السبت، 8 مارس 2025

   بعيداً عن السياسة:

خطابٌ صريحٌ مفتوح إلى الأقلّيات في سوريّا!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا عُدنا إلى مصدر إحصائيّ تقريبيّ محايدٍ، مثل «ويكيبيديا الحرّة» نجد أعداد الطوائف في سوريا، عام (2006م) على النحو الآتي:

عدد سكّان سوريّا التقريبيّ، عام (2023م) ثلاثةٌ وعشرون مليون نسمة ونصف المليون.

المسلمون السنّة (69%).

المسلمون الشيعة الإماميّة والإسماعيليّة (2%).

النُصيريون العلويون (16%).

المسيحيّون بمذاهبهم وأعراقهم (10%).

الموحّدون الدروز (3%).

اليَزيديّون قُدّر عددهم عام (1987م) ما بين (12000 - 15000) نسمة.

ولو أننا سلّمنا بهذه الإحصائيّات - تَقريباً للبحثِ والتوضيح - فيكون عددُ أهل السنة أكثرَ من خمسةَ عشرَ مليونَ نسمة!

فنسبة (69%) إلى (16%) تعني أنّ أهلَ السنّة في سوريّا خمسةُ أضعاف عدد النصيريين فيها!

ويكون عدد أهل السنّة سبعةَ أضعافِ المسيحيين في سوريّا.

وبقيّة الطوائف قليلةُ العدد جدّاً، بالنسبةِ إلى أهل السنّة!

ووَفقَ النظام الديمقراطيّ البرلمانيّ - وعلى سبيل المحاصصة الطائفيّةِ، المرفوضة تماماً منّي ومن الأكثريّة السنيّة - يكون عددُ أعضاء البرلمان السوريّ (230) عضواً، منهم (161) نائبّاً من نصيبِ أهل السنّة، بينما يكون نصيبُ النصيريّين (36) نائباً، ويكون نصيب الدروز (6 - 7) نوّاب!

فإقدامُ النصيريّين على سَلبِ الحكمِ من الأكثريّة السوريّة بدعمٍ وتأييدٍ خارجيٍّ؛ دمّر سوريّا عن بكرةِ أبيها، وخلّف أكثرَ من مليوني شهيدٍ من أهل السنّة، وأكثر من مائتي ألف قتيلٍ من النصيريين!

ولتعرف الإجرام الذي صنعه النظام النصيريّ في سوريّا؛ يكفي أن تعلمَ بأنّ سعرَ الدولار في بداية انقلابِ البعث النصيريّ، عام (1963م) كان ثلاثَ ليراتٍ وستّين قرشاً سوريّاً!

بينما وصل سعر الدولار، قبل سقوط النظام النصيريّ بشهر (2024م) إلى ستّة عشر ألفَ ليرةٍ سورية فحسب!

إنّ الأقلّياتِ عاشت مع الأكثريّة العربيّة السنيّةِ في سوريا، سنينَ طويلةً، لم نكن ننظر إليهم على أنهم أقلّيات، إنّما كان أهل السنّة يقولون:

الطائفة العلوية الكريمة.

الطائفة المسيحية الكريمة.

الطائفة الدرزيّة الكريمة.

واللهُ يَشهد على صدق كلامي؛ أنّني رضعتُ من امرأتين مسيحيّتين، ومن امرأتين نُصيريّتين، في السنتين الأُولَيَين من عمري في هذه الدنيا!

كانت والدتي رحمها الله تعالى من صواحب الدين، تحفظ كتاب الله تعالى، ولديها إجازتان في إقرائه للآخَرين!

فلو كان لديها شعورٌ طائفيٌّ، أوتمييزٌ عِرقيّ؛ ما كانت ستأمَن المسيحيّات والنصيريّات على حياتي، بكلّ تأكيد؟

أيها المواطنون العلويون والمسيحيون والدروز، والآخرون: الضامنُ الوحيدُ لاستقرار سوريّا؛ هو حكمُ الأكثريّةِ العربيّةِ السُنيّة فيها، وقد ثبت لنا ولكم طيلةَ ستّين عاماً؛ أنّ أكبر طوائف الأقلّيات «النصيريّة» لم تحكم سوريّا، ولم تَسُسْها، إنّما قتلت شعبها، ودمّرت مدنها وقراها، وأفقرتها، حتى لا تكاد تجد فيها مكتفياً بدخله الشهريّ!

لا تخافوا من أهل السنّة في سوريّا، فقد انتصَرتْ ثورتهم، واستلموا زمام الأمورِ في دمشق، ودخلوا جميع مدنِ الطائفة العلويّةِ، فلم يقتلوا أحداً، ولم يَسْبوا امرأةً، ولم يخطفوا طفلاً، كما صنع مجرموكم أيّام كانوا يحكمون!

بيد أنّ قادتكم السفلةَ؛ تأبى نفوسُهم الوضيعةُ إلّا الغدرَ والخيانةَ والتبعيّةَ للأجنبيّ!

قاموا بانقلاب (6 - 8) آذار (2025) وقتلوا من رجال الأمن في الساحل السوريّ، أكثرَ من (140) شهيداً، تلبيةً لتحريضِ قوىً أجنبيّةٍ، لا تريد بهم ولا بسوريّا خيراً البتّة!

ومن المعلوم لدى جميع الأممِ، أنّ الخروج على الدولةِ؛ خِيانةٌ عظمى، وجزاء مرتكبيه في الإسلام، وفي الوطن العربيّ كلّه؛ الإعدامُ!

وأنا لست سياسيّاً، ولا أعرف أيَّ أحدٍ من النظام السياسيّ الحاكم الجديد في سوريّا البتّةَ!

بيد أنّ شعبَكم العلويَّ في الساحل يقول: «إنّ رجال الأمن والجيش السوريّ؛ كانوا غايةً في الأدب والتهذيبِ، لم يسيؤوا إلى كبيرٍ في الساحلِ، ولا إلى صغير» قبل انقلابكم المشؤوم!

أيّها المواطنون من مكوّناتِ الشعب السوريّ: راجعوا أنفسكم، وانظروا في مصلحتكم، وارحموا أبناءكم ونساءكم وشيوخكم، وكونوا على يقينٍ أنّ أهلَ السنّة أرحم بكم، من بعضكم ببعض!

وإنْ أبيتم؛ فأنتم خارجون على دولةِ الأكثريّة السنيّة، ومن حقّها آنئذٍ أنْ تحصدكم حصدَ الهَشيم!

ولن يَنفعكم يومئذٍ «إيرانُ» ولا «الصهاينةُ» ولا إرهابيّو «قسد» العملاءُ، ولا غيرهم!

وأرجو خالصَ الرجاءِ أنْ لا تَنتفخوا كثيراً، ولا تَبيعونا شجاعةً وبسالةً وإقداماً، فأهلُ السنّة أبناء قبائل عربيّةٍ أصيلةٍ، جميعها تتمتّع بالشجاعةِ والشكيمةِ والفداء، وما جرى في اليومين الماضيين كافٍ لمن كان له قلب، أو ألقى السمعَ وهو شهيد!

إنّكم تَعلمون يقيناً؛ أنّكم مفرّقين ومجتمعين؛ لا تتجرّؤون على بعضِ ما تفعلون، لولا استقواؤكم بأعداء الإسلامِ، وأعداء سوريّا وأهلها الطيّبين!    

ألا هل بلّغتُ؟

اللهم فاشهد.

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق