الأربعاء، 23 يوليو 2025

  قطوف من الآلام!؟

هِياجُ الذكرياتِ!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وَضْع العجوزِ الصحيّ؛ لا يحتاجُ إلى توضيحٍ، وسُهادُه غنيّ عن التفسير!

فإذا انضافَ إلى آلام كلِّ سُلامَى من سَلامِياتِه؛ أشجانٌ تَهرفُ بإيقاعٍ يُرهقُ أعصابَ السمعِ المنهكةِ، كأنّه رُعودٌ؛ كيف بك والحالةُ هذه أن تَسْكُنَ، فضلاً عن أنْ تنام؟

أُصبتُ في المدينةِ المنوّرة، عام (1402 هـ) بإنزلاقٍ غضروفيّ في فقرات ظهري السفلى، ظللتُ أعاني منه سنين!

أمّا الآن.. الآن لديّ سبعُ فقراتٍ مصابةٍ، ما بين عنقي وعَجُزي!

ناهيكَ عن الأمراضِ والأدواءِ والأحزان!

أجلْ لعلَّ للأحزانِ النصيبَ الأوفى في غزوِ الأسقام جسميَ القويَّ المتين! 

ظِلالٌ ذُكاءٌ، والحسينُ، وأحمدٌ

عَليٌّ، وزيدٌ، خالدٌ، أيُّ غارِم

«اللهمَّ لا شَكوى»!

رُحتُ أقلّب صفحاتِ «النت» باحثاً تحت عنوان (سوريّا الآن) فظهرَتْ أمامي مُقابلةٌ لاثنينِ من أشهرِ «المُنشدينَ السوريين» أحدهما دمشقيّ، والآخر حمويّ!

سألَ الحمويُّ الدمشقيَّ أنْ يُنشدَ له الأبياتِ التي أنشدها يوم توفيت ابنتُه بوباء (الكورونا) فانبرى المنشدُ الدمشقيّ يبكي على ابنته الصغيرة، ثم تمالكَ نفسَه وأنشدَ واستعبرَ في أثناء النشيد!

بيد أنّ عداباً بَكى وبَكى، وما يزال يَبكي، وهو يكتبُ هذه الكلمات!

يُواسونَ مَن ماتَت لديه بُنَيّةٌ

ويَبكي المُعَزّى بالدموع السواجمِ

فما حالُ من ماتت لديه بُنيّةٌ

وخمسةُ أولادٍ، نُجومُ العوالِم

دفَنْتُهُم، والصبرُ يَذبحُ ضامري

وأُبدي جِلادي، كاظِماً، غيرَ آثمِ

سئمتُ حياتي يا لطيفُ مِن الضَنَى

وعَيْنِيَ لا تَسهُو، بِصورَةِ ساهِم

وأينَ التي تُسْلي فؤاداً مُفجّعاً

بأرواحِ أبناءِ العَدابِ البَراعِمِ

بدورُ صغارٌ، غافلون عن الأسى

غدَوا مِثلَ حَبّاتِ الرمالِ النَواعِمِ

ظلالٌ ذُكاءٌ، والحسينُ وأحمدٌ

عليٌّ، وزيدٌ، خالدٌ؛ أيُّ غارمِ  

عليٌّ قَضى في السجنِ قَتلاً، ظُلامةً

فتىً ألمعيّاً مِنْ قبيلٍ أكارمِ  

إلهي، فهَبْ لي من لدُنك عزيمةً

فقَدْ بِتُّ مَعدومَ الفؤادِ المسالِم

إلهي، وصبّرني، فَجُرْحي نازفُ

على مَرِّ أيّامي؛ كَحزّ الغلاصمِ

وما عُدتُ أرجو في الحياةِ بقيّةً

عَجَزتُ عن العُتبَى كأهلِ العزائمِ

وَحَوليَ ناسٌ، مُترعون من الهوى

يَزيدون من حُزني بسُمّ الأراقمِ

يظنّون أنّي لا يُغيّرني الأذى

ولا أرتجي رِفقاً بقلبي المُراغِمِ

يظنّونني طَوداً من الصَخْرِ ثَوبُه

وما أنا إلا شاعرٌ غيرُ جاهِمِ

تعاوَرني حُزنٌ وسُقمٌ ووحشةٌ

وأرّقني ذَنبي كأصدقِ نادمِ

فإنْ يَغفرِ الرحمنُ ذنبي وحِدَّتي

وإلّا فإني في عِقابٍ ملازم.

وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه.

والحمدُ لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق