الأحد، 10 مارس 2013

كلمة في الفقه



من الضروري جداً لكل طالب علم أن يقرأ خمسة كتب، ليتعرف إلى بدايات تشكيل الفقه الإسلامي من منابعه الأصلية، وليرصد التطور في تأطير الفقه الإسلامي وانغماسه في مستنقع الطائفية في بعض الجوانب منه:
1.  موطأ الإمام مالك، برواياته الثلاث المشهورة المطبوعة كاملة: رواية يحيى بن يحيى الليثي، ورواية محمد بن الحسن الشيباني بصفته تلميذ مالك ومخالفه في مذهبه، ورواية أبي مصعب الزبيري بصفته أحد المنتمين لمدرسة أهل الحديث، لا إلى مدرسة مالك. وينبغي أن تقرأ هذه الروايات الثلاث معاً كالمقابلة.
2.   كتاب الحجة على أهل المدينة، لمحمد بن الحسن الشيباني راوي الموطأ السابق ذكره.
3.    كتاب الأم للشافعي، وخاصة المجلد السابع، ويُستحسَن أن يُقرأ كل فصل منه خمس مرات متوالية.
4.    شرح معاني الآثار للامام الطحاوي.
5.    بداية المجتهد لابن رشد، ويُفضّل أن تكون القراءة على هذا الترتيب الذي ذُكر.
والفقه الإسلامي ليس هو الاسلام في جانبه التشريعي والحُكمي، وإنما هو أنظار المجتهدين الأعلام في استنباط حكم الله تعالى، أو حكم الدين، أو مقصد الشرع في هذه الواقعة من مصدَرَي الدين: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما الإجماع، فلو تحقق، فهو مصدر كاشف عن حكم الشرع، وليس مصدراً مؤسِّساً ذاتياً، على أنه ليس في الدنيا إجماعٌ على الإطلاق بالمعنى الأصولي.
فهناك ثلاثة أنواع من الإجماع، لا يوجد غيرها في التاريخ الإسلامي على الإطلاق:
1.  الإجماع بمعنى عدم الوقوف على المخالف، فالعالم ينظر في الكتب التي يقف عليها، فيجد المسألة مطروحة في أحد الكتب بمثل الرأي الذي يراه، ويجدها غير مطروحة أصلاً في كتب أخرى، لكنه هو لم يقف على مخالف، فيدعي الإجماع..! وأكثر الإجماع في كتب الفقه من هذا الطراز.
2.  الاجماع التواضعي، وهو قيام مهتم بأمور الإجماع برصد كتب أصحاب المذاهب الأربعة، إما المعتمدة للفتوى عند كل مذهب، وإما انتقائياً للشهرة أو غير ذلك، فيجد المسألة مبحوثة لدى الجميع أو مبحوثة لدى البعض وغير مبحوثة لدى البعض الآخر بموافقة أو بمخالفة، فيدعي الإجماع!! ومن هنا رَدّ كثير من المتأخرين دعاوى الإجماع على من ادّعاها ممن تقدمهم.
3.  الاجماع الافتراضي، وصورته أن تنزل نازلة من النوازل، فيُسأل الفقيه عنها، فيُعمل ذهنه فيها، فيتوصل إلى أن المسلمين يجب أن لا يختلفوا في أن هذه المسألة مشروعة أو غير مشروعة، فيقول: وإجماع المسلمين على هذا، وليس هو في الحقيقة إلا افتراض في انتفاء وجود مخالف، وأكثر دعاوى ابن تيمية رحمه الله الاجماع التي يحكيها عن السلف من قبيل ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق