مسائل فكرية (٤٥):
حب
الحسين عليه السلام!؟
بِسمِ اللهِ الرَحْمنِ
الرَحيمِ
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا،
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا:
لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا:
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ،
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
ألا
يكفي لأن أكون أحب الحسين، أن أعتقد بعقلي وقلبي وروحي؛ أن الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة؟
ألا
يكفي لأن أكون أحب الحسين، أن أعتقد بعقلي وقلبي وروحي؛ أن الحسن والحسين ريحانتا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا.
ومقتضى
هذا وجوب حبهما، وحرمة ظلمهما وبغضهما؟
ألا
يكفي لأن أكون أحب الحسين، أن أعتقد بعقلي وقلبي وروحي؛ أن الرسول يقول: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا)؟
ألا
يكفي لأن أكون أحب الحسين، أن أنتشي وأطرب وأسعد بقول الحسين عليه السلام لمعاوية
الطليق الباغي:
( إني والله لا أجد لي عند
الله عذرا بترك جهادك)؟
لا
يكفي دليلا على حبي الحسين، إلا أن أغلو كما يغلو الأوباش السفهاء، الذين يعتقدون
ويرددون: من زار قبر الحسين برّاً به؛ فكأنما زار الله
تعالى؟
لا
يكفي دليلا على حبي الحسين، إلا أن أغلو كما يغلو السفهاء، الذين يعتقدون ويرددون: إن الله ينظر إلى زوار قبر الحسين، قبل نظره إلى الحجيج في عرفة!؟
لا
يكفي دليلا على حبي الحسين، إلا أن أغلو كما يغلو الجاهلون، الذين يعتقدون ويرددون :إن زيارة قبر
الحسين لا تعدل حجة واحدة إلى البيت الحرام!!؟
إنما
تعدل عشر حجج، بل مائة حجة، بل ألف حجة!!؟؟
لا
يصح في فضل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أي حديث.
ولا
يصح في فضل زيارة قبور فاطمة وعلي والحسن والحسين، عليهم السلام أي حديث.
إنما
زيارتهم داخلة في إباحة زيارة القبور؛ لأنها تذكر بالآخرة، وليس لتعظيمها وتقديسها
والتمسح بها والطواف حولها.
لا
يصح في دين الإسلام؛ تجديد العزاء والأحزان في كل عام، لا على الحسين، ولا حتى على
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ليس
في الإسلام شيء اسمه «زيارة الأربعين» إنما هذا
تقليد فرعوني وبابلي وثني قديم.
وليس
في صحيح روايات السنة والشيعة؛ شيء من ذلك البتة!
الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم خير من الحسين، وخير من والدي الحسين.
ما
رأيناكم تفعلون في ذكرى وفاته شيئاً من هذا الهبل والجهل والتخلف، الذي تصنعونه في
ذكرى عاشوراء، والأربعين الفرعونية الوثنية؟
أيها
الناس:
إن
الملايين التي تحشد في كل عام، عند ذكرى الأربعين؛ خير لها عند الله تعالى أن تقف
في جانب المظلوم، وتأخذ على يد الظالم المجرم الناهب لمال الأمة، تحت مسمّى (مالٌ
مجهول المالك).
إن
تعطيل الأمة شهراً أو شهرين من كل عام، من أجل أن تزور قبرا، استشهد صاحبه قبل
(١٤٠٠) سنة؛ لهي أمة مختلفة(١٤٠٠) سنةً عقلياً وحضارياً، عن بقية الأمم التي تبني
حياة مجتمعاتها وفق مراد الله تعالى؟!
أين
ينام عشرة ملايين من الناس في كربلاء؟
أين
يبولون ويتغوطون ويتوضأون؟
ومن
أجل ماذا كل هذا العناء والضيق والإرهاق، وليس في الشرع دليل على مشروعية ذلك،
فضلاً عن حصول الثواب به؟!
شاهد
جد الحسين الرسول محمد صلى الله غليه وآله وسلم - وهو في طريقه إلى الحج - رجلا
يمشي، والناس ركوب على رواحلهم.
فسأل
من حوله: ما لهذا الرجل يمشي؟
قالوا:
إنه نذر أن يحج ماشيا!؟
قال
صلّى الله عليه وآله وسلم: (مروه فليركب، إن الله تعالى غني عن تعذيب هذا نفسه)
أخرجه مسلم (1643) والنسائيّ (3852) وغيرهما.
إن
الله تعالى غني عن تعذيبكم أنفسَكم، إن كنتم تقصدون وجه الله تعالى!
وإن
كنتم تقصدون وجه الحسين؛ فليس للحسين قدرة على إعطائكم حسنة واحدة!؟
عليكم
أن تفكروا وتبحثوا وتدرسوا - معاشرَ أحباب الحسين -: لماذا اخترع لكم كهنة الرافضة
هذه الرواياتِ الموضوعةَ الكاذبة، في تهويل هذه الشخصية، وتهويل مصابها إلى هذا
الحدِّ، الذي جعل نفوسكم مترعة بالأحقاد والبغضاء والرغبة في التمزق.
وأنتم
تعلمون أن المختار الثقفي - جازاه الله بعدله- لم يترك واحدا من قتلة الحسين، إلا
قتله شر قتلة، على قتلته جميعاً لعنة الله تعالى وعذابه!
ألستم
تعلمون ذلك؟
ألستم
تعلمون أيضا قول الله تبارك وتعالى: (ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)؟
فكروا،
تدبروا، ابحثوا، فوالله ليس فيما تصنعون في كل عام رضا لله تعالى، ولا لرسوله، ولا
للإمام، ولا للحسنين، عليهم الصلاة والسلام.
واللهُ
تَعالَى أعْلَمُ.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا..
وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد
لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق