مسائلُ عقديّة:
احتفالُ المسلمِ بعيدِ
النيروز!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تَردّدتُ كثيراً في
الإجابةِ على هذا السؤالِ، خشيةَ أنْ يُحْمَلَ كلامي على غير وجهه!
بيد أنني وقفتُ على فيديو،
يقول فيه أحدُ ذووي اللحى من جهّال السوريين:
«عيدُ النيروز
ليس عيداً لأهلنا الأكراد، إنما هو عيدٌ لجميعِ السوريين، وها نحن
نحتفل معهم بعيد النيروز» فقلت في نفسي: كم تضرُّ المجاملةُ بأهلها، وتذكّرت قول
رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً؛ يَرْفَعُهُ
اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً؛ يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) أخرجه
البخاريّ (6478) وهذا لفظه، ومسلم (2988) فرأيتُ أنّه تعيّن عليّ البيان.
قال الله تبارك وتعالى:
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا
هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ
إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) [الحجّ].
وقد فسّر
بعضُ العلماءِ «المنسكَ» هنا بالعيد!
وعيدُ النيروز يكون في
أوّلِ أيّام فصلِ الربيع، وعيد المهرجان يكون في أوائل فصل الخريف!
ومن المعلومِ أنّ عيدَ
النيروزِ وعيدَ المهرجانِ؛ أعظمُ أعيادِ المجوسِ، وليسا هما بعيدين للعرب ولا
للترك ولا للأكراد!
إنّما بعضُ الأكرادِ
الذين يميلون إلى الفكرِ القوميّ، أو الفكر العلمانيّ، يحتفلون بهما، كيداً
للمسلمين، أو تقليداً للأجداد بجهلٍ وعصبيّة، إذْ أصولُ الأكرادِ من الفرس!
وقد وجدتُ للإمامِ
الذهبيّ كلاماً خفيفاً لطيفاً، أحببتُ نقلَه تخفيفاً على المحتفلين، ومراعاةً
للوضع السوريّ في هذه الأيّام النحسات!
قال الإمام الذهبيّ في
رسالةِ «التمسك
بالسنن والتحذير من البدع» نقلاً عن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
العدد (103 - 104) ما نصّه:
«أمّا مشابهةُ أهلِ
الذمّةِ في أعيادِ الميلادِ، والخميس، والنيروز؛
فبدعة وحشة.
فإن فَعلها المسلم تديُّناً؛ فجاهلٌ، يُزجَرُ وُيعَلَّم، وإنْ فَعلها
حُبّاً بأهل الذِّمةِ، وابتهاجاً بأعيادهم؛ فمذمومٌ أيضاً، وإنْ فعلها عادةً
ولعباً، وإرضاءً لعياله، وجبراً لأطفاله؛ فهذا مَحلُّ نَظر، و(إنّما الأعمالُ
بالنيَّات) والجاهلُ يُعذَر، ويُبينُ له برفقٍ، واللهُ أعلم».
ختاماً:
ليس الاحتفالُ بعيدِ النيروزِ من شعائر الإسلامِ، إنّما هو من مناسكِ المجوسِ ومن
تأثّر بهم.
وإصرارُ بعضِ
الأكرادِ وغيرهِم على الاحتفالِ به، وعدُّهم إيّاه من أعيادهم القوميّةِ؛ مخالفٌ
لهدي الإسلامِ، والتعصّبُ القومي مذموم ممقوتٌ في ديننا الحنيف!
قال
رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ
عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ
تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ،النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ
تُرَابٍ.
لَيَنْتَهِيَنَّ
أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ، الَّذِينَ مَاتُوا، إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ
جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنْ الْجُعَلِ الَّذِي
يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ) أخرجه أبو داود (5116) والترمذيّ (3955) وقال: هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وما الذي يصنعه المحتفلون
بهذا العيدِ المجوسيّ، سوى الرقصِ والغناءِ واختلاط الرجال بالنساء، وهذا مظاهر
جاهليّةٌ مرفوضةٌ في ديننا الإسلاميّ الحنيف؟!
والله تعالى أعلم.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق