الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

 الشعر في المعركة!؟

قصيدةٌ عصماءُ للدكتور الشاعر:

يوسف أبو هلالة القُرَشيّ

أمدّه الله وعافاه.

 

(نائمٌ أنتَ، والجراحُ تَؤودُ

 ومُضِرٌ بك الركونُ البَليدُ

كيف تَغْفو على الفراشِ وقد

عاثتْ صِلالٌ في جانبيكَ ودُودُ؟

أيها الخاملُ النَؤومُ تنبَّهْ.

فقَبيحٌ يومَ الطرادِ الرُّقودُ

كُربةٌ ودَّعتْ، وأُخرى أغارَتْ

دُكَّ مِن عَصفها البناءُ المَشيدُ

والمناحاتُ في الدِّيار تَعالتْ

ولها كادت الرّواسي تميدُ

والزَّكيُّونَ عُنصراً، يا بِنفسي !!

كسيوفٍ عَضَّتْ عليها الغُمودُ

سَحَقَتْنا رَحى الوَقائعِ سَحْقاً

والرَّزايا والحادثاتُ السودُ

أيُّها الدِّينُ أنتَ قائدنا للنَّصر

 دوماً، لو ساندتكَ الجنودُ

لَو أَقمناك بَيننا؛ لانْتَصرنا

 ولما داسَنا العدُّوُ الحقودُ

غيرَ أنَّا لمَّا هَجَرْناكَ ذُقنا

كلَّ مُرٍّ، وخَالَفتْنَا السُّعودُ

يا قُيودَ الطُّغاةِ، منكَ ضَجِرْنا

وعَلى الخَسْفِ هَل تَنامُ الأسودُ؟

ما حياةُ الإنسانِ إنْ صار عبداً؟

يَمتَطي ظهرَهُ شَقيٌّ مَريدُ

إنَّ شَخصاً يَرى الهوانَ، ويُغْضي

لهوَ في شَرْعِنا الحِمارُ البَليدُ

دينُنا ثورةٌ على كلِّ حَيْفٍ

وبوجهِ الزّحفِ الشَديدِ صُمودُ

دينُنا خِنْجرٌ يُمزّق وَجهَ الليلِ

إنْ قامَ للظّلامِ وُجودُ

هِمَّةٌ تَقْرَعُ الزَّمانَ وعَزْمٌ

لا ارتخاءٌ وخَيْبَةٌ ورُكُودُ

نَكرهُ النائمينَ في ساحةِ الإسلامِ

 هَوْنٌ حياتُهم، وهُمودُ

ونَرى الموتَ راحةً، إنْ تَعالَتْ

في حِمانا زَعانِفٌ وقُرودُ

يُنْتِن الكونُ، والمروءةُ تَقْضي

والمَعالي تُطوَى، وتُطوَى البُنودُ

حِينَ تَغدو الشّعُوبُ قُطْعانَ ضَأنٍ

ويَكونُ العُشبَ الحبيبُ الوحيدُ

رَبِّ رُحْماك نَجِّنَا، وأجِرْنَا

فَلَقدْ أثْقَلَتْ خُطانا القُيودُ

وأزلْ قُبْحَنا بجُودك، فالقَيْحُ

سَواقٍ في وجْهِنا والصَّديدُ

رِدَةٌ تُغْرِقُ الحياةَ، ودينٌ

آدهُ الشُحُّ والعَطَاءُ الجَهِيدُ

وديارُ الإسلامِ أضحتْ مَزاداً

كُلُّ شَارٍ، كما يشاءُ يزيدُ

رُبَّ دارٍ قضتْ قَتيلةَ جوعٍ

والرِيالاتُ أبْحرٌ والنقُودُ

وفتاةٍ مِن عُرْيِها تَتَلوّى

وحَريرٌ ثيابُهُم والبُرودُ

وخُطا الخائِب الجَبانِ إلى القُدسِ

تَواقيعُ ذُلِّنَا، وشُهودُ

يا بَني أُمّتي أقولُ وقَلبي

في زوايا الآلامِ؛ صبٌ عميدُ

يَوم بَدَّلتم الجهادَ نُكوصاً

ذلَّ ساداتكُمْ، وذلَّ المَسودُ

هَلْ سَمعتُمْ يوم استباحَ حِمى (غَزّةَ)

طَاغٍ على الحَنيفِ حَقودُ؟

أضرم الدارَ، والشعوبَ اسْتبَاها

أينَ يا قَوْمِ وَعْدُكُم والوَعيدُ؟

أَطَرقوا ذِلَّةً، ولمَّا أشارَتْ

مَنْ أشارتْ، صَحا الغُفاةُ العَبِيدُ

وعليها بالقَوْلِ والخُطَبِ العَرْجاءِ

جادوا، واللُعْبُ فيه المَزيدُ

هكذا شأنُهمْ إذا رِيعَتْ الأوطانُ

فالقولِ رِفْدُهُمْ والهَبيدُ

يا عَبيدَ العبيدِ: هانتْ عاطاياكُمْ

أهذا الذي تَلوكونَ جُودُ؟

إخوةَ الدّينِ مِنْ شِتاءِ المآسي

في فُؤادي؛ زَمَازِمٌ ورُعودُ

فانْفُضوا عنكم الهوانَ، وقوموا

وبِدرْبِ الجهادِ بالدَّمِ جُودوا

كلُّ بذْلٍ إذا العقيدةُ ريعَتْ

دون بذلِ النفوسِ؛ نَزْرٌ زهيدُ

وإذا زغرَد الرّصاصُ وغَنّى

يَخسأُ العَزفُ والغِنا والنشيدُ

أينَ صوْتٌ كالرعد يَسبقُهُ البرقُ

فَيُصْغي لما يقولُ الوجودُ؟

يَصْدعُ الغيهبَ المجلّلَ بالخِزْي

ويَمضي بكُلِّ عِزٍّ يشيدُ

هاتِفٌ والصّعَابُ تُحْدِقُ فيه

وهو في ساحَة الزّمانِ وحيدُ

مُسْلمٌ يا صِعابُ، لنْ تَقْهريني

صارمي قَاطِعٌ، وعَزْمي حديدُ

مِن دمائي في مِقفِراتِ البَراري

يَطْلُعُ الزّهرُ والحَيا والوُرودُ

لا أُبَالي، ولو أُقِيمتْ بِدَرْبي

وطريقي، حَواجزٌ وسُدودُ


إنَّ داراً ما سِرْتُ فوقَ ثَراها؛

حَظُّها التيهُ والضّياعُ الأكيدُ

فَأنَا النُّور حينَ يَطغَى ظَلامٌ

وأنَا النار حين يَقْسُو الجَليدُ

وإذا صِرتُ في الحياة غَريباً

فأنا الدُرُّ والجُمان الفريدُ

ولِديني أحْيا، وأبْذُلُ روحي

ولمصباحِه دمائي وَقودُ

وبِغيرِ الإسلامِ عُمري هَشيمٌ

واخضرارُ الحياةِ يومَ يَسودُ).

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق