابة مَن سيدخل النار!

- أهل السنّة يقولون: أبو بكر اختير خليفةً بإجماعِ الصحابة، وأنا أقول: «كانت بيعة أبي بكر فلتةً وقى الله شرّها».

-أهل السنّة يقولون: أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ، وأنا أقول:

ليس لدى أهل السنّة دليلٌ صحيح صريح على هذا الكلام، وأنا أجعل أهلَ البيتِ طرفاً في الصحابةِ، وأجعل بقيّة الصحابةِ طرفاً آخر، رضي الله عنهم وأرضاهم.

وأفضل الأمّة عندي: الرسولُ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم الإمام عليّ ثمّ الحسن ثم الحسين ثم السيدة فاطمة، ثمّ السيدة خديجة، عليهم الصلاة والسلام.

وأرى ترتيبَ الأفضليّة على حسبِ الترتيبِ السياسيّ؛ خطأٌ سياسيٌّ هو الآخر!

أرجو أن يكون هذا بياناً واضحاً صريحاً، عن شخصية الفقير عدابٍ ومعتقداته في آخر عمره!

فإذا كان المجتهد يعذَر باجتهاده؛ فأنا أدّعي الاجتهادَ في هذه المسائلِ وغيرها، فاعذروني!

وإنْ كان لا يسعُ المجتهدَ الاجتهادُ خارجَ السور الطائفيّ القبيحِ عندي؛ فلأهل السنّة أن يصدروا عليّ الحكمَ الطائفيّ الذي يرون، وللشيعة أيضاً، وكذلك للإباضيّة.

هل عرفتم مشكلتي مع مَن؟

مشكلتي مع علماءِ الإسلامِ، الذين يدّعون امتلاكَ الحقِّ والحقيقةِ، وما هم إلّا مقلّدون، عابَ الله تعالى عليهم تقليدهم!

والله تعالى أعلم.

والحمد لله على كلّ حال.

 

 

 

 

       

 

 

السبت، 7 ديسمبر 2024

  مَسائِلُ مِن الفِقْهِ والأُصولِ:

لَنْ تُسبَى زينب مرّتين!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

كتب إليّ أحد الإخوةِ المعتدلين من الشيعةِ يقول: «قتل الإرهابيّون في سوريّا مسلماً بريئاً لأنّه شيعيٌّ فحسب!

قلت له: وما الذي جاء بهذا الشيعيِّ من إيران ليشاركَ في قتل مليون مسلمٍ بريءٍ؛ لأنهم من أهل السنّة فحسب؟

قال: هم جاؤوا لحماية المراقد المقدّسة - قبر السيدة زينب، وقبر السيّدة سكينة!

قلت له: كان مرقد السيدة زينب موجوداً قبل حكم آل الأسد عام (1970)؟

قال: طبعاً كان قبل ذلك بمئات السنين!

قلت له: مَن كان يحميه قبل حكم (آل الأسد)؟

قال: الله تعالى كان يحميه!

قلت له: وهل تخلّى الله تعالى عن حماية قبر زينب وقبر سكينة وقبر عاتكة... وو وأوكل ذلك إلى حافظ الأسد وابنه بشّار؟

أيها الإخوة الكرام: العالم والمثقّف والجاهلُ؛ كلّ واحدٍ منهم في الشريعة والقانون مسؤولية أفعالِه، بمعنى آخر: إذا قتل العالم مثل إذا قتل المثقف، مثل إذا قتل الجاهل!

لأنّ حرمةَ القتلِ من المعلوم من الدين بالضرورة.

الشيعة الرافضة في إيران وغير إيران احتلّوا سوريّا قرابةَ نصف قرنٍ من الزمان، وقتلوا إبّان ثورة الشعب على النظام النصيريّ الطائفيّ المجرم، عام (2011) فما بعد قرابة مليون مسلم سنيّ، وقتلوا من «الإرهابيين القاعدة» أكثر قليلاً من ألف رجل!

نحن السوريين كلّنا لا نقبلُ ولن نقبلَ في المستقبلِ بدينكم الرافضيّ المغالي أبداً، ولن نسمح بتمدّده وانتشاره في بلادنا، بأيّ وسيلة مشروعة ممكنة؛ لأنّه ليس بدين الله ولا دين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم البتّة، هكذا أنا أعتقد، فضلاً عن السوريين الذين يرفضون كلمة «التشيّع» من أصلها، بل هي عندهم تهمة!

ثمّ مادمتم تعظمون دولكم وأنظمتكم الظالمة الفاسدة؛ فالزموا حدودَكم، وانشروا رفضكم في بلادكم، وقدّسوا هذه القبورَ وتلك الأضرحة، كما تشاؤون، أنا والسوريون جميعاً معي؛ نعتقد أن تعظيم القبور حرام، ونعتقد أنّ تشييد المقامات والأضرحة حرام، ونعتقد أنّ هدمَ هذه المقامات والأضرحةِ مندوبٌ إليه، وعلى وليّ أمرِ المسلمين أن يقوم بهدم جميع القبور المرتفعة، وتسويتها بالأرض، ونعتقد أنّ زيارة القبر تكون للعبرة والعظة والدعاء لصاحبه ولمحبّته أيضاً، وليس في ثواب زيارة القبور، من هذه الروايات المبالغ فيها أيّ حديث صحيح!

بل حتى زيارة قبرِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؛ لا يصحّ أيّ حديثٍ في بيان ثوابها أصلاً.

جاء في المكاسبِ المحرّمة للسيّد الخميني (مسألة (171): «ولعلّ أمره صلّى الله عليه وآله وسلم بهدم القبور لأجل تعظيم الناسِ إيّاها بنحو العبادة للأصنام.

وكانوا يَسجدون عليها، كما يُشعر به بعضِ الروايات الناهيةِ عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وآله قبلة ومسجداً.

فعن الصدوق قال: قال النَبيُّ صلّى الله عليه وآله: (لا تَتخذوا قبري قبلةً ولا مَسجداً؛ فإنّ اللهَ عزَّ وجلَّ لعن اليَهودَ حيثُ اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ)

ويَشهد له بَعْدُ: (بعثُ رسول الله صلى الله عليه وآله أميرَ المؤمنين لهدمِ القُبورِ، وكسرِ الصُوَر «التماثيل» لكراهَةِ بَقائهما» انتهى.

وسئل المرجع الدينيّ أبو القاسم الخوئيّ: «سؤال (175): هل يجوزُ بناءُ القُبورِ أرفعَ مِن أربعِ أصابِعَ، أو شِبرٍ، أو ذِراعٍ»؟

فأجاب السيّد الخوئيّ: «نَعمْ على كراهةٍ في الأخيرَين».

فأهل السنّة والشيعة والإباضيّة متّفقون على أنّ القبرَ لا يرفع عن الأرض أكثرَ من أربع أصابع، أو شبر!

فلنفترض أنّ ثوّار سوريّا الرافضين لدين النصيريّة ودينكم الرافضيّ هدموا قبر زينب، أو هدموا قبر سكينة، أم هدموا قبر عاتكة، أم هدموا قبر حافظ أسد وقبّته اللعينة، من دون نبشٍ، ولا رمي نجاسةٍ عليه، فهل عليهم من إثم؟

إذا أذن لهم قائدهم بذلك؛ فليس عليهم في ذلك أيّ إثم!

هذا الحكم الشرعيّ عند عداب الحمش!

أمّا الحكم المصلحيّ، فيقول غير ذلك!

الحكم المصلحيّ يقول: ما دامت النفوس غاضبة، وما دامت القلوب تغلي بالأحقاد والغضب والإحباط؛ فننصح إخواننا المجاهدين بأنْ لا يلتفتوا إلى مثل هذه الأمور أصلاً، وأن يبتعدوا عن أيّ أمرٍ يثير الحساسيةَ وزيادةَ الفرقة في المجتمع السوريّ.

وعليهم أنْ لا يَقتلوا أحداً من أسرى النظام، أو أسرى الرافضةِ المستوردين من كلّ بقاع الأرض، حتى لو قتلَ أحدهم واحداً منكم أمامَه، إنما يسجنونه ويطعمونه ويسقونه ويدفؤونه، حتى تسكن الثائرةُ، وتضع الحرب أوزارَها، عندها يعرض هؤلاء الأسرى المجرمون على المحاكم الشرعيّة، وما يحكم به القضاءُ تنفّذه السلطة التنفيذيّة، والسيّدةُ زينبُ لم تسبَى، ولن تُسبى مرّةً ولا مرتين.

والله تعالى أعلم.

والحمد لله على كلّ حال.

الجمعة، 6 ديسمبر 2024

  مَسائلُ حديثيةٌ:

بين الذهبي وابن حجر في الميزان!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرت في منشور سابق أن الإمام الذهبي، حاول أن يجمع الرواة الضعفاء، من كتب الرجال العامة المعروفة، من مثل:

التاريخ لابن معين، برواياته العديدة.

التاريخ الكبير للبخاري.

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.

التاريخ الكبير لابن ابي خيثمة.

وغيرها كثير.

 ومن كتب الضعفاء الخاصة، من أمثال:

كتاب الضعفاء للبخاري.

كتاب الضعفاء لأبي زرعة الرازي.

كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي

كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي.

كتاب المجروحين من المحدثين لابن حبان.

كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي.

وغيرها من كتب الضعفاء الكثيرة.

أراد أن يجمع في كتابه «ميزان الاعتدال» أسماء الرواة الضعفاء، وما يتعلق بهم من ترجمةٍ معرفية، وأبرزِ أقوال علماء الجرح والتعديل فيهم، وأخصِّ أسباب تضعيفهم، ونماذج من مروياتهم المنكرة.

مع الاختصار والتلخيص والمقاربة بين أقوال النقاد في الراوي الواحد.

قال رحمه الله تعالى في خطبة كتابه «ميزان الاعتدال في نقد الرجل» (ص: 46):

« وقد احتوى كتابي هذا:

(1)على ذكر الكذّابين الوضّاعين المتَعمّدين، قاتلهم الله.

(2) وعلى الكاذبين في أنّهم سمعوا، ولم يكونوا سمعوا.

(3) ثم على المتّهمين بالوضع أو بالتَزوير.

(4) ثم على الكذّابين في لهجتِهم، لا في الحديث النبوي.

(5) ثم على المتروكين الهَلْكى، الذين كثُر خطؤهم، وتُرِك حديثُهم، ولم يُعتمَدْ على روايتهم.

(6) ثم على الحفّاظ الذين في دينهم رقّة، وفي عدالتهم وَهْن.

(7) ثم على المحدّثين الضعفاءِ، من قِبَلِ حِفظهم، لهم أغلاطٌ وأوهام، ولم يُترَكْ حديثُهم، بل يُقبل ما رَوَوْه في الشواهد والاعتبارِ بهم، لا في «أصول الدين» والحلال والحرام.

(8) ثم على المحدّثين الصادقين، أو الشيوخِ المستورينَ، الذين فيهم لِينٌ، ولم يبلغوا رُتبةَ الإثبات المتقنين.

(9) ثم على خَلقٍ كثيرٍ من المجهولين، ممّن يَنصّ أبو حاتم الرازي على أنه مجهول، أو يَقول غيره: لا يُعرَفُ، أو فيه جَهالةٌ أو يُجَهَّل، أو نحو ذلك من العباراتِ، التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق، إذ المجهولُ غيرُ مُحتجٍّ به.

(10) ثمّ على الثِقات الأثبات الذين فيهم بدعة، أو الثقاتِ الذين تَكَلّم فيهم مِن لا يُلتَفَت إلى كلامه في ذلك الثقة، لكونه تَعنَّت فيه، وخالفَ الجمهورَ من أُولي النَقدِ والتحرير، فإنّا لا ندّعي العِصمةَ من السهو والخطأ في الاجتهادِ، في غير الأنبياء».

والضعفاء والمجروحون الذين ترجم لهم الذهبيّ في كتابه هذا؛ فيهم عددٌ كبيرٌ من رواة الصحيحين، وعددٌ أكبر من رواة السنن، وعدد كبيرٌ ممن ليس لهم رواية في الكتب الستّة!

قال الذهبيّ رحمه الله تعالى في خطبة ميزانه (ص: 46): «استخرت اللهَ عزّ وجَلَّ في عَمَلِ هذا المصنّف، ورتّبته على حروف المعجمِ، حتى في الآباءِ، ليَقرُبَ تَناوُله.

ورمزت على اسم الرجل مَن أخرج له في كتابه من الأئمّةِ الستة: «البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائيّ، والترمذي، وابن ماجه» برموزهم السائرة، فإن اجتمعوا على إخراج رجلٍ؛ فالرمز (ع) وإن اتفق عليه أرباب السنن الأربعة «دون الصحيحين» فالرمز (عو)».  

فماذا صنع الحافظ ابن حجر؟

للحافظ ابن حجرٍ كتابان ذوا صلةٍ بالميزان:

أحدهما: تهذيبُ تهذيب الكمال، ويعرف اختصاراً «تهذيب التهذيب».

هذا الكتاب يختصّ برواة أصحاب الكتب الستة في مصنّفاتهم الحديثية.

أودع في هذا الكتابِ خلاصةَ أقوال الذهبيّ في الميزان، وزاد عليه من لدنه كلاماً علميّاً كثيراً، وهذا شأن العالم المتأخّر، يفيدُ من جهود من سبقه من العلماء، وينبّه على أخطائهم، ويزيد على ما عندهم ما يقدر عليه.

وهذا الكتابُ مطبوع طبعاتٍ عديدةً، ومحقّق تحقيقات عديدةً أيضاً، ويعرفه طلّاب العلم.

والكتاب الثاني: لسان الميزان، ويختصّ هذا الكتابُ بجمع الرواة الضعفاء، ممّن لم يخرّج لهم أصحاب الكتب الستّة في مصنّفاتهم.

ومنهج الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب؛ أخصّ من منهجه في كتاب «التهذيب» فإنّه اقتصر فيه على ترجمة الضعفاء من الرواة الذين ليسوا في تهذيب الكمال، ونقل عبارة الذهبيّ بتمامها غالباً، ثم زاد عليه إضافاتٍ حديثية نقديّة، إن وجد شيئاً من ذلك، ويتعقّبه ويصوّب له ما وقع فيه من أخطاء، من وجهة نظره.

وهذا الكتابُ مطبوع طبعاتٍ عديدةً، ومحقّق تحقيقات عديدةً أيضاً، وأفضل طبعاته، تلك التي حقّقها شيخنا عبدالفتّاح أبو غُدّة، رحمه الله تعالى، وراجعها ولده الدكتور سلمان. والكتاب معروف لدى طلّاب العلم طلّاب العلم.

هذه التعقّباتُ التي سطرها الحافظ ابن حجر على الإمام الذهبيّ في كتاب اللسان؛ قام باحثٌ جادّ، فتتبّعها وجمعها، وأخرجها لنا في بحثٍ علميّ ماتع محكّم، كان «أطروحته» للحصول على درجة الدكتوراه.

عنوان الكتاب (تعقّباتُ الحافظ ابنِ حجرٍ في اللسان على الإمام الذهبيّ في الميزان).

والباحث هو الدكتور السيّد عمر بن حسن بن محمّد الحسينيّ الصُمَيدعيّ.

صدرت طبعةُ هذا الكتابِ الأولى، عن دار الفتح للدراسات والنشر في الأردنّ، عام (2021).

وكانت جملة الكتاب (415) صفحة من القطع المتوسّط (17× 24) منها (43) صفحةً من الفهارس المفيدة (372 - 415).

وفي خاتمة الكتاب (ص: 369 - 372) إحصائيّات جميلةٌ فصّلت أعداد تعقّبات ابن حجر على الذهبيّ، وأنواعها.

ولم يكتف الباحث الشريف بهذا الجمع والترتيبِ، إنّما قام بدراسة ما بين يديه، وتعقّب الحافظين الذهبيّ وابن حجر، في جميع تلك التراجم، فصوّبَ الذهبيَّ حيناً، وصوّب ابن حجر في أكثر الأحيان.

كتاب الشريف حاتم العوني، وكتاب الشريف الصميدعيّ؛ يحتاجان إلى عددٍ من المقالاتِ التوضيحيّة، وبيانِ قيمتهما العلميّة، في ضوء قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم (وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)!

أنا الفقيرُ أصفُ كتاباً بين يديّ، اطّلعت عليه، وأفدتُ منه، بيد أنني لا أعرف مصنّفه، ولم أسمع باسمه قبل حصولي على هذا الكتابِ، من معرض الكتاب في «استانبول».

جزاه الله تعالى على هذا الجهد المبارك خير الجزاء.

والحمد لله على كلّ حال.

الخميس، 5 ديسمبر 2024

  اجتماعيات:

تَحريرُ مَدينةِ حماةَ مِن الغاصِبينَ !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) [النصر].

(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

(الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).

(الْحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

(الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور).

(حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا؛ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً، فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

الحمد لله حمداً كثيراً، طيّباً مباركاً فيه، كما يشاء ربنا ويرضى.

الحمدُ الذي الذي أنعم الله علينا بتحرير حلبَ الشهباء، وإدلب الخضراء، وحماةَ أمّ الفداء، من أيدي الظالمين المجرمين الغاصبين الأعداءِ.

وأسألُ الله تعالى أن يمنّ على المجاهدين الأبرار والثوّار الأحرارِ، بتحرير كلِّ شبرٍ من أرض سوريّا الحبيبةِ من الحسكةَ، وحتى الجولان الحبيب.

اللهم تقبّل قتلاهم في الشهداء، واكتب لجرحاهم ومصابيهم الشفاء، وعافنا وإيّاهم من كلّ بلاء.

اللهم لا ترفع للظالمين راية، ولا تحقّق لهم غاية، واجعلهم عبرةً لكلّ ظالمٍ ذي عِماية.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182).