الاثنين، 29 أبريل 2024

       مِنْ عِبَرِ التاريخِ (13):

آلُ البيتِ يُغالون في عليّ!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.

رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).

آلُ البيتِ لا يُغالون بالإمامِ عليّ عليه السلام، الذين يغالون به؛ هم جهلةُ وسفهاء الرافضةِ، ومهما كَثُروا؛ فآل البيت في ساقيتهم قليلون!

الرسولُ صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ هو الرسول والنبيّ والقائد والقدوة، والإمام عليٌّ عليه السلامُ هو سيفُه في حياته صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو إمامُ الأمّةِ وربّانيّها بعد انتقاله إلى جوار ربّه تبارك وتعالى.

ليس كمثله - ولا دونه بعشر مراحلَ - أحدٌ في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هذه عقيدتي أنا، وأظنّها عقيدةُ أكثر علماء آل البيت عليهم السلام، قديماً وحديثاً!

أخرج ابن أبي شيبةَ في المصنّف (32105) وأحمد في فضائل الصحابة (922، 1013) وفي مسنده (1720) والنسائيّ في السنن الكبرى (8354) والطبراني في المعجم الأوسط (2155) وفي الكبير (2719، 2724) والمغازلي في فضائل عليّ (16) وابن حبّان في صحيحه (6936) من طُرقٍ عن الحسنِ بن عليّ عليهما السلام، أنّه بعد استشهاد الإمام قام خطيباً فقال: «يا أَيُّهَا النَّاسُ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ أمسِ رَجُلٌ، مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلَا يُدْرِكُهُ الآخِرون، لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ، فَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عن شماله.

ما ترك بَيْضَاءَ وَلَا صَفْرَاءَ، إِلَّا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خادماً».

وفي بهجة المجالس (ص: 109):

«قال الشّعبيّ: لما مات عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه، قام ابنه الحسن على قبره، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وسلم، واستغفر الله لأبيه، ثم قال: نِعْم أخو الإسلامِ كنتَ يا أبي، جواداً بالحقّ، بخيلاً بالباطل عن جميع الخلق، تَغضب حين الغضب، وترضى حين الرّضا، عفيفُ النظر، غضيضُ الطّرف!

لم تكن مَدّاحاً ولا شتّاماً.

تَجود بنفسك في المواطن التي يَبخل بها الرجال!

صَبوراً على الضّراء، مُشاركاً في النّعماء، ولذلك ثَقُلْتَ على أكتافِ قُريشٍ».

هذا هو جدّنا الإمامُ عليُّ بن أبي طالبٍ عليه السلامُ، اُذكروا لنا مِن معظَّميكم رجلاً واحداً يمتلك عُشْرَ هذه الخِصالِ، حتى نقدّمَه عليه، ونحبّه أكثرَ منه أيضاً!

اُذكروا لنا واحداً، قال له الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: (أنتَ مني بمنزلةِ هارون من موسى) وتفسير هذا؛ قول الله تعالى على لسان موسى عليه السلام:

(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) [سورة طه].

اُذكروا لنا واحداً من معظّميكم، قال فيه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: (مَن كنت مولاه؛ فعليٌّ مولاه)!

اُذْكروا لنا موقفاً واحداً لواحدٍ من معظّميكم؛ كان فيه هو المنقذَ للأمّة، كا كان جدّنا منقذَها في بدرٍ وأحدٍ والأحزاب وخيبر!

هناك مثل عاميٌّ مقرفٌ، لكنّه يليقُ بأصحاب الهوى والتعصّب المقيت، هو:

(نِكايةً بالطهارةِ؛ تبولون في سراويلكم)!

توضيحُه: (نِكايةً بالشيعةِ الذين يفضّلون عليّاً؛ تفضّلون عليه من ليس له عُشرُ معشارِ صفاته وخصائصه)!

قبّح الله غلوّ الرافضةِ وتقصيَركم، ولؤمَ الرافضةِ وأحقادكم.

هذا هو جدّنا، وتلك هي عقيدتنا، فمَن رضيَ؛ فله الرضا، ومَن غضب؛ فليضرب رأسه حيث يشاء!

والحمد لله على كلّ حال.


([1])

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق