مسائل عقدية:
البابية والبهائيّة
والقاديانيّة!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب أحدُ الإخوةِ
الأصدقاءِ تعريفَه بهذه الفرقِ الثلاثِ، التي ما يزالُ أتباعها موجودين، معاصرين
لنا.
والقاديانيّة: حركةٌ ظهرت
في ظلّ الاحتلالِ البريطانيّ للهند، على يدِ مؤسسها مرزا غلام أحمد القادياني (1839-
1908م) ولد في قرية «قاديان» من بنجاب في الهند، و«الميرزا» مصطلح يطلقُه الشيعة
الإماميّةُ على مَن تكون أمّه عَلَويّةٌ، من ذريّة الحسن أوالحسين، عليهم السلام.
أمّا البابية: فهي مصدرٌ
صناعيٌّ من كلمة «باب» وهذه الكلمةُ تعبير عن وكيلِ الإمام المهدي، أو الوسيلةُ
بينه وبين المؤمنين به من الشيعةِ الإمامية.
أسسها الميرزا علي محمد
رضا الشيرازي الإيراني (1819 ـ 1850 م)
وأمّا البهائية: امتدادٌ
فكريّ للبابيّة، أسسها الميرزا حسين علي الملقب (بهاء الله) أخو الميرزا عليّ، المولود
في شيراز (1817 - 1892) والمدفون في مقبرة «البهجة» بعكا.
ومن وراء دراستي القديمة
جدّاً للبابيّة والبهائيّة؛ توصّلتُ إلى أنهما فرعان عن المدرسةِ الشيخيّة المنسوبة
إلى أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائيّ (ت: 1241 هـ) وكانوا يلقّبونه (الشيخَ
الأعظم) كأنّه تقليدٌ للقب الشيخ محيي الدين بن عربيّ الحاتمي (558 - 638 هـ) شيخِ
الصوفيّةِ العِرفانيّةِ الباطنيّة.
والشيخ الأعظم الإحسائيّ -
وسائر العرفانيين من الإماميّة - متأثّرون تأثّراً كبيراً بالشيخ الأكبر ابنِ
عربيّ.
وإذْ إنّ الشيخيّة
والبابيّة والبهائيّة مدرسةٌ واحدةٌ، والقاديانيّةُ مدرسةٌ أخرى؛ فسأعرّف تعريفاً
عامّاً بالقاديانيّة أوّلاً، ثمّ أعرّف بالشيخيّة وفرعيها.
وإنّما قلت: أعرّف
تعريفاً، ولم أقل: أدرس دراسةً؛ لأنّ الدراسةَ العلميّة، تتطلّب توافرَ كتب الفرقة
ذاتها (كتب القادياني نفسه) ثم كتب أتباعها، ثم ما قاله علماء الشيعة الإماميّة عن
الفرقةِ المنبعثةِ عنهم، ثم ما يقوله خصومُ العِرفانِ الإماميّ بعد ذلك.
وليس في مكتبتي صفحةٌ
واحدةٌ لهؤلاء المؤسسين، الذين حكم عليهم أكثر علماءِ الإماميّة بالخروجِ عن الدين،
والاعتمادُ على الإنترنيت في الدراساتِ العلميّة مزلقةٌ!
والله تعالى أعلم.
والحمد لله على كلّ حالٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق