مسائل فكرية
هل أوربا مسيحية؟
كتب يسألني: هل أوربا
تدين بالمسيحية حقا؟ وهل يجوز لي الزواج من امرأة أوربية؟
أقول وبالله التوفيق: هذا سؤال كبير، يحتاج إلى صفحات كثيرة أختصرها بكلمات:
من المقطوع به أن
جميع أنظمة الحكم في أوربا علمانية، تحل ما حرم الله تعالى، من الربا والزنى
والسحاق واللواط، وغير ذلك من المحرمات الكثيرة المتفق على تحريمها في الأديان
الربانية، التي يسمونها سماوية. وهذا يعني أن هذه الأنظمة مشركة كافرة باليهودية
والمسيحية والإسلام. أما بالنسبة لشعوب أوربا؛ فأنا لا اعرفهم المعرفة الشرعية. ولذلك
أقول كلاماً فقهياً عاماً: كل من يجيز الربا، أو الزنى، أو السحاق، أو اللواط، من
الشعوب الأوربية؛ فهو كافر مشرك، حتى لو زعم أنه يهودي، أو مسيحي. وحتى لو كان
يرتاد الكنيس، أو الكنيسة! رجلاً كان أو امرأة.
فأنت إذا أردت أن
تتزوج امرأة أوربية؛ فيجب عليك أن لا تتسرع، فعرفها بالإسلام أولاً، فإذا شرح الله
تعالى صدرها للإسلام؛ فالحمد لله على هدايتها، وزواجك منها لا خلاف على صحته عندئذ.
وإذا رفضت الإسلام،
وزعمت أنها مسيحية فيجب عليك أن تسألها سؤالين:
الأول: ماذا تعرفين
عن المسيحية؟
والثاني: هل تعتقدين
بصواب نظام الحكم عندكم، وبقوانينه؟
فإن وافقت على نظامها
وقوانينها؛ في مثله! وإذا تبين لك انها لا تعرف عن المسيحية شيئا؛ فيجب أن تعرفها
بأن العهد القديم الذي فيه تشريع اليهودية والمسيحية؛ يحرّم على المرأة إظهار
شعرها وجهها، وبالتالي، فهي تحرم عليها كشف يديها ورجليها، فضلاً عن صدرها، فما
بالك بالبكيني؟ والمسيحية تحرم الزنا واللواط والسحاق والمصافحة والقبلة والصداقة
والمبيت مع رجل أجنبي! فإذا رفضت هذا كله، وزعمت أن هذه الأمور من الحرية الشخصية
مثلاً؛ فهي مشركة، لا يجوز الزواج منها، حتى تعتنق الإسلام، أو تعتقد بمضامين
العقيدة والشريعة اليهودية والمسيحية معاً، عندها تغدو من أهل الكتاب.
بقيت نقطة واحدة، وهي
الإحصان، فالله تعالى يقول: (والمحصنات من المؤمنات، والمحصنات من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم) والمحصنة: هي المرأة
الطاهرة العفيفة هنا، أما الكتابية الزانية؛ فلا يجوز نكاحها، حتى لو زعمت أنها
تابت، أو وعدت أن تتوب، قال الله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية او مشركة والزانية
لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) وتفسير الآية: الزاني المسلم
التائب ينكح زانية مسلمة تائبة، والمشرك لا ينكح إلا مشركة، ولا يجوز أن ينكح
مسلمة، سواء كانت محصنة أم زانية، والكتابية الزانية: زانية ومشركة معاً؛ فلا يجوز
أن ينكحها الإنسان المسلم، أما إذا أسلمت؛ فالإسلام يجبّ ما قبله.
والله تعالى أعلم، والحمد
لله على كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق